في ظل التوسع الكبير للفضاء الرقمي، وتزايد التهديدات المرتبطة بالاحتيال، الابتزاز الإلكتروني، والمضامين الخطيرة، برز مرصد المحتوى الرقمي كهيئة مدنية رائدة في مجال التكوين، التحسيس، والدفاع عن الحقوق الرقمية بالمغرب.
تأسس المرصد سنة 2008 بمدينة فاس، وكان يُعرف آنذاك باسم “جمعية خبراء الحاسوب”، قبل أن يُعيد هيكلة ذاته ويطوّر نطاق تدخّله، ليتحول إلى مرصد متخصص يُواكب التحولات التكنولوجية المتسارعة، ويُساهم في خلق فضاء رقمي أكثر أماناً ومسؤولية.
ويحظى المرصد بدعم فعلي من معهد المدرسة الدولية الخاصة للتكنولوجيا، الذي يُعدّ شريكاً أساسياً في تقديم خدمات التكوين، التأطير، والدعم التقني، خاصة لفائدة الشباب والطلبة وروّاد الأعمال الرقميين.
أهداف مرصد المحتوى الرقمي:
- التكوين والتأهيل الرقمي
يعمل المرصد على تنظيم دورات وورشات تكوينية، لفائدة المواطنين ومختلف الفئات المهنية، من أجل تعزيز المهارات الرقمية، وتوعية المشاركين بكيفية حماية أنفسهم في العالم الرقمي - التحسيس والتوعية:
يطلق المرصد حملات إعلامية وتحسيسية دورية، تهدف إلى مواجهة المخاطر الرقمية التي تُهدد المستخدمين، وعلى رأسها النصب والاحتيال الرقمي، الروابط الخبيثة، الابتزاز الإلكتروني، والتجارة الإلكترونية الوهمية. - مؤازرة الضحايا ودعمهم:
من أهم أدوار المرصد، تقديم الدعم والمرافقة لضحايا الجرائم الإلكترونية، سواء من خلال التوجيه القانوني، الدعم النفسي، أو ربط الاتصال مع الجهات المختصة. - الشراكة والتعاون مع المؤسسات:
يربط المرصد علاقات تعاون مع المؤسسات الأمنية، التربوية، والإعلامية، من أجل توحيد الجهود الوطنية لمواجهة التهديدات الرقمية، وبناء ثقافة مواطنة رقمية واعية ومسؤولة. - الرصد والتوثيق:
يقوم المرصد بجمع المعطيات حول أنماط الاحتيال والاختراقات المنتشرة في المغرب، ويُصدر تقارير تحليلية دورية تُفيد الرأي العام، وتُسهم في تطوير السياسات العمومية في المجال الرقمي.
لماذا المرصد اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى؟
مع الانتشار المتزايد لاستخدام الهواتف الذكية، وتوسع التجارة الإلكترونية، والانخراط اليومي للمواطنين في مواقع التواصل الاجتماعي، تزايدت في المقابل أنشطة النصب والاحتيال الرقمي، مما يجعل من مرصد المحتوى الرقمي صوتاً مدنياً ضرورياً لحماية المواطنين من الوقوع في الفخاخ الرقمية.
ويُعتبر المرصد اليوم من أول الهيئات المدنية في المغرب التي تبنّت قضايا الحقوق الرقمية، ويواصل عمله بتفانٍ من أجل مجتمع رقمي آمن، حر، ومسؤول.
المصدر: فاس نيوز
