الشامل المغربي

مهاجرات من أصل مغربي سطع نجمهن بأوروبا


تمكنت عدة مهاجرات مغربيات من تقلد مناصب مهمة في بلاد المهجر. فرغم هجرتهن في سن مبكرة والظروف الصعبة التي مرت بها بعضهن، إلا أنهن صنعن لأنفسهن مسارا مميزا في مجالات مختلفة، لعل أهمها المجال السياسي.

 

إعداد: سهيلة التاور

+++

 

خديجة عريب

ولدت خديجة عريب في قبيلة أولاد سعيد بإقليم سطات بمنطقة الشاوية، وهي في سن السادسة والخمسين، تبوأت منصب رئيسة مجلس النواب بهولندا، فتكون بذلك أول مهاجرة مغربية وعربية تصل إلى هذا المنصب في أوروبا.

درست خديجة في المدارس الهولندية، حيث حصلت على الماجستير في علم الاجتماع، وتقلبت في العمل الحكومي والنشاطات الاجتماعية ذات الطابع التعليمي بالخصوص، وانخرطت في العمل الحزبي من خلال حزب العمل، وهو حزب ديمقراطي اشتراكي يعد أكبر أحزاب يسار الوسط بهولندا.

وفي سنة 1998 ولجت المهاجرة المغربية أبواب مجلس النواب الهولندي أول مرة، واحتفظت بمقعدها إلى حدود أواخر 2006، ثم عادت إلى البرلمان في مارس 2007 إلى حدود اليوم، بعد أن استطاعت أن تفاجئ الجميع، وتحصل على منصب برلماني رفيع في هذا البلد الأوروبي.

والقضايا والملفات التي كانت تنشط فيها خديجة عريب ساهمت في وصولها إلى منصب رئيسة مجلس النواب، حيث ما فتئت تهتم بمواضيع العنصرية، والإساءة إلى المرأة، والعنف المنزلي، والعناية بالأسرة، وهو ما جعلها عرضة لحملات عديدة من طرف خصومها.

وواجهت خديجة حملات العنصريين واليمينيين المتطرفين في حزب الحرية، بسبب احتفاظها بالجنسية المغربية، وهو ما كانت ترد عليه بأنها لا تشعر سوى بكونها هولندية الانتماء، وبأن السبب الوحيد في احتفاظها بالجنسية المغربية يعود إلى أن المملكة لا تسمح لمواطنيها بالتخلي عن جنسيتهم الوطنية.

 

مريم الخمري

مريم الخمري هي ابنة لأب مغربي وأم فرنسية منحدرة من منطقة «بروتون»، تحديدا شمال غرب فرنسا، تبلغ من العمر 37 سنة، شخصية بطموح جامح ومتعددة المواهب، جرى تعيينها بداية في منصب «كاتبة للدولة مكلفة بسياسة المدينة» في الحكومة الثالثة في عهد الرئيس الفرنسي السابق «فرانسوا هولاند» والثانية بالنسبة إلى رئيس وزرائه «مانويل فالس» .

ولدت في العاصمة الرباط، وقضت سنوات طفولتها في مدينة طنجة، برفقة أمها التي كانت أستاذة مغتربة هناك، قبل أن تعود في سن التاسعة إلى مدينة ثوارس في لي دو سيفر(الفرنسية).

وهو الأمر الذي فعلته حين مولت دراستها بنفسها، حتى نالت شهادة عليا رفيعة، أهلتها للالتحاق بفريق عمل برتراند دولانوي، عمدة باريس السابق، قبل أن تصبح مكلفة بمهمة في الشؤون المدرسية والوقاية، انتخبت الخمري مرتين مستشارة في بلدية باريس، وشغلت مجموعة من المهام في مكتب عمدة باريس، قبل أن ينتقيها فالس لتشغل منصب كاتبة الدولة المكلفة بشؤون المدينة.

 

نورا أشهبار

تعد نورا أشهبار المولودة بسيدي سليمان بالمغرب في يونيو عام 1982، واحدة من المهاجرين المغاربة الذين يتقلدون مناصب قيادية في عدد من الدوائر الحكومية. إذ بصمت على مسار مهني حافل في العشرين سنة الأخيرة.

وشغلت نورا منصب المدعي العام في محكمة مقاطعة لاهاي من أكتوبر عام 2014 إلى يوليوز الماضي، كما عملت بالموازاة مع ذلك مساعدة قاضية بين عامي 2020 و2021، واشتهرت بحنكتها في معالجة قضايا اللجوء والإرهاب والمخدرات.

وانضمت أشهبار لحزب العقد الاجتماعي الجديد عام 2023، وتولت في يوليوز منصب وزيرة الدولة في الحكومة الهولندية اليمينية مكلفة بالمالية والضرائب.

وقدمت استقالتها، الأسبوع الماضي، حيث تسببت استقالة أشهبار في أزمة سياسية بهولندا، وكادت تطيح بالائتلاف اليميني الحاكم، الذي لا يزال يواجه تداعيات أحداث العنف التي وقعت، الأسبوع الماضي بأمستردام، بعد انتهاء مباراة جمعت فريق أجاكس أمستردام لكرة القدم بنادي «مكابي حيفا» الإسرائيلي.

واحتجت أشهبار، المولودة بالمغرب والمنتمية لحزب العقد الاجتماعي الجديد (وسطي)، على تصريحات خيرت فيلدرز، زعيم أكبر حزب في الائتلاف الحكومي، أكد فيها أن الضالعين في الهجمات على المشجعين الإسرائيليين «جميعهم من المسلمين»، وأن «معظمهم من المغاربة».

 

رشيدة داتي

ولدت داتي في نونبر عام 1965 في منطقة «سان ريمي» الفرنسية، من أب مغربي كان يشتغل في البناء وأم جزائرية، وترعرعت في كنف أسرة فقيرة من 12 فردا.

وبعدما فشلت رشيدة داتي في تجاوز السنة الأولى من دراستها الجامعية في الطب، توجهت نحو الجامعة وحازت شهادة البكالوريوس، ثم شهادة الماجستير في إدارة الأعمال.

ودخلت السياسة من بوابة الحزب الجمهوري بفضل شبكة علاقاتها وقربها من الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي. في سنة 2007، عينت ناطقة رسمية في حملة ساركوزي، وعاد ليكافئها بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية بوضعها على رأس وزارة العدل الفرنسية.

وفي عام 2009 انتخبت نائبة في البرلمان الأوروبي عن الحزب الشعبي الأوروبي، وبقيت في هذا المنصب إلى عام 2019.

ومحليا، شغلت السياسية ذات الأصول المغربية منصب عمدة الدائرة السابعة في باريس، وبقيت في المنصب أيضا إلى حدود يناير من هذا العام، بعد تعيينها وزيرة للثقافة في حكومة غابرييل أتال.

وقالت وسائل إعلام فرنسية، الأسبوع الماضي، إن مكتب المدعي العام الفرنسي المتخصص في الجرائم المالية طلب محاكمة كارلوس غصن، الرئيس السابق لشركة «نيسان»، ورشيدة داتي، وزيرة الثقافة الفرنسية، بتهم تتعلق بالفساد واستغلال النفوذ.

ويشتبه في تلقي داتي 900 ألف أورو من شركة تابعة لتحالف «رينو نيسان» خلال فترة عملها كنائبة بالبرلمان الأوروبي بين عامي 2009 و2019، وتعتقد السلطات الفرنسية أن داتي تلقت تلك الأموال نظير دفاعها عن مصالح التحالف.

 

نجاة بلقاسم

من أب مغربي وأم جزائرية، ولدت نجاة في أكتوبر 1977 وعاشت طفولتها إلى حدود سن السادسة بشمال المغرب، وتحديدا في منطقة بني شيكر بإقليم الناظور، بعد ذلك انتقلت مع أسرتها إلى فرنسا.

وبعد مشوار دراسي متميز بمعهد باريس للعلوم السياسية، التحقت نجاة بالحزب الاشتراكي عام 2002، وهناك بدأ مشوارها السياسي والذي عادت لتقطف ثماره بعد 10 سنوات.

