الجمعة, مارس 7, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيمغرب زمان. الرّحيبي يكتب: السّكويلَة.. ݣول اللّيف ما ينݣُط.. البا وحدة من...

مغرب زمان. الرّحيبي يكتب: السّكويلَة.. ݣول اللّيف ما ينݣُط.. البا وحدة من التحت


في السكويلة، ودعنا حصَائر الجّامع المهترئة البسيطة والمخضبة بأوحال الدوار، وأخذنا نجلس فوق طاولات جديدة، وقد نزعنا ضَفائرنا إلى الأبد، ورؤوسنا المعرّفة من غير رجعة..

*حسن الرّحيبي

 خلال سَنَوات الخَمسينات تعوّدنا على الجُلوس حُفاةً وقد تخضبت أرجلنا بأوْحال الدوّار المَمْزوجة بغيس الزنقة، وروْث ومخلّفات زرَائب الرّيف الوَرّاني وهي تعجّ بأصناف الأغنام والإبل والأبقار والدوابّ بمختلف أحجامها وأصنافها..

عندما تسقط أولىٰ الأمطار تهبط مياه سوداء تميل للحُمرَة شبيهة بمحتويات قوارير كوكاكولا، عبر جَداول صَغيرة تنساب بلطف وتلقائية نحوَ مطافي الرّويحات اولاد سي بوحيىٰ التي كانوا يستعملونها لتوريد إبلهم ودوابّهم، ولهم فيها مآرب أخرىٰ ..

نتربع فوق حَصَائر مهترئة عشعشت بداخل شقوقها البراغيث، متقابلين مع الطالب الشّلح وهو يحنّش على لوحة خشبية صَقيلة كلمات بخط مغربي سوسي متميز.. عندما يعجز أحدنا على اتّباع الرسوم المضغوطَة على اللّوحة يأمره بلكنته السّوسية ورطانته البربرية التي لا تخطئها الأذن :

نوض آوا الحَلّوف عَد الشّيباني يعلّمك

بجانب قنت السّطارة الحجرية التاريخية العتيقة، يجلس رجل بدين وقد تراكمت أعضاؤه الثخينة سمنة فوق هيضورة تآكل وسطها وأطرافها:

ݣول اللّيف ما ينݣُط

البا وحدة من التحت

التّا اثنينات من الفوݣ

الثّا ثلاثة من الفوݣ

ثم ينتقل للّهجَة أو التّهجّي :

آ..الّهْ ، حَ-مْ ، دُ

إيوَا

اجمَعهَا :

الحَمدُ ..

ل، لّا.هِ

إيوا

اجمعهَا

للّه

رَ، بّ، ي

إيوا

 رب

ا ، ل ، عَا ،لا مينَ

اجمعها

العالمينَ

وهكذا حتى نحفظ ونعود للجّامع فرحين مبتهجين ..

لكن ذات صَباح من يوم أربعاء خريفي، من سنة 1961 رأينا جحافل آباء وأطفال يتوجهون نحو السوق، الذي سنعرفه باسم فرنسي: الفيلاج بعد أن كان شاربو التدريحة يسمونه البرّاكة.. أي برّاكة الإسباني خايمي التي كان يبيع بها الݣاررّو والبينو بأنواعه ..

بنوا قسماً جديداً بمواصَفات علمية وتربوية ملائمة وبمقاعد خشبية لا زالت رائحتها تناوش أنفي إلى اليوم.. ومدير بسحنة أوروبية وخط جَميل، وسيارة كوكسينا ڤورزڤاݣيل رمادية، شبيهة بسيارة الفقيه السطاهر بعينين جَاحظتين، يُدعى الغماري.

كان يسجلنا بدون وثائق حسب ما يسمع، يقلب حروف أسمائنا فرنسية.. فيأتي معلّم يشبهه بسحنة أهل الريف، وسترة سوداء جميلة، فنودّع جلابية الطالب الشّلح البنية البئيسة، من نوع سارݣة الرّخيصَة وقد اعتاد ملء قبه شريحة يوم السّوق .

في السكويلة، ودعنا حصَائر الجّامع المهترئة البسيطة والمخضبة بأوحال الدوار، وأخذنا نجلس فوق طاولات جديدة، وقد نزعنا ضَفائرنا إلى الأبد، ورؤوسنا المعرّفة من غير رجعة ..

لتنطبق علينا تغريدة الفكاهي العريق ولد قرد :

  لانبة جرَات على لفران

  والسّكويلة جرَات على لقرَان

  والكُفر اللّي كان غابر

   هاذا وين بان

    الجّامع عمر نكاسة

   والسّكويلة عمرت كراسة

   الرّاجل يلعب بالسّوارت

   ويݣول الله يبدل هاذ الساعة بما احسن منها

  …يتبع



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات