تشهد مدينة الدار البيضاء تحولات واسعة النطاق مع جهود مكثفة للارتقاء بالبنية التحتية وتحسين جودة الحياة في أحيائها، حيث تسعى السلطات المحلية والجهات المنتخبة إلى استثمار كل الإمكانيات الممكنة للاستجابة لشكاوى السكان المزمنة.
وتأتي هذه الخطوات في ظل استعدادات المدينة لاستضافة فعاليات كأس أمم إفريقيا المقبلة، ما يجعل تحسين الخدمات والمظهر العام ضرورة لا تقبل التأجيل.
في مقاطعة سباتة، تواصل السلطات تسريع وتيرة التدخلات لتحسين الحركة المرورية وفك العزلة عن الأحياء.
من بين أبرز المشاريع الجارية، إعادة تهيئة زنقة 21 في حي الهدى من خلال تقليص مساحة السور الخلفي لمعهد التكوين المهني، مما يسمح بتمديد الطريق وتوفير مساحات جديدة للحركة.
هذا المشروع يعكس توجهاً نحو معالجة مشاكل البنية التحتية بشكل جذري لتحسين انسيابية المرور وربط الأحياء ببعضها البعض.
بالتوازي مع ذلك، يتم العمل على تحسين الوصول إلى منتزه سباتة، وهو وجهة ترفيهية جديدة للسكان.
وتشمل الجهود فتح الأزقة المحيطة وتعبيد الطرق، مما عزز حركة السير وسهل التنقل في المنطقة، ليشعر السكان بتحسن ملموس في جودة الخدمات المقدمة.
أما في مقاطعة الفداء، فهناك اهتمام واضح بصيانة الأرصفة وصباغة الطوار، إلى جانب التعاون مع الشركة الجهوية المتعددة الخدمات لتجديد شبكات الصرف الصحي والمياه.
هذه الجهود ليست مجرد استجابة للشكاوى، بل خطوة لتجديد البنية التحتية وإظهار المقاطعة بمظهر أكثر تنظيماً وجاذبية.
وفي مقاطعة المعاريف، تتسارع أشغال تزفيت الطرق وتنظيم التشوير الأرضي، مع جهود لتحرير الملك العمومي وتنفيذ عمليات التشجير.
وينطبق الأمر ذاته على باقي المقاطعات، التي تشهد سباقاً محموماً مع الزمن لإنهاء أزمات البنية التحتية ومعالجة الإشكاليات المتراكمة، خاصة في الأحياء المهمشة.
جهود متواصلة تسعى لتغيير وجه الأحياء وتحقيق نقلة نوعية تعيد الثقة للسكان، وسط تساؤلات حول مدى نجاح هذه الإصلاحات في مواجهة التحديات المستقبلية.
ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر يكمن في ضمان استدامة هذه الإصلاحات عبر برامج صيانة دورية وآليات واضحة للحفاظ على المكتسبات.
وتبقى عيون سكان الدار البيضاء ترقب المستقبل بتفاؤل، آملين أن تشكل هذه التحركات بداية جديدة لعصر أكثر إشراقاً في تاريخ مدينتهم.