تشهد العديد من مدن المغرب هذه الأيام موجة باردة قاسية، مما دفع السلطات المحلية والمجتمع المدني إلى تكثيف الجهود لتوفير الإيواء والرعاية الاجتماعية للمشردين. ومع ذلك، يثير مركز الإيواء الذي دشنه عامل إقليم أزيلال في مدينة دمنات، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش، والذي شيد في إطار برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مساحة 300 متر مربع، وبتكلفة إجمالية تصل إلى 2.16 مليون درهم، (يثير) تساؤلات واسعة، خاصة في ظل تأخر افتتاحه رغم تدشينه قبل أشهر.
المركز الذي تشرف عليه جمعية داء السكري في دمنات، والتي قال مندوب التعاون الوطني بأزيلال إنها استفادت من منحة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتسييره، لم يبدأ بعد في تقديم خدماته، مما دفع إلى العديد من الانتقادات من قبل بعض المهتمين بالشأن الاجتماعي في المنطقة.
مصطفى الفطاح، رئيس الجمعية المشرفة على المركز، تفاعل مع هذه الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن رعاية المشردين والمختلين عقليا هي مسؤولية الدولة أولا، بالتعاون مع الجمعيات، التي ورغم إمكانياتها المحدودة، تسعى لتخفيف معاناة هذه الفئات الضعيفة.
ورغم أن تدشين المركز يعد خطوة إيجابية في اتجاه توفير رعاية للأشخاص في وضعية صعبة، فإن الفطاح أشار إلى أن المركز لا يشمل المختلين عقليا، وهي فئة مهمشة لم تخصص لها مرافق أو خدمات داخل المركز. وبذلك، يجد هؤلاء الأشخاص أنفسهم خارج دائرة الرعاية والحماية، مما يفاقم معاناتهم، خاصة في ظل الظروف القاسية التي يمر بها المغرب هذه الأيام.
من جهته، أكد مندوب التعاون الاجتماعي بإقليم أزيلال في تصريح لجريدة العمق، أن مركز دمنات قد بدأ بالفعل في استقبال المشردين، رغم تأخر الحصول على الترخيص الرسمي الذي يتطلب مسطرة قانونية لإتمام الإجراءات. وأوضح أن المركز يقدم خدمات الإيواء للمشردين، دون المختلين عقليا، ما يجعلهم خارج دائرة استفادة خدمات المركز. كما أشار إلى أن المركز يحتاج إلى استكمال بعض الإجراءات القانونية للحصول على الترخيص الرسمي للحصول على منحة التعاون الوطني.
وفي رد على الانتقادات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، قال رئيس الجمعية مصطفى الفطاح، اليوم الثلاثاء، إنه لن ينتظر إتمام الإجراءات القانونية لتقديم الخدمات للمشردين، وأنه سيبدأ في تقديم خدماته دون انتظار الحصول على الرخصة. ورغم تأكيده على أهمية هذه الخطوة، فقد شدد على أن هناك حاجة ماسة لتخصيص مراكز متخصصة لرعاية المختلين عقليا، مع ضرورة توفير الدعم المادي والمعنوي للجمعيات العاملة في هذا المجال.
وحول تفاصيل تمويل المركز، أوضح مندوب التعاون الوطني بأزيلال أن الجمعية المشرفة على المركز قد استفادت من منحة مالية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بلغت حوالي 100 ألف درهم، إلا أنها غير كافية لتغطية تكاليف التسيير. وأضاف أن المندوبية كانت تتكفل في السنوات الماضية بحالات المشردين من دمنات عبر توجيههم إلى مركز أزيلال، لكن مع تدشين المركز الجديد، هناك أمل في توفير الرعاية المباشرة لهذه الفئة.
من جهة أخرى، أشار المندوب إلى أن الجمعيات التي تدير مراكز الإيواء تستفيد من ميزانية سنوية بحسب عدد الأشخاص الذين تستقبلهم، مع مثال جمعية أخرى في المنطقة التي تتلقى 20 مليون درهم سنويا لتغطية تكاليف إيواء المشردين.