السبت, يناير 4, 2025
Google search engine

مقالة استفزتني!


وأنا أتصفح بعضاً مما أتوصل به من مقالات بشكل يومي من طرف بعض الرفاق والأصدقاء والأحبة من داخل المغرب وخارجه، لم يخطر ببالي ولو للحظة ونحن في ذكرى رحيل الزعيم الكبير والقائد الأممي فيديل كاسترو أن تصادف عيني مقالا بعنوان “الجنائية الدولية تتحدى استقلال القضاء الإسرائيلي”.

إن طبيعة العنوان استفزتني، ورغم أني لست من النوع الذي يحب إضاعة وقته في قراءة الخزعبلات من هذا النوع، إلا وأنه في غفلة من زمن وجدت نفسي أقرأ ذلك المقال، والذي في جملته الأولى نجد العبارة التالية “الهجوم الإرهابي المفاجئ في السابع من أكتوبر”، فاستغربت أولا قبل ان أدخل في نقاش حاد مع نفسي، وأتسائل مع نفسي، هل يعي كاتب هذا المقال ما يقول؟ قبل أن يستوقفني نفسي قائلا، ربما يكون على حق، وربما كل الأفكار التي ترعرعت عليها كمغربي قد تكون خاطئة، فباشرت حينها رحلة البحت عن الحقيقة.

رحلة البحث عن الحقيقة ذهبت بي إلى السؤال عن أصل دولة إسرائيل، ليكون جواب التاريخ هو “شتيرن” أو مجموعة شتيرن” أو “عصابة شتيرن”، لم أفهم ما تعنيه تلك العبارات فطرحت السؤال على غوغل، لتكون الإجابة انها إحدى التشكيلات العسكرية التابعة لدولة ألمانيا النازية، وهي انشقاق عن مجموعة إرهابية أخرى أسسها الإرهابي الكبير جابوتينسكي، الذي كان والد نتنياهو أحد نوابه الشخصيين، لأجد أن أصل دولة إسرائيل هو فكر الاستعمار والتطهير العرقي.

توقفت قليلا، ونظرا لما جاء في ذلك المقال من معطيات، كانت صدمتي قوية بين مقال اليوم المتحدث عن إسرائيل الديمقراطية والتاريخ الجامع بين الأبارتايد والفكرة الاستعمارية.

ولكوني لست بالإنسان الصبور، قررت الاستمرار في بحثي هذا، فهرعت إلى التاريخ مجددا ألتهم الوقائع والأسماء أطارد السطور و القرون، أهرول بين الأحداث والكتب لتنقش في ذاكرتي خلاصة الدرس الأليم، العدل وحده لا يسير عجلة التاريخ؛ وبحثي هنا كان عن فلسطين فبين رواية “عائد إلى حيفا” و كتاب “فلسطيني بلا هوية” اكتشفت حنظلة الذي نصحني بإلقاء نظرة على حوار الحكيم المعنون ب”الثوريون لا يموتون أبدا” وتبدأ معه رحلة اكتشاف الياسر أبا عمار وهو يقول ” أبت هذه الثورة أن تكون بندقية قفط، لأنها لوكانت مجرد بندقية ستكون قاطعة سبيل، هذه الثورة هي ريشة فنان ونضم شاعر” وبين عطا الزير ومحمد جمجوم و فؤاد حجازي وبطولة خليل الوزير وابتسامة الشيخ ياسين و توأمية الرينتيسي والدكتور ثابث، تسائلت مع نفسي مجددا فهل أنا هنا أقرأ عن فلسطين أو عن المغرب …. تلك القصص والحكايات المستوحاة من وجدان الشعب الفلسطيني ذكرتني بما قرأته عن بطولات جيل الرواد في وطني وهم يواجهون على عدة واجهات المستعمران الإسباني و الفرنسي وغيره من عملائهما أمثال الباشا الكلاوي.

و أنا في رحاب الذاكرة الفلسطينية لم أجد مسافة بين جورج حبش وبنسعيد آيت ايدر، بين صلاح خلف وموحى وحمو الزياني، بين خليل الوزير والخطابي محمد بن عبدالكريم.

وبين السطور و الأحداث، استوقفتني الحملات التضامنية في فلسطين طيلة فترة ثورة الريف المغربي على شاكلة جمع تبرعات قادتها رموز وطنية فلسطينية في تلك الفترة من طراز الشهيد عز الدين القسام ومفتي يافا الشيخ توفيق الدجاني، وتسائلت كيف لشعب مستعمر (الشعب الفلسطيني) أن يتبرع من أجل كفاح شعب مستعمر آخر (الشعب المغربي) ؛ وهنا اكتشفت أننا لا يمكن لنا أن نكون مغاربة أحرار إلا ونحن فلسطنيون، فهذه الهوية مستعصية على الاختراق سواء قامت أحلام الواهمين أو لم تقم.

بادرت بعد ذالك بالاتصال بالصديق الذي أرسل تلك المقالة، مستفسرا إياه عن صاحبها، لتكون صدمتي الثالثة في جوابه، أنه إعلامي وكاتب رأي وناشر مغربي.

عاتبني صديق ذاك كثيرا، عن كيف للمغاربة أن يقفوا ضد المسيرة الفلسطينية، فكان جوابي أنه لا يوجد شخص في المغرب يقف ضد المسيرة، لأننا كمغاربة ما زلنا نعيش على إيقاع مسيرة استمرار وحدتنا الوطنية و الترابية، لأن غضبنا كمغاربة نعبر عنه في مسيرة وملحمتنا الوطنية سميت بالمسيرة.

“أخشى ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه الخيانة وجهة نظر” صلاح خلف أبو إياد



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات