تصوير ومونتاج: يوسف فائز
حظيت الممثلة منو فتو بإشادات واسعة من قبل النقاد والمهتمين بالشأن الفني في المغرب بسبب تمكنها من تجسيد شخصية الأم المعيلة لأبنائها بعد تملص زوجها من مسؤولياته في مسلسل “رحمة” الذي يبث عبر شاشة “إم بي سي 5”.
في هذا الحوار مع “العمق” تتحدث الممثلة منى فتو عن نجاح مسلسل “رحمة” والأثر الذي تركته شخصية المرأة المثابرة والمضحية في نفسيتها، وموقفها من القضايا التي عالجها العمل والنقاش الذي أعاده هو تعديلات مدونة الأسرة.
هل توقعت نجاح مسلسل “رحمة”؟
بصراحة وبكل تواضع نعم، شعرت أثناء اشتغالي على مسلسل “رحمة” أنه سيكون عملا ناجحا لأن كل مقومات النجاح كانت تتوفر فيه من سيناريو وإخراج وإنتاج وطاقم تقني وفني.
ما هو أكثر مشهد أثرك فيك بشكل كبير؟
تأثرت بالعديد من المشاهد أولا كإنسانة وثانيا كامرأة، دور “رحمة” أبكاني وأرهقني نفسيا عندما كنت أذهب لبيتي بعد انتهاء التصوير كنت أشعر بالتعب لأنني كنت أعيش لمدة 5 أشهر ما تعيشه هي كل يوم، لكنني كنت أشعر أيضا بمتعة كبيرة أثناء التشخيص.
أعتقد أن مشهد تعنيف رحمة من قبل زوجها، ومشهد خروجها للبحث عن عمل لإعالة أطفالها، ولحظة خروجها من السجن كانت من أكثر المشاهد التي أثرت في نفسيتي وآلمتني.
ما هي أبرز التعاليق التي تصلك من الجمهور؟
الجمهور المغربي ذكي وواعي ويهتم بالتفاصيل، لقد التقط أمور لم أكن أنتظر منه أن يستوعبها، أرى العديد يتوقفون عند ملاحظات دقيقة متعلقة بطريقة التصوير، الإضاءة، الحوارات والصمت العقابي وهذا أمر أسعدني.
تلقيت أيضا ملاحظات من الجمهور حول تطور أدائي واختلافه عن أعمالي السابقة، وأنا حريصة منذ بداياتي على أن أجتهد في كل أعمالي من أجل أن أكون أكثر صدقا وهو الأمر الذي شعروا به في رحمة.
هل إشادة النقاد والجمهور بأدائك تشعرك بالغرور؟
أشعر بالفرح والمتعة، صحيح أننا بشر ويمكن أن يتسلسل الغرور لنا لكنني طيلة مسيرتي الفنية التي تقارب 35 عاما ربيت نفسي على أن لا تغتر، لأنني اعتبر أن ذلك يقتل الفنان وأرى أنني تجاوزت هذه المرحلة.
لا يعود فضل نجاح مسلسل “رحمة” لي فقط، هناك لقد تظافرت جمهود الجميع من سيناريست وإخراج وإنتاج وطاقم تقني وفني لكي يصل إلى النتيجة التي عليها هو اليوم، ولو لم يكن بجانبي ممثلون بمستوى عالي مثل عبد الله ديدان ومنال أمين وغيرهم لما ظهرت بذلك الشكل.
اعتبر أنني كنت محظوظة من بين زملائي لأنني واكبت ولادة مشروع “رحمة” منذ بداية تفكير بشرى مالك فيه لأنها أخبرتني بأنها ستكتب العمل لي خصيصا، فكان لدي الوقت الكافي للاشتغال عليها والانسجام معها.
ما رأيك في أداء عبد الله ديدان وجدل شخصيته “داوود”؟
عبد الله ديدان ممثل بارع، وبرهن على ذلك من خلال العديد من الأدوار آخرها شخصية “داوود” في “رحمة” التي أظهرت أن بإمكانه التأقلم مع أي دور. أحيه على شجاعته إذ ليس من السهل أن يقوم الممثل بأداء دور يعلم أن جزءا من الجمهور سيكرهه من خلاله لأن البعض لا يتمكن من التمييز بين الواقع والتمثيل.
بالنسبة لشخصية “داوود” أشعر بالكره تجاهها أحيانا وأتعاطف معها أحيانا أخرى، أحاول قراءة ما وراء السطور وأسأل نفسي عن السبب الذي يمكن أن يدفع أي إنسان للتصرف بهذا العنف مع شخص آخرى هل يمكن لأنه يعيش آلم وجرح داخلي يعبر عنه بتلك الطريقة، على الجمهور أن يطرح السؤال المناسب وهو لماذا يتصرف بتلك الطريقة؟.
هل يبرر العمل سرقة الزوج السيء لضمان مستقبل الزوجة كما فعلت “ثريا”؟
حتى نكون واضحين ليس الهدف من مسلسل “رحمة” التحريض على الأزواج أو التحذير من الثقة العمياء فيهم، مثلما هناك رجال أشباه “داوود” في المجتمع هناك آخرون محترمون وطيبون، ومثلما هناك نساء طيبات مثل “رحمة” هناك آخريات ماكرات وماديات مثل “ثريا”، الشخصيات السامة موجودة في كلا الجنسين.
أنا ضد تصرف “ثريا” ومن يبرر سرقتها لزوجها وخداعها له من أجل ضمان مستقبلها وخوفا من وقوعها في المصير الذي وقعت فيه “رحمة”، المرأة يجب أن تكون لديها كرامة وواضحة مع شريك حياتها، الخبث في التعامل لا يمكن إلا أن يؤدي إلى أمور سيئة أكثر.
ما رأيك في النقاش الذي أعاده “رحمة” حول تعديلات مدونة الأسرة؟
انتهينا من تصوير المسلسل قبل عام من الآن تقريبا أي قبل الحديث عن تعديل مدونة الأسرة، وأرى أن تزامن بثه مع النقاش الدائر حول التعديلات المقترحة مسألة ربانية.
من الطبيعي أن يخلق أي تغيير نقاشا في المجتمع وأن تكون هناك فئتان حوله، لكنني على المستوى الشخصي مع تغييرات مدونة الأسرة وعلى الناس أن تعي بأنها في صالح الأسرة وليس المرأة فقط، لأن تصرف “داوود” مثلا في “رحمة” أدى إلى تشريد أطفال وليس الزوجة فقط.
كلمة أخيرة
أشكر الجمهور على رسائل محبته لأنها تمنحنا طاقة إيجابية، والاعتراف بالمجهود الذي نقوم به أمر جميل لهذا أشكرهم كثيرا من خلال “العمق”.