أثار محمد بنصديق، النقابي و الفاعل الحقوقي، ضرورة تنظيم مباريات للمنتخب المغربي في مدينة الحسيمة، مؤكدا أهمية الخطوة في تعزيز الوحدة والانتماء والتصالح الرمزي مع المنطقة عبر الرياضة، وكرة القدم تحديدا.
وأكد بنصديق، في مقال توصلت به جريدة “مدار21″، “أهمية تنظيم مباريات المنتخب المغربي بمدينة الحسيمة كخطوة استراتيجية تحمل أبعادا متعددة تتجاوز المجال الرياضي لتمس الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية”.
واعتبر أن مدينة الحسيمة تعد، بموقعها الجغرافي المتميز وتنوعها الثقافي، “نموذجا للاندماج الوطني، مما يجعلها خيارا مثاليا لاستضافة الفعاليات الكبرى التي تبرز وحدة المغرب وتؤكد على عدالة التوزيع الجغرافي للاستثمارات الرياضية. كما أن تنظيم مثل هذه التظاهرات يعكس حرص الدولة على تعزيز مبدأ اللامركزية وتقريب الخدمات والأنشطة من جميع المواطنين، مما يعزز ثقتهم في المؤسسات ويقوي شعورهم بالانتماء”.
ولفت بنصديق إلى أن استضافة مباريات المنتخب الوطني في الحسيمة “سيكون لها أثر إيجابي كبير على النسيج الاجتماعي، حيث ستساهم في إذابة الفوارق المجالية وتشجيع الحوار بين الثقافات المغربية المتنوعة. كما أنها ستفتح آفاقا جديدة للشباب المحلي، الذين سيجدون في هذه الأحداث مصدر إلهام لتحقيق طموحاتهم الرياضية والاجتماعية”.
وأورد المتحدث نفسه أن تنظيم مباريات للمنتخب بالحسيمة “سيساهم في توحيد المشاعر الوطنية بين سكان المنطقة وتعزيز الثقة بين الدولة والمواطنين، مما يعكس الاهتمام الرسمي بجميع المناطق دون استثناء”.
وشدد على أن “الحسيمة، التي عرفت خلال السنوات الأخيرة حراكا اجتماعيا وفكريا جلب اهتماما كبيرا داخليا وخارجيا، بحاجة إلى مثل هذه المبادرات التي تعزز الشعور بالانتماء الوطني والتماسك الاجتماعي. حراك الريف، الذي كان نتيجة لمجموعة من المطالب الاجتماعية والاقتصادية، كشف عن التوترات والفراغات في العلاقة بين بعض المناطق والدولة”، مفيدا أنه “يمكن تحقيق التصالح الرمزي مع أبناء هذه المناطق، حيث تعتبر مباريات المنتخب الوطني في الحسيمة فرصة للمصالحة وتجديد الثقة بين الدولة والمواطنين، وتعزيز شعورهم بأنهم جزء من نسيج الوطن الذي يعتز بكل مكوناته”.
واعتبر أن استضافة مباراة للمنتخب المغربي في الحسيمة “ستكون فرصة لتعزيز هذا الشعور بالانتماء الوطني، بحيث يشعر سكان المنطقة بأنهم جزء لا يتجزأ من هذا الفخر الوطني الجماعي الذي يعم جميع أنحاء المملكة”.
ولفت إلى أن الخطوة “ستساهم المباراة في تعزيز التصالح الرمزي بين الدولة والمواطنين، خصوصا في المناطق التي شهدت توترات في الماضي مثل منطقة الريف، التي كانت محط أنظار خلال حراك الريف. هذه المباراة ستكون بمثابة رسالة من الدولة لجميع المغاربة، مفادها أن كل منطقة من مناطق الوطن تحظى باهتمام خاص، وأن الجميع سواسية في دعم وتشجيع المنتخب الوطني”.
وأشار بنصديق إلى أن “استقبال الحسيمة لمباراة دولية للمنتخب سيشكل فرصة ذهبية للترويج السياحي للمدينة، المعروفة بجمالها الطبيعي وسواحلها الخلابة. الحركية التي سترافق الحدث ستنعش الفنادق والمطاعم والأسواق، مما سيساهم في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي”.
وقدم المتحدث ما اعتبر أنه مقترحات لتعزيز حضور المنتخب الوطني بالريف، عبر برمجة مباريات ودية أو رسمية بالحسيمة في إطار سياسة تهدف إلى توزيع المباريات على مختلف المدن المغربية، وتنظيم معسكرات تدريبية للمنتخب بالريف للاستفادة من مرافق الملعب الجديد وتعزيز التواصل بين الفريق والجمهور المحلي، وإطلاق مبادرات كروية في المنطقة، مثل تنظيم دورات تكوينية لفائدة الشباب أو مباريات استعراضية بمشاركة لاعبين دوليين.
وأكد بنصديق أن الملعب الكبير للحسيمة افتتح مؤخرا باستضافة مباراتين دوليتين للمنتخبات الأفريقية، حيث تم تنظيم المباراة الأولى في 18 نوفمبر 2024 بين منتخبي جزر القمر و مدغشقر، فيما شهدت المباراة الثانية في 24 مارس 2025 مواجهة بين منتخب غانا ومنتخب مدغشقر.