تمكنت بسمة البنيحياتي من تحقيق المرتبة الثانية في فئة “الابتكار التكنولوجي” عن مشروعها حول “فحص طبي مغربي 100% للكشف عن سرطان الثدي”، حيث يركز على تحسين الكشف المبكر عن سرطان الثدي باستخدام تقنيات متقدمة وبأسعار معقولة، وذلك في إطار الدورة الأولى لجائزة المغرب للشباب، التي تهدف إلى تسليط الضوء على الابتكار والإبداع بين الشباب المغربي.
وأوضحت البنيحياتي أن فكرة المشروع جاءت استجابة لحاجة ملحة لمكافحة سرطان الثدي في المغرب، باعتباره أحد أبرز أسباب الوفاة بين النساء. وأشارت إلى أن المشروع اعتمد على تقنية RT-qPCR، التي تتميز بالدقة العالية والتكلفة المنخفضة، لتطوير طقم تشخيصي يضاهي المعايير الطبية العالمية.
وتحدثت البنيحياتي، في حوار مع جريدة “العمق”، عن المراحل المختلفة التي مر بها المشروع، بدءًا من الدراسة العلمية إلى البحث والتطوير، ومن ثم التعاون مع مختبرات طبية محلية ودولية لتجربة التقنية وضمان فعاليتها. كما أشارت إلى التحديات التي واجهتها، خصوصًا في ما يتعلق بتأمين التمويل وضمان التوافق مع المعايير الطبية العالمية، مؤكدة أن هذه التحديات عززت من عزيمتها وفريقها للوصول إلى النتائج المرجوة.
فيما يلي نص الحوار كاملا:
كيف جاءت فكرة مشروع “فحص طبي مغربي 100% للكشف عن سرطان الثدي”، وما الدافع الرئيسي وراء اختيارك لهذا المجال؟
فكرة هذا الابتكار نشأت من رغبة عميقة في المساهمة في مكافحة سرطان الثدي في المغرب، وهو بلد لا يزال فيه هذا المرض أحد الأسباب الرئيسية للوفاة لدى النساء. الهدف كان إيجاد حل مبتكر لتحسين الكشف المبكر عن هذه المرض.
هذه الفكرة تتماشى أيضا مع إطار أطروحة الدكتوراه التي أعمل عليها في مؤسسة MAScIR التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات (UM6P) ببنجرير، حيث تمكنا من تطوير أطقم تشخيصية مغربية 100% منها الطقم التشخيصي لسرطان الثدي من نوع HER2 مع فريق مختبر “kits et dispositifs médicaux ”.
ما هي المراحل التي مر بها مشروعك من الفكرة إلى التنفيذ؟ وهل واجهتِ تحديات معينة خلال تطويره؟
المشروع مر بعدة مراحل أساسية: البداية كانت من خلال دراسة علمية شاملة، تلتها مرحلة البحث والتطوير، ثم تم التعاون مع عدة مختبرات طبية في المستشفى الجامعي بالرباط، والمستشفى الجامعي بالدار البيضاء، ومركز مرجعي في برشلونة، لتجريب التقنية.
ومن أكبر التحديات التي واجهناها كانت ضمان دقة الفحص وضمان توافقه مع المعايير الطبية العالمية، كما كان من الضروري تأمين التمويل المناسب، خاصة في المراحل الأولى.
ما هي المزايا الرئيسية التي يقدمها مشروعك مقارنة بالفحوص الطبية التقليدية للكشف عن سرطان الثدي؟
الطقم التشخيصي يعتمد على تقنية (Reverse Transcription quantitative Polymerase Chain Reaction), RT-qPCR وهي طريقة في علم الأحياء الجزيئي تُستخدم لتحليل تعبير الجينات (HER2 dans notre cas)، يتميز هذا الطقم بحساسيته العالية ودقته الكبيرة، وسرعته في تقديم النتائج، بالإضافة إلى تكلفته المنخفضة جدًا مقارنةً بالفحوص التقليدية.
هل لديك خطة لتوسيع نطاق مشروعك وتسويقه ليصل إلى المستشفيات والمراكز الطبية في المغرب وخارجه؟
تتكلف شركة MOLDIAG بالتسويق. و مبدئيا نعم، لدينا خطة للتوسع تشمل تسويق الكيت الطبي في المستشفيات والمراكز الطبية الكبرى داخل المغرب أولًا، ثم العمل على ترويجه في أسواق خارجية مثل أفريقيا، حيث يواجه بعض البلدان تحديات مشابهة في الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
كيف ترين دور التكنولوجيا في تحسين القطاع الصحي بالمغرب، وما هي تطلعاتك المستقبلية في هذا الإطار؟
أعتقد أن التكنولوجيا ستكون المحرك الأساسي لتحسين القطاع الصحي في المغرب. من خلال الحلول الرقمية والابتكارات الطبية مثل الذكاء الاصطناعي، يمكن تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف وتوسيع نطاق الخدمات الصحية. في المستقبل، أتطلع إلى تطوير حلول مبتكرة أخرى تساعد في تحسين التشخيص والعلاج في مجالات أخرى مثل الأمراض المزمنة.
ماذا يعني لك الفوز بجائزة المغرب للشباب، وكيف تقيّمين هذه المبادرة في دعم وتحفيز الشباب المغربي؟
الفوز بهذه الجائزة هو شرف كبير لي، وهو بمثابة اعتراف بالجهود التي بذلناها وفريق العمل. أعتبرها دافعًا قويًا للاستمرار في العمل على مشاريع مبتكرة تخدم المجتمع.
كما أن هذه الجائزة تبرز أهمية دعم الابتكار ودور الشباب في تطوير حلول لمشاكل المجتمع، لهذا أشكر الوزير محمد مهدي بنسعيد على هذه المبادرة القيمة و على كافة مجهوداته، و أشكر وزارة الشباب و الثقافة و التواصل على هذه المسابقة و على الاهتمام بالشباب في جميع المجالات، كما أشكر جميع الأطر العاملين بها صغيرا و كبيرا، و شكر خاص لمرافق فئة الابتكار التكنولوجي أيمن اليوسفي على مرافقته لنا و توجيهه لنا طيلة أيام المسابقة، لقد كانت تجربة أكثر من رائعة. إن مبادرة جائزة المغرب للشباب تقدم منصة مهمة لتشجيع المواهب الشابة على المساهمة في بناء المستقبل.