شهدت جلسات دراسة الميزانيات الفرعية لبعض القطاعات الحكومية إقبالا ضعيفا من البرلمانيين بمجلس المستشارين، مما اضطر رؤساء بعض اللجان الدائمة إلى تحريك هواتفهم لحشد المستشارين لحضور الاجتماعات، ويعود سبب هذا الغياب، بحسب تصريحات رؤساء فرق برلمانية، إلى “سوء البرمجة”، حيث تزامنت عدة اجتماعات في الوقت نفسه.
وانطلق بعض الوزراء والمسؤولين في تقديم عروضهم حول الميزانيات الفرعية لقطاعاتهم أمام حضور محدود من المستشارين البرلمانيين، كما حدث مع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، الذي قدم عرضه أمس أمام 4 مستشارين فقط، قبل أن يرتفع العدد إلى 7 خلال المناقشة.
الأمر ذاته رصدته جريدة “العمق” بلجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان، أثناء تقديم الميزانية الفرعية لإدارة السجون والميزانية الفرعية للمحاكم المالية، حيث لم يتجاوز الحضور 5 إلى 7 مستشارين. وتكرر المشهد في لجنة المالية والتخطيط خلال عرض الميزانية الفرعية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
في المقابل، شهد تقديم وزير الداخلية للميزانية الفرعية لوزارته، أمس الأربعاء، أمام لجنة الداخلية والجماعات الترابية والبنيات الأساسية، حضورا لافتا للمستشارين البرلمانيين، خصوصا وأن غالبية الحاضرين رؤساء جماعات وأعضاء في الجماعات والجهات والغرف المهنية، حيث تجاوز عددهم 25 مستشارا برلمانيا.
كما عاينت جريدة “العمق” محاولات مكثفة من عدد من المستشارين البرلمانيين لتسجيل حضورهم في أكبر عدد ممكن من الاجتماعات، سعيا لتأكيد وجودهم والمشاركة الفعالة في المناقشات، وأيضا لتدارك ضعف الحضور الذي شاب بعض الجلسات وإنقاذ رؤساء اللجان من الإحراج الذي يسببه غياب ما يُعرف بـ”البرلمانيين السلايتية”.
في سياق متصل، انتقد رئيس الفريق الاستقلالي، عبد السلام اللبار، ما أسماه بـ”غياب التنظيم” الذي تسبب في ضياع وقت المستشارين البرلمانيين، مشيرا إلى محاولته حضور جميع اللجان رغم تزامنها في نفس الوقت. وفسر ذلك قائلا: “أنا طماع وكرشي كبيرة، أريد أن أسمع من الوزراء جميعهم وأستفيد. أنا هنا من أجل الاستفادة، لا يعقل أن أُحرم من قطاع التربية الوطنية”.
وأضاف اللبار، خلال مناقشة الميزانية الفرعية لقطاع التربية الوطنية، اليوم الخميس، أن سوء التنظيم والبرمجة وضع المستشارين البرلمانيين في مأزق، في وقت كان يمكن فيه وضع برمجة زمنية تسمح بحضور جميع الاجتماعات، مشيرا إلى أنه في الأسبوع المقبل سيكون المستشارون بلا عمل وستكون القاعات فارغة، بدلا من تزاحمهم هذا الأسبوع.
من جهته، قال المستشار البرلماني عبد الرحمان الدريسي، رئيس لجنة التعليم والشؤون الاجتماعية والثقافية، إن هناك مستشارين برلمانيين مواظبين على حضور جميع اللجان، وبالمقابل هناك “سلايتية”، ورؤساء الفرق والمجموعات “عارفينهم”، وفق تعبيره.