شارك المغنيان المغربيان حاتم إيدار وفيصل بن حدو في حفل موسيقي بمدينة أسدود الإسرائيلية، في وقت يشهد فيه قطاع غزة ولبنان عدوانًا إسرائيليًا خلف آلاف الشهداء والجرحى.
هذه المشاركة، التي جرت في ظل تصاعد الغضب الشعبي تجاه أي شكل من أشكال التطبيع، طرحت تساؤلات حول دوافعها وتوقيتها، خاصة أنها تمت بعيدًا عن الأضواء ودون إعلان رسمي من الفنانين.
وكشفت مصادر متطابقة أن الفنانين توجّها إلى إسرائيل في سرية تامة، متجنّبين أي إعلان رسمي عن الحفل عبر منصاتهما على مواقع التواصل الاجتماعي، خلافًا لما اعتادا عليه في أنشطتهما الفنية الأخرى.
هذه السرية أثارت تساؤلات كثيرة حول دوافع هذه المشاركة التي جاءت في ظرف حساس، وسط تعاظم الغضب الشعبي تجاه أي شكل من أشكال التطبيع الثقافي.
يُعرف فيصل بن حدو بكونه أحد الفنانين المغاربة الذين سبق لهم إحياء حفلات موسيقية في إسرائيل، حتى قبل استئناف العلاقات الرسمية بين البلدين.
حضوره المستمر في مثل هذه الفعاليات جعله محل انتقادات دائمة، خاصة من الأوساط الرافضة لأي تعاون فني مع إسرائيل في ظل استمرار الاحتلال.
هذه المشاركة ليست الأولى التي تُثير الجدل في الأوساط الفنية المغربية، فقد سبق أن وُجهت انتقادات حادة لمجموعة من الفنانين المغاربة بعد مشاركتهم في بينالي القدس المحتلة، وهو حدث ثقافي تنظّمه إسرائيل سنويًا.
وفي هذا السياق، أصدرت الجمعية المغربية للفنون التشكيلية والنقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين بيانًا مشتركًا، أكّدتا فيه رفضهما لأي مشاركة في أنشطة ثقافية داخل الأراضي المحتلة، معتبرتين أن أي تواجد فني مغربي في إسرائيل قد يُستغل لتلميع صورة الاحتلال، في وقت تتصاعد فيه الانتهاكات ضد الفلسطينيين.
يبرّر بعض الفنانين مشاركاتهم في الفعاليات الإسرائيلية بأنها قرارات شخصية لا تعكس موقفًا سياسيًا، بينما يرى آخرون أن هذه الخطوات تعدّ تطبيعًا ثقافيًا غير مبرّر، يُستخدم كأداة للتغطية على السياسات العدوانية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.
وفي ظل تصاعد الغضب الشعبي، تبقى هذه المشاركة مثالًا جديدًا على الجدل المستمر حول حدود العلاقة بين الفن والسياسة، ودور الفنانين في القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.