تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، احتضن السجن المحلي “راس الماء” الدورة الرابعة عشرة للجامعة في السجون، والتي جاءت تحت عنوان “مساهمة الصناعات الحرفية في إعادة إدماج السجناء من خلال التكوين والتعليم”. هذه الدورة العلمية التي نظمت بشراكة مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، كانت فرصة لمناقشة مجموعة من المواضيع العلمية التي تركز على دور الصناعات الحرفية في إعادة تأهيل السجناء، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز إدماجهم الاجتماعي والمساهمة في تحسين ظروف حياتهم بعد الإفراج.
وقد شهدت هذه الدورة حضور عدد من الشخصيات الرسمية، منهم السيد مدير السجن المحلي “راس الماء”، الذي أبرز في تصريحاته أهمية اختيار موضوع الصناعات الحرفية باعتبارها مهنة تسهم في إعادة إدماج السجناء، خاصة في مدينة فاس التي تعتبر العاصمة العلمية للمملكة. كما أكد أن هذه المهن تمثل جزءاً من التراث الثقافي الذي يجب الحفاظ عليه، بالإضافة إلى دورها في توفير فرص العمل للنزلاء، بما يتماشى مع التوجهات الملكية السامية في مجال الجهوية المتقدمة.
من جهته، عبر الأستاذ محمد بوزلافة، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، عن سعادته بمشاركة الجامعة في تنظيم هذه الدورة بالتعاون مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج. وأكد على أهمية هذا النوع من المبادرات التي انطلقت منذ عام 2016، والتي تهدف إلى مناقشة القضايا المرتبطة بإعادة تأهيل السجناء وتوفير فرص تعليمية تكاملية لهم. وأوضح بوزلافة أن مثل هذه اللقاءات تتيح فرصة لفتح النقاش مع النزلاء حول التكوينات التي يتلقونها، سواء على مستوى التكوين الأكاديمي أو على صعيد المهارات الأخرى مثل التواصل، واللغة، والقانون، التي تساهم في تحسين فرصهم في سوق العمل بعد الإفراج عنهم.
كما كانت الدورة فرصة للتواصل مع النزلاء المشاركين، حيث عبر أحدهم، مروان، الذي يدرس في السنة الأولى تخصص قانون خاص، عن امتنانه للمشاركة في هذا الحدث العلمي. وقال مروان إن الدورة كانت غنية بالفعاليات التي تركز على الصناعات التقليدية، مما ساعدهم على اكتساب مهارات جديدة، خاصة في مجال تسويق المنتجات التقليدية والمحافظة عليها. وأكد أن هذه الدورات تساهم بشكل كبير في تعزيز الثقة بالنفس وتساعد النزلاء في تقوية مهاراتهم الذاتية، مما يسهل عليهم عملية إعادة الإدماج بعد خروجهم من السجن.
تستمر هذه المبادرات التي تنظمها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية في تقديم فرص قيمة للنزلاء، ليس فقط على مستوى التعليم، ولكن أيضاً على صعيد التكوين المهني والمهارات الحياتية. وتعد هذه الدورة نموذجاً حياً على كيفية تسخير التعليم والمهن التقليدية كوسيلة فعالة لإعادة تأهيل السجناء، بما يتماشى مع الرؤية الملكية السامية في تعزيز جهود التنمية البشرية في جميع مناطق المملكة.
المصدر: فاس نيوز