في مشهد كرتوني ساخر يعبر عن واقع أصبح أشبه بالخيال، يظهر جيراندو على شاشة التلفاز في هيئة مهرج، يقدم “مسلسله” الجديد المليء بالأكاذيب والشائعات، تحت عنوان “رمضان الشعوذة والانقلاب”. وبينما يجلس المشاهدون على الأرائك، يضحكون على هذا العرض الهزلي الذي لا يمت للواقع بصلة، يُلقي أحدهم بتعليق ساخر: “تقتال بالضحك هاد خوَنا وفتاش غادي دوز الحلقة الجاية؟”.
جيراندو، الذي تحول إلى نجم في تقديم مسلسلات الإثارة الرقمية، بات معروفًا بقدرته الفائقة على خلق سيناريوهات لا يمكن أن تجدها حتى في أضعف أفلام الخيال. من الشعوذة التي يدعي أنها تُمارس على الملك محمد السادس، إلى الانقلاب الصامت المزعوم، وصولًا إلى “فيلم الإثارة” حول تصفية عبد الله باها، يبدو أن كل حلقة جديدة تحمل معها حبكة أكثر غرابة من سابقتها.
تحويل منصة “تحدي” إلى قناة لبث الأكاذيب ليس إلا محاولة فاشلة لجذب الانتباه. وكما تُظهر الصورة، فإن المحتوى الذي يقدمه جيراندو لم يعد يُؤخذ على محمل الجد، بل أصبح مادة للسخرية والضحك. ربما يُدرك هو نفسه أن جمهوره الوحيد هو هؤلاء الذين يبحثون عن “كوميديا سوداء” لا أكثر.
المفارقة هنا أن جيراندو الذي يظهر في هيئة المهرج ليس سوى شخصية هزلية في مسرحية سيئة الإخراج. يتلون ويتبدل بين الأدوار، مرةً صحفيًا استقصائيًا، ومرةً ناشطًا حقوقيًا، وفي النهاية يظهر بمظهر “المُحرض الرقمي” الذي لا يملك سوى الأكاذيب والأوهام.
مع كل هذا الكم من التناقضات والتلفيقات، يبقى السؤال المطروح: من ما زال يُصدق جيراندو؟ وهل يعتقد أن “الحلقة القادمة” ستُحقق نجاحًا أكبر من سابقاتها؟ يبدو أن المسلسل قد فقد عنصر التشويق، وأصبح مجرد تكرار ممل لسيناريوهات فاشلة.
جيراندو ليس إلا ممثلًا في مسرحية لا يراها الجمهور سوى كوميديا هزلية. ومع ذلك، تبقى نصيحة المشاهدين له: إذا كان يطمح للشهرة، فالأفضل له أن يُجرب حظه في عالم الكوميديا، فربما ينجح في إضحاك الناس أكثر مما نجح في إقناعهم!
