طارق عبلا من امستردام
في أجواء مليئة بالدفء والتآخي، اجتمع العديد من أفراد الجاليات العربية واليهودية في مقر جمعية الصداقة بأمستردام أوست، يوم أمس، للاحتفال بعيد حانوكا 2024.
الحدث، الذي جاء بدعوة من الجمعية، شكل منصة للتقارب بين الثقافات والجنسيات المختلفة، وسلط الضوء على الروابط التاريخية التي تجمع بين اليهود المغاربة والمجتمع المغربي.
عيد حانوكا، المعروف أيضًا بعيد الأنوار، هو احتفال يهودي يستمر لمدة ثمانية أيام، ويخلد ذكرى إعادة تدشين الهيكل الثاني في القدس خلال القرن الثاني قبل الميلاد بعد تحريره من السيطرة السلوقية.
و يتميز العيد بإضاءة الشموع على شمعدان خاص يُسمى “الحنوكيّة”، حيث تُضاء شمعة إضافية كل ليلة حتى تكتمل الشموع الثمانية. يرمز هذا العيد إلى انتصار النور على الظلام والإيمان على القمع، وهو فرصة لتعزيز قيم الشجاعة والتضامن.
يرتبط عيد حانوكا أيضًا بالمغرب من خلال تاريخ اليهود المغاربة الذين حافظوا على تقاليدهم وعاداتهم عبر الأجيال. ويعد هذا التراث جزءًا لا يتجزأ من الهوية المغربية المتعددة الثقافات.
افتتح اللقاء السيد محمد المسري، رئيس جمعية الصداقة، بكلمة ترحيبية وجهها للحضور.
وقد شكر الجميع على تلبية الدعوة وأشاد بأهمية هذا النوع من الفعاليات لتعزيز أواصر المحبة والتعاون بين الجاليات المختلفة.
وتطرق في كلمته إلى تاريخ عيد حانوكا وأبعاده الدينية والثقافية، مع التركيز على ارتباط هذا العيد باليهود المغاربة الذين يشكلون جزءًا من النسيج الثقافي المغربي.
بعد الكلمة الافتتاحية، أُتيح للحضور فرصة مشاركة قصصهم وتجاربهم الشخصية حول الحياة في هولندا. وسلط المتحدثون الضوء على التحديات التي تواجه بعض أفراد الجالية، خاصة أولئك الذين يعانون من صعوبات قانونية أو اجتماعية.
كما أُثيرت قضايا تتعلق بتوفير الدعم والمساندة للمحتاجين، سواء من حيث تسوية أوضاعهم القانونية أو تقديم المساعدة المادية والمعنوية.
من أبرز مخرجات اللقاء، كان الاتفاق الجماعي على ضرورة تعزيز التعاون بين الجاليات المختلفة لمساعدة المحتاجين.
وتم اقتراح مبادرات لدعم الأشخاص الذين يعانون من أوضاع قانونية غير مستقرة، بالإضافة إلى إنشاء شبكة مساندة اجتماعية تسهل على الجالية الوصول إلى الدعم اللازم.
اختُتم اللقاء بأجواء من البهجة، حيث عبّر الحاضرون عن رضاهم وفخرهم بالانتماء إلى هذا المجتمع المتنوع الذي يجمع بين الثقافات والأديان بروح من الاحترام المتبادل.
وأكد الجميع على أهمية استمرار هذه اللقاءات التي تعزز من الروابط الإنسانية وتساهم في بناء مجتمع متماسك ومتضامن.
يُذكر أن هذا الحدث يأتي ضمن سلسلة من الأنشطة التي تنظمها جمعية الصداقة لتعزيز قيم التسامح والتعايش في أمستردام أوست، مما يجعلها مثالًا حيًا للتنوع الثقافي الذي تزخر به هولندا.