قال شكيب بنموسى المندوب السامي للتخطيط، اليوم الثلاثاء، خلال تقديم نتائج إحصاء 2024 إن دور المندوبية هو إعطاء صورة للواقع المغربي، عبر معطيات تساعد على تحليل الأوضاع القائمة للمساعدة في وضع السياسات، دون تقديم دروس لأحد، ودون وضع المعطيات في قالب لتستجيب لرغبة طرف أو آخر، حيث تسهر المندوبية على استقلاليتها ومستوى الثقة فيها من مختلف الجهات.
وتعليقا على هامش الخطأ في الأرقام التي توصل إليها الإحصاء، كما هو حال نسبة المتحدثين بالأمازيغية، أكد بنموسى أن كل الإحصاءات فيها هامش خطأ، إلا أن نسبة الخطأ في إحصاء 2024، حسب تقدير الخبراء، لا تتجاوز 1.5 في المئة، ما يعني أن النتائج تعطي صورة لوضعية الأمازيغية في المجتمع، وغيرها من الوضعيات.
وبخصوص التطور الديمغرافي في المستقبل، أوضح بنموسى أن عدد السكان لن ينقص لأن هناك دينامية مستمرة، لكن بلوغ عدد المغاربة 40 مليون نسمة لن يكون قبل 2048 أو 2050، حيث سيتم الوصول إلى الذروة الديمغرافية.
وأفاد المندوب السامي للتخطيط أن هناك دراسات ستتم في الشهور المقبلة حول التوقعات الديمغرافية للمستقبل هي التي ستعطي الأرقام المدققة، لكن هذا يعطينا فكرة على الإكراهات التي سنواجهها في المستقبل، نتيجة انخفاض نسبة الخصوبة.
وارتباطا بأرقام البطالة التي توصل إليها الإحصاء (21 في المئة) قال بنموسى إن الإحصاء يقدم الأرقام كما صرحا بها الأسر في وقت معين هو وقت الإحصاء، لكن المذكرة الفصلية التي تصدرها المندوبية حول الموضوع والتي تهم 90 ألف أسرة، أهم وتعطي معطيات أكثر عمقا، لأنها ترتبط أساسا بموضوع الشغل.
ويستدرك بنموسى بكون الأهمية الأكبر لمعطيات البطالة في الإحصاء العام هي أنها تعطي صورة عما يجري ليس فقط وطنيا وجهويا كما هو شأن المذكرة الفصلية، بل يقدم صورة عن البطالة في الأقاليم والجماعات، بل وحتى في الأحياء، وهو مستوى لا يتم التوصل له في البحوث الفصلية، وهذه المؤشرات يمكن استغلالها وربطها بمعطيات أخرى تساعد على تحليل كل المواضيع المرتبطة بالشغل والخروج بتوصيات مناسبة.
وفيما يخص المستوى التعليمي، والذي يبلغ 6 سنوات لكل مواطن، فقد أقر بنموسى بضعفه، وأكد أن هناك إكراهات مطروحة، والطريق طويل أمام المغرب على هذا المستوى، خاصة وأن هذا المعطى يؤثر على ترتيب المغرب في مؤشر التنمية البشرية
ومن جهة أخرى، اعتبر بنموسى أن من بين ما يفسر تقلص عدد الغرف في مساكن الأسر، حيث ارتفعت المساكن التي تضم غرفة واثنتين، هو كون حجم الأسر تقلص إلى أقل من 4 أفراد في الأسرة، ويعود أيضا للتمدن، ثم ارتفاع عدد العازبين وبالتالي الاسر المكونة من شخص واحد.