الخميس, يناير 2, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيملفات حارقة تنتظر الدار البيضاء في 2025.. مشاريع متعثرة وآمال متجددة

ملفات حارقة تنتظر الدار البيضاء في 2025.. مشاريع متعثرة وآمال متجددة


تنتظر مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، سنة 2025 وسط آمال كبيرة في تحقيق طفرة نوعية في مشاريعها التنموية التي طال انتظارها.

بينما تستعد لاستضافة كأس أمم إفريقيا، تبقى ملفات حارقة ومشاريع متعثرة منذ سنوات تتطلب تدخلات حاسمة وتحركات جريئة من السلطات المحلية لإخراجها إلى حيز التنفيذ.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: هل ستنجح الجهود المبذولة في تحقيق الطموحات المنتظرة؟

وتشهد المدينة تأخرًا واضحًا في إنجاز عدد من المشاريع الكبرى التي انطلقت عام 2014 تحت إشراف الملك محمد السادس.

من بين هذه المشاريع نجد المسرح الكبير، المعلمة الثقافية الضخمة التي تشمخ في ساحة الحمام دون أن تفتح أبوابها بعد في وجه عشاق الثقافة والفن.

هذا المشروع، الذي كان من المفترض أن يصبح أيقونة ثقافية للمدينة، ظل رهين التعثر، وسط تساؤلات حول مصير ميزانيته الضخمة والمدة التي استغرقتها الأشغال.

وسبق أن أكدت عمدة المدينة، نبيلة الرميلي، أن المسرح سيشهد انفراجًا في القريب العاجل، لكن الشكوك ما زالت قائمة، بعض فشل التعيينات الإدارية.

ورفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مرارا نداءات إلى والي جهة الدار البيضاء-سطات، محمد امهيدية، بغرض التدخل لإعطاء تعليماته قصد افتتاح هذه المعلمة الثقافية.

وأعرب النشطاء عن استيائهم مما وصفوه بـ”الفراغ الثقافي” الذي تعاني منه العاصمة الاقتصادية، معتبرين أنه من غير المقبول أن تبقى مدينة بهذا الحجم الاقتصادي الهائل تفتقر إلى مسارح ثقافية تليق بمكانتها.

وتساءل البعض عن الأسباب التي تجعل مدناً أصغر حجماً وأقل تأثيراً اقتصادياً تمتلك معالم ثقافية بارزة، بينما تُترك الدار البيضاء، برمزيتها وإمكاناتها، دون وجهة ثقافية تعكس تطلعات سكانها وتاريخها العريق.

في الجهة الشمالية للمدينة، يظل مشروع حديقة الحيوانات عين السبع ملفًا آخر يراوح مكانه منذ سنوات. رغم وعود متكررة بإنجاز المشروع الذي استلهم تصميمه من حديقة فالنسيا الإسبانية، إلا أن سكان المنطقة لا يزالون محرومين من فضاء ترفيهي متكامل.

وأشارت الرميلي إلى أن المشروع سيفتح أبوابه أخيرًا خلال الأشهر القادمة، مع تحديد تسعيرة التذاكر بـ80 درهمًا للبالغين و50 درهمًا للأطفال.

ولكن هذا التأخير الطويل أثار تساؤلات حول طريقة تدبير المشروع وفاعلية الرقابة على ميزانيته التي تجاوزت 7 مليارات سنتيم.

من الملفات الشائكة التي تؤرق ساكنة المدينة أيضًا، الانتشار العشوائي للعربات المجرورة بالدواب. هذه الظاهرة، التي تشوه الوجه الحضري للدار البيضاء وتعرقل حركة السير، أصبحت مصدر إزعاج يومي للبيضاويين.

ورغم قرار المنع الصادر عن المجلس الجماعي، إلا أن تطبيقه لا يزال ضعيفًا، مما يجعل السلطات أمام تحدٍ كبير لضمان احترام القانون والحفاظ على الصورة المتطورة التي تسعى المدينة لتحقيقها.

على صعيد آخر، تستعد الدار البيضاء لإطلاق مشاريع طموحة قد تغير ملامحها في السنوات المقبلة.

من أبرز هذه المشاريع، إعادة تأهيل المدينة القديمة للحفاظ على طابعها التراثي، بما يشمل ترميم الأزقة التاريخية وتحسين البنية التحتية.

كما تخطط السلطات لتطوير سوق درب غلف الشهير، المعروف بطابعه الشعبي، عبر إنشاء مجمع حديث يضمن السلامة والتنظيم مع الحفاظ على هويته الفريدة.

ويطمح المجلس الجماعي إلى تحويل سوق درب غلف إلى قطب اقتصادي وخدماتي عصري يساهم في تعزيز النشاط التجاري ويوفر خدمات ومرافق حديثة تتناسب مع متطلبات السوق المتنامية.

وناشد العديد من التجار داخل السوق، مرارا، الجهات المسؤولة بضرورة التدخل العاجل لإنهاء مظاهر العشوائية والفوضى التي تسود داخل السوق. حيث يعاني التجار من غياب الإنارة والماء عن محلاتهم، ويضطرون للاعتماد على محولات كهربائية غير آمنة، ما يجعلهم وزبائنهم عرضة لمخاطر دائمة.

ويمثل المطار الجديد المقابل لمطار محمد الخامس مشروعًا آخر يعكس الطموح الكبير للعاصمة الاقتصادية.

هذا المشروع، الذي سيشيد على مساحة 700 هكتار وبميزانية تقدر بـ40 مليار درهم، يهدف إلى تعزيز مكانة المغرب كمحور إقليمي للنقل الجوي، باستيعاب يصل إلى 20 مليون مسافر.

لكن مع ضخامته، يبقى التحدي الأكبر هو الالتزام بالجداول الزمنية المعلنة وضمان جودة التنفيذ.

ومن بين النقاط السوداء التي تسعى السلطات لمعالجتها، المحطة الطرقية “أولاد زيان”، التي تحولت إلى رمز للعشوائية والفوضى. تدهور هذه المحطة على مر السنوات جعلها بؤرة للمشاكل الأمنية والصحية، مع انتشار غير قانوني للباعة والمأكولات.

وبينما تُطرح خطط لتأهيل المحطة أو إنشاء محطات جديدة في شمال وجنوب المدينة، يبقى التنفيذ الفعلي غائبًا، مما يزيد من معاناة المسافرين والساكنة.

مع اقتراب عام 2025، تقف الدار البيضاء على مفترق طرق حاسم بين تطلعات السكان وتحديات التنمية.

ويتطلب نجاح هذه المشاريع تكاتف الجهود بين السلطات المحلية، مدراء شركات التنمية، والمجالس المنتخبة، لضمان تحقيق رؤية الملك محمد السادس في جعل الدار البيضاء مدينة حديثة ومتطورة قادرة على احتضان الأحداث الكبرى وتعزيز جودة حياة سكانها.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات