أجمع باحثون ومهنيون في مجال الصحافة الأمازيغية على أهمية التجربة الأمازيغية في الإعلام منذ الخطاب الملكي بأجدير إلى اليوم، مشددين على أهمية اعتماد سياسة للـ”التمييز الإيجابي” في دعم وتطوير الإعلام الأمازيغي.
وتوحدت مداخلات المشاركين في الندوة التي نظمتها النقابة الوطنية للصحافة بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، اليوم الجمعة، حول الأمازيغية في الصحافة والإعلام الوطنيين، في الإشادة بدور الإعلام الأمازيغي، على اختلاف دعاماته، في إبراز وترسيخ التنوع اللغوي والثقافي الذي يزخر به المغرب”، مُلحِّينَ على أنه “يحق لنا اليوم الحديث مكتسبات أفرزتها التجربة الأمازيغي في الإعلام المغربي”.
موسى مخلص، عضو بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، اعتبر أن “معالجة الإشكاليات التي لايزال يعرفها الإعلام الأمازيغي لابد أن يتم على المستوى البنيوي”، مؤكدا “ضرورة تعميم تجربة المعهد العالي للإعلام والاتصال في ما يتعلق بتكوين الصحفيين على معاهد ومدارس اخرى”.
وأشار المتحدث ذاته، ضمن الكلمة التي ألقاها في الندوة، إلى “ضرورة اعتماد سياسة للتمييز الإيجابي لصالح الإعلام الأمازيغي وقضايا اللغة والثقافة الأمازيغية بشكل عام”، مذكراً في هذا الصدد بـ”الدور الذي يلعبه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في مواكبة المؤسسات العمومية بما فيها الإعلامية في ما يتعلق بورش إعادة الاعتبار للغة الأمازيغية”.
محمد مماد، المدير السابق للقناة الأمازيغية، أشاد بما اعتبره “دورا ريادياً لقناة تمازيغيت كقناة عامة توجه إلى جميع شرائح المجتمع بدون استثناء في تثمين التجربة الإعلامية الأمازيغية”، لافتاً إلى أن “هذه التجربة انطلقت من لا شيئ وهي اليوم تعتبر تجربة يمكن الاعتماد عليها في تطوير الإعلام الأمازيغي في السنوات القادمة”.
مداخلة مماد ضمن الندرة ركزت على “ضرورة دعم هذه القناة في نفس مستوى الدعم الذي تتلقاه جميع القنوات العمومية الاخرى”، مشيرا إلى أن “القناة استطاعت تجاوز كل الصعوبات التي واجهتها في البداية سنة 2009 بفضل تضحيات الطواقم التي كانت تشتغل فيها”.
وفي ما يتعلق بتأثير الجانب التكويني للصحفيين على إنجاح تجربة الإعلام الأمازيغي، سجل المدير العالي للإعلام والاتصال، عبد اللطيف بصفية، أن “المعهد أطلق نظام جديد للتكوين رفع من خلاله مستوى حضور اللغة والثقافة الأمازيغيى إلى أعلى درجة ممكنة”، مورداً أن “الدرس الأمازيغي انتقل من درسِ للاستئناس إلى مقام درسِ رسميِ بتعاون مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية”.
وأوضح المسؤول عن إدارة المعهد العمومي الوحيد في المغرب لتكوين الصحفيين أن “الدرس الأمازيغي ضمن هذا النظام الجديد وُضِع في أيادي مناضلة في الملف الأمازيغي”، مبرزاً “أننا سنحاول من خلال هذا الدرس أن لا يكون التكوين الأمازيغي تكويناً أكاديمياً عرضياً وإنما مساهماً في التهيئة لجيل جديد من الإعلاميين الذين يهتمون بالأمازيغية وقضاياها”.
واقترح المتحدث ذاته أن “تنظيم فعاليات أمازيغية في مجال الإعلام بالمعهد في يانير من كل سنة إغناءً للنقاش العمومي حول هذا الملف المهم”، مسجلا “جعله مناسبة لتكريم كل الشخصيات التي ساهمت في رعاية الإعلام الأمازيغية وتطويره”.
من جانبه، اعتبر عبد الكبير خشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أنه “يحق لنا اليوم القول بعد هذه التجربة الناجحة للإعلام الأمازيغي أن نتحدث عن مكتسبات في مجال الإعلام الأمازيغي”، مشددا على أن “الإعلام الأمازيغي أصبح دعامة لترسيخ التنوع اللغوي الذي يزخر به المغرب”.
واستدرك نقيب الصحفيين أن “رغم كل هذه المكتسبات التي تحدثنا عنها لايزال خزان كبير من الجمهور المغربي بعيد عن ما تنتج الصحافة الأمازيغية”، مبرزا “ضرورة تكثيف الجهود للوصل إليه”.
وسجل اخشيشن أن “ما وصل إليه الإعلام الأمازيغي السمعي البصري من مكاسب لابد أن يشمل الصحافة المكتوبة والالكترونية يحتاج إلى الدعم”، مبرزا أنه “لا يمكن بأي حال تطوير هذا الإعلام الوطني دون عنصر بشري مؤهل ومحفز”.
من جهته، سطر مصطفى أمدجار، مدير مديرية التواصل بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، على أهمية “تخصيص موارد بشرية ومالية من أجل انطلاقة هذا القطاع”، مؤكدا أن “الدولةن ممثلة في وزارة الثقافة والشباب والتواصل وضعت آليات مالية لتمويل هذا القطاع سواء السمعي البصري أو الورقي أو الالكتروني”.
وأثنى المتحدث ذاته على نتائج هذا الدعم الذي حظي به الإعلام الأمازيغي، مسجلا “انتقاله من حضور نسبي في الإعلام الوطني إلى حضور أوسع بفضل ما تنص عليه دفاتر التحملات في موضوع تطوير الانتاج والحفاظ على الإنتاج الأمازيغي”.