وعينت وزيرة لحقوق المرأة والمتحدثة الرسمية باسم الحكومة، ثم وزيرة لحقوق المرأة والمدينة والشباب والرياضة، ووزيرة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، ثالث أكبر وزارة فرنسية، كأول امرأة تتولى هذه الحقيبة في تاريخ الجمهورية.

 

مريم كثير

كانت مريم كثير وزكية الخطابي من بين 20 عضوا شكلوا الحكومة الفيدرالية البلجيكية برئاسة ألكسندر دو كرو عام 2020، في سابقة تاريخية للجالية المغربية المقيمة بهذا البلد الأوروبي.

وأسندت لكثير (44 عاما) حقيبة وزارة العدل وسياسة المدن، فيما تولت الخطابي (48 عاما) منصب وزارة البيئة والمناخ.

وتنحدر الوزيرتان من المغرب، وأثار نجاحهما حينها الكثير من الإعجاب في بلجيكا والمغرب.

بدأت كثير مسارها الوظيفي عاملة بسيطة بمصنع لفورد في مدينة جينك عام 1999. وفي عام 2006 انتخبت عضوة في المجلس البلدي لمدينتها ماسميخلن، ثم نجحت عام 2007 في الوصول إلى مجلس النواب.

 

زكية الخطابي

ولدت زكية الخطابي بضاحية سان جوس بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، وتعد من بين أشهر المدافعين عن البيئة في هذا البلد الأوروبي.

وانضمت الخطابي إلى حزب الخضر في سن الثامنة عشرة، وراكمت تجارب في محاربة العنصرية والتمييز وفي الدفاع عن المهاجرين والنساء من خلال عملها في عدد من المنظمات الحقوقية والمدنية.

وفي عام 2009 انتخبت الخطابي عضوا في مجلس الشيوخ البلجيكي، ثم بمجلس النواب عام 2014، ثم انتخبت عاما بعد ذلك رئيسة لحزب «إيكولو» البيئي، لتكون بذلك أول سيدة مسلمة مغاربية وشرق أوسطية تقود حزبا سياسيا في بلجيكا.

 

نادية سمينات

أصبحت المغربية الأصل، من جهة الأب، نادية سمينات، المقيمة في بلجيكا والمزدادة في منطقة مالين (وسط بلجيكا) عام 1981 من أب مغربي وأم بلجيكية، أول عمدة لمدينة بلجيكية من أصل مغربي في تاريخ هذا البلد الأوروبي، بعد أن كانت عضوا داخل الحزب الانفصالي الفلاماني. ولدت سمينات ببلجيكا، وحصلت على دبلوم في اللغة الرومانية من الجامعة الفلامانية في بروكسيل، ودخلت البرلمان البلجيكي منذ عام 2010 كنائبة فيدرالية، واستطاعت خلال الانتخابات البلدية السابقة، التي قادت خلالها لائحة التحالف الفلاماني الجديد بلوندرزيل، الحصول على ما يناهز 21 في المائة من الأصوات، لتصبح أول مغربية من المهاجرين تتولى منصب عمدة في بلجيكا، وهو أرفع منصب سياسي تصل إليه امرأة إفريقية عربية ببلجيكا.

 

هدى العلوي هاروني

انتخبت هدى العلوي هاروني ذات الأصل المغربي سنة 2014 نائبة رئيس المجلس البلدي لمدينة هالمستاد غرب السويد، ومستشارة بالمجلس مكلفة بالملف الثقافي به.

هاجرت العلوي هاروني من المغرب نحو السويد سنة 2003، لتكرس وقتها من أجل طموحاتها السياسية، فتدرجت في المسؤوليات الإدارية، حتى صارت شخصية سياسية تحظى بالشهرة والتقدير داخل مدينة هالمستاد. قبل وصولها إلى فرنسا، كانت هدى من أهل مدينة مراكش، التي اشتغلت فيها بمهنة التدريس، لتقرر الهجرة بعد ذلك نحو السويد، حيث انخرطت كعضو مع حزب المحافظين، وانتخبت سنة 2010 كعضو بالمجلس البلدي لمدينة هالمستاد قبل أن تصبح نائبة رئيسه.

 

 







Source link

Exit mobile version