افتتح مساء الخميس برواق الفن المعاصر محمد الدريسي بطنجة معرض للروائي والفنان التشكيلي المغربي محمد حمودان بعنوان “ألف نشيد بعد الغرق وخيمياء”.
ويقترح المعرض، المنظم بشراكة بين المديرية الجهوية للثقافة لطنجة-تطوان-الحسيمة والمعهد الفرنسي بطنجة وسفارة فرنسا في المغرب إلى غاية 2 فبراير، مجموعتين من اللوحات المنتجة بمواد تتأرجح بين المواد العضوية والمواد المعدنية، وتجسد اللوحات العودة إلى الأرض، كما تعكس روعة تفاعلات خيميائية ذات جمالية بصرية فريدة.
ويقدم حمودان، الذي يعد من الكتاب المغاربة المعروفين بكتاباتهم الثاقبة بفضل أعماله التي تجمع بين المنفى والثورة والحب إلى جانب إبداعه في مجال القصيدة والرسم والترجمة، في هذا المعرض لوحات تغمس المشاهد في عوالم تشكيلية ممهورة بقصائد شعرية في حوار إبداعي بين عالمين منفصلين.
وأكد محمد حمودان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المعرض هو تلبية لدعوة للمديرية الجهوية للثقافة لتقديم مجموعتين من اللوحات، إحداهما سبق أن عرضت بالرباط، مضيفا أن المجموعتين “ألف أغنية بعد الغرق” و”خيمياء” لم تعرضان بشكل منفصل في المعرض، بل تم المزج بينهما لإبراز نوع من الاستمرارية في الأعمال التشكيلية.
وأوضح الروائي والرسام أيضا أن مجموعة “ألف أغنية بعد الغرق” تسعى إلى رصد تاريخ البشرية منذ نشأتها، من خلال ربط البعد العلمي بالنهج الميثولوجي، ولا سيما من خلال استلهام الأساطير المؤسسة العظيمة، منوها بأن هذه المجموعة تسعى لأن تكون بمثابة “حوار بين العظمة السماوية والكونية وجوانب الحياة اليومية، سواء التافهة أو الوجودية منها”.
على صعيد آخر، أشار حمودان إلى أن مجموعة “خيمياء” تتطرق إلى مواضيع مشابهة لكن بتوجه أكثر استبطانيا، مضيفا أن هذه السلسلة تسائل الإنسان في علاقته بنفسه وبالعالم.
في هذا المعرض، يقارن محمد حمودان عمل الفنان بعمل عمال المناجم، الذين يحولون الطين إلى ذهب، وهي استعارة تجسدها لوحة “عمل الفنان”، التي توضح قوة الفعل الإبداعي والتحويلي، الذي يمزج بين الخشونة والتألق.
يذكر أن محمد حمودان ولد عام 1968 في المعازيز، ويعيش في فرنسا منذ عام 1989، ولديه عدد المؤلفات في الرواية والشعر. كما يجمع بين الرسم والشعر في معالجة بعض القضايا ذات الأبعاد الكونية مثل الحب والعزلة.
