الخميس, مارس 13, 2025
Google search engine
الرئيسيةمخاوف إسبانية من "مسيرة خضراء" لاسترجاع سبتة ومليلية بدعم ترامب

مخاوف إسبانية من “مسيرة خضراء” لاسترجاع سبتة ومليلية بدعم ترامب



منذ أيام، يواصل الإعلام الإسباني تسليط الضوء على فرضية مثيرة للجدل تتعلق بإمكانية تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قضية سبتة ومليلية المحتلتين، اللتين يطالب المغرب باستعادتهما.

بدأ هذا النقاش على صفحات صحيفة “الإسبانيول”، التي نشرت في 23 فبراير المنصرم تقريرا بعنوان “تخوف في سبتة ومليلية من مسيرة خضراء مغربية جديدة بدعم من ترامب تغزو المدينتين”؛ وهو التقرير الذي انتشر على نطاق واسع، وتناولته بالمتابعة والتحليل مجموعة من الصحف الإسبانية والأجنبية الأخرى.

التقرير، الذي أثار مخاوف في الأوساط العسكرية والسياسية الإسبانية من أن يعيد ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض سيناريو اعترافه بمغربية الصحراء عام 2020 ليمتد هذه المرة إلى المدينتين المحتلتين، طرح لدى العديد من المراقبين تساؤلات بشأن بروز النقاش بشأنه في هذا التوقيت ودلالاته في سياق العلاقات المغربية-الإسبانية-الأمريكية.

في هذا السياق، ربط لحسن أقرطيط، أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي، النقاش الإعلامي الإسباني بعودة ترامب إلى السلطة، مشيرا إلى أن اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء في 2020 شكّل منعطفا دفع إسبانيا لاحقا لتعديل موقفها في 2022 بدعم مبادرة الحكم الذاتي.

واعتبر أقرطيط، ضمن تصريح لهسبريس، أن هذا السياق “يعكس قلقا إسبانيا من تأثير الضغط الأمريكي على مواقف مدريد”، خاصة مع العلاقات القوية بين واشنطن والرباط.

وأَضاف الأستاذ الجامعي المتخصص في العلاقات الدولية أن التخوف الإسباني من تدخل ترامب “ينبع من احتمالية طرح ملف المدينتين في مفاوضات مغربية-أمريكية، مع إمكانية اتخاذ ترامب موقفا داعما للمغرب”، مبرزا أن “هذا القلق يعكس عدم اليقين في الأوساط السياسية الإسبانية، خاصة أن ترامب أظهر في ولايته الأولى ميلا لدعم حلفاء مثل المغرب”.

وأكد المحلل السياسي ذاته أن مستقبل سبتة ومليلية “يعتمد في النهاية على المفاوضات بين المغرب وإسبانيا، وليس على تدخل خارجي”، مشيرا إلى أن “تعميق العلاقات الثنائية وتطوير المصالح المشتركة قد يكون المدخل لحل نقاش استعادة المدينتين المحتلتين، بعيدا عن تأثيرات ترامب”.

وخلص المتحدث عينه إلى أن الموقف الإسباني الأخير تجاه الصحراء “خطوة تاريخية قد تُمهد لتسوية شاملة تشمل المدينتين ووضع أسس لنقاش مستقبلي حول سبتة ومليلية أو ترسيم الحدود بين البلدين”.

في السياق ذاته، اعتبر العباس الوردي، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن المغرب “لم يتخلَّ يوما عن مطالبته بسبتة ومليلية؛ لكنه يفضل معالجة القضية عبر النقاش الثنائي بدلا من التصعيد”.

وأبرز الوردي، في حديث لهسبريس، أن “هذا الثبات يعكس استراتيجية مغربية طويلة الأمد تقوم على الدبلوماسية الناعمة”، مستفيدة من تحسن العلاقات مع إسبانيا بعد زيارة سانشيز في 2022؛ مما يقلل من احتمالية اللجوء إلى ضغوط خارجية كتدخل ترامب.

وبالنسبة للأستاذ الجامعي سالف الذكر، فإن الحديث الإعلامي الإسباني عن تدخل ترامب ليس سوى “فرقعة إعلامية تهدف إلى اختبار ردود الفعل، وليس له أساس واقعي يربطه بموقف المغرب أو إسبانيا”

وأشار المتحدث ذاته إلى أن العلاقات المغربية-الإسبانية “تعيش مرحلة ذهبية، مدعومة بالثقة المتبادلة بين الملكين محمد السادس وفيليب السادس”؛ وهو السياق الذي يجعل، حسب المحلل السياسي ذاته، “من غير المرجح أن يؤثر تدخل ترامب على الديناميكية الحالية”، حيث تعتمد الدولتان على الحوار المؤسسي لحل الخلافات، بما في ذلك قضية المدينتين، دون الحاجة إلى وسطاء خارجيين.

وشدد الوردي على أن “الحوار البنّاء والاحترام المتبادل هما السبيل لمعالجة الإشكالات، سواء تعلق الأمر بسبتة ومليلية أو بقضايا أخرى كالهجرة والاقتصاد”، معتبرا أن التجربة الحالية بين البلدين، بما فيها اللجنة العليا المشتركة، “تُظهر قدرة الطرفين على التوصل إلى حلول جذرية”.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات