لم يكن حلم استضافة كأس العالم يومًا بعيد المنال بالنسبة للمغرب، ولكن مع كل خطوة جديدة في هذا الاتجاه، يقترب الحلم من الواقع.
خطوة تجسد الطموح الرياضي والإرث الثقافي، حيث كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” عن تقريره المفصل الذي يضع المغرب في مركز الصدارة بجانب إسبانيا والبرتغال، من خلال ملف مشترك يتسم بالجودة العالية والتنظيم المحكم.
التقرير أظهر تفوقًا واضحًا للمغرب، إذ حصلت جميع الملاعب المقترحة على تقييمات لا تقل عن 4 من 5، وهو إنجاز غير مسبوق يعكس الجاهزية التامة والبنية التحتية المتطورة.
من بين هذه الملاعب، تميز ملعب الحسن الثاني الكبير، الواقع في ضواحي الدار البيضاء، بتقييم 4.3، مما يجعله منافسًا قويًا لاستضافة المباريات الافتتاحية أو النهائية للبطولة.
هذا التقييم يضعه في مصاف أفضل الملاعب العالمية، جنبًا إلى جنب مع سانتياغو بيرنابيو وكامب نو في إسبانيا.
ولم يكن ملعب الحسن الثاني الوحيد الذي خطف الأنظار، إذ حصدت ملاعب أخرى مثل الأمير مولاي عبد الله في الرباط وملعب فاس تقييمات مميزة بلغت 4.1، فيما سجلت ملاعب طنجة ومراكش وأكادير معدلات مشجعة عند 4.
هذا الأداء المتميز يعزز من فرص المغرب لتنظيم مباريات محورية، بما في ذلك نصف النهائي، مما يمنحها إشعاعًا دوليًا غير مسبوق.
في المقابل، عانت بعض الملاعب الإسبانية والبرتغالية من نقاط ضعف في التقييم، حيث حصلت ستة ملاعب إسبانية على درجات أقل من 4، وكان أقلها تقييمًا ملعب لاكورونيا بـ3.4.
أما في البرتغال، فقد حصل ملعب جوزيه ألفالادي على 3.9، مما يبرز التفاوت في مستوى الجاهزية بين الدول الثلاث.
ويأتي هذا النجاح نتيجة عمل دؤوب واستجابة قوية لمتطلبات الفيفا الصارمة التي تشمل البنية التحتية، سعة الملاعب، والخدمات اللوجستية.
هذه النقاط جعلت الملف الثلاثي يتفوق بشكل واضح على منافسه الأرجنتيني-الأوروغوياني-الباراغواياني، الذي حصل على تقييم أقل بلغ 3.6، مع اقتصار عرضه على استضافة مباراة واحدة في كل دولة.
الحلم بات قريبًا جدًا، حيث من المقرر أن يتم التصويت النهائي لاختيار البلد المضيف في 11 ديسمبر المقبل.
كل المؤشرات تدل على أن ملف المغرب، إسبانيا، والبرتغال هو الأقرب للفوز، خصوصًا مع كونه الملف الوحيد الذي يتوافق مع جميع المعايير.
البطولة، التي ستشهد مشاركة 48 منتخبًا لأول مرة في تاريخ كأس العالم، ستنطلق في 13 يونيو 2030 وتستمر حتى 21 يوليو.
ومن المتوقع أن تكون هذه النسخة من أكثر البطولات إثارة وتشويقًا، خاصة مع الزخم الجماهيري الكبير الذي سيشهده المغرب والدول الشريكة.
الحلم الكروي المغربي لم يعد مجرد طموح، بل أصبح حقيقة تنتظر الإعلان الرسمي، مع استعداد المملكة لدخول التاريخ كأول دولة إفريقية تستضيف بطولة كأس العالم في نسختها الموسعة، في خطوة تؤكد مكانتها كقوة رياضية إقليمية وعالمية.