الأحد, يناير 19, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيمحمد ختول.. بين العلم والعمل رحلة نحو النجاح

محمد ختول.. بين العلم والعمل رحلة نحو النجاح


DR


مدة القراءة: 6′

ولد المهاجر المغربي في فرنسا محمد ختول، نواحي مدينة الحسيمة سنة 1971، وعلى غرار أقرانه التحق في طفولته بكتاب قرآني، وحفظ به 35 حزبا من القرآن الكريم، وفي سن الحادية عشرة، التحق رفقة أمه بأبيه الذي كان يعمل في فرنسا.

ورغم صغر سنه، حول محمد الصعوبات التي واجهها في فرنسا، من تعلم لغة جديدة إلى الانخراط في نظام تعليمي مختلف، إلى فرص للتميز والتفوق، لتصبح تلك السنوات الأولى في فرنسا جزءا من هوية لم يكتف بتأسيسها، بل نجح في بناء جسر يربط بين ثقافتين، مؤكدا بذلك بأن الإرادة لا تعترف بالحدود.

وفي حديثه لموقع يابلادي قال ختول “لم يكن الاندماج أمرا سها في البداية إذ لم يسبق لي أن ولجت الصفوف الدراسية في المغرب، والتحقت بالمدرسة في فرنسا في سن متأخرة”، ورغم ذلك تمكن من التفوق في مساره الدراسي، ونال العديد من الدبلومات والشواهد، من بينها درجة الماستير في الإدارة، الاقتصاد، القانون وإدارة المشاريع، من جامعة جامعة أورليان – فرنسا موسم 2005-2006، والماستر في العلوم والتنمية من جامعة باريس 13 سنة 1998، كما صل على شهادة في إدارة التغيير، من المدرسة العسكرية – وزارة الدفاع، سنة 2008، إضافة إلى عدة شواهد أخرى.

مسار محمد ختول المهني يتميز بالغنى والتنوع بين القطاع الخاص والعام، فخلال الفترة من 1997 إلى 2000، اشتغل في كوكيل للتنمية المحلية، حيث عمل مديرا لسياسة المدينة غي مدينة بورج، ووكيل التنمية الاقتصادية في  مدينة Le Mée Sur Seine، ومسؤول البعثة الاقتصادية في مدينة Sainte Etienne du Rouvray.

ثم اشتغل كمدير عام لشركة الإدماج “RESPIRE”، خلال الفترة بين  أكتوبر 2000 وأبريل 2007، وقام بإعادة هيكلة الشركة، وساهم في نمو الإيرادات من 700 ألف يورو إلى 1.2 مليون يورو خلال 3 سنوات.

وفي سنة 2008، التحق بوزارة الدفاع الفرنسة، كمدير تحويل المواقع العسكرية، وأشرف إلى غاية غشت من سنة 2012 على إعادة هيكلة عدة مواقع عسكرية، وتصميم منهجية لتحويل المواقع العسكرية، والتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة.

وتوالت تجاربه المهنية بعد ذلك، من بينها مدير في حركة الشركات في دائرة إيسون (MEDEF)، وأمين صندوق الاتحاد الناقلين في منطقة إيل دو فرانس، وهو الآن رئيس لمعهد IUT d’Evry Val d’Essonne، حيث يدير تسعة أقسام، ويشرف على أكثر من 170 موظفا و2000 تلميذ، وبالموازاة مع ذلك يتولى منصب مدير الشؤون الاستراتيجية والمؤسساتية على مستوى منطقة إيل دو فرانس، في مجموعة مجموعة كيوليس وهي شركة نقل فرنسية تدير أنظمة النقل العام في جميع أنحاء العالم.

وإلى جانب مساره المهني المتنوع، يعتبر محمد ختول كاتبا متميزا، كتاباته هي تأريخ لتجارب إنسانية عميقة. يحاول أن ينقل للقارئ رسالة حياة، ويكشف عن عوالم غير مرئية تدور داخل كل إنسان.

أصدر ستة كتب،  كان أولها سنة 2005 عن دار النشر لَهارمتان تحت عنوان “هل هذا ممكن؟”، وقال ختول إن الكتاب ” الذي قدمه الأب برنارد نوفو يحكي كيف تمكن صاحبه من يرى أمورا عجيبة تتحقق في حياته. على سبيل المثال، عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، وهو في فرنسا منذ أربع سنوات ولم يتعلم الفرنسية إلا قبل ثلاث سنوات فقط، طلب مقابلة مفتش الأكاديمية. استقبلته سكرتيرة المفتش، وتم تحقيق رغباته. مثل هذه الأمور لا تحدث كل يوم! هذا وغيره من الأمور المدهشة”.

وأضاف أنه “لا يروي هذه الأحداث ليمجد نفسه، بل ليشهد على عظمة الله ويقول لجميع المهاجرين: أن تعيش بشكل جيد في بلد ليس بلدك، فهذا غالبًا ما يكون صعبا جدًا، لكنه ممكن”.

“المعرفة لا تُنقل من فم إلى أذن، ولكن من قلب يرغب في العطاء إلى قلب ينتظر الاستقبال. وهنا تكمن كل فنون التربية. لأنه لكي تعطي، يجب أن تكون قد تلقيت. وما ننقله ليس فقط المعرفة، بل ننقل إلى الآخر ما نحن عليه بأنفسنا: قصتنا، شغفنا، وإنسانيتنا”

محمد ختول

وبعد سنة واحدة أصدر ختول كتاب ” البلوط والزيتونة – رسالة إلى ماريان”، عن نفس دار النشر، وقال “فرنسا هي البلد الذي حلمت به عندما كنت طفلاً، والذي تحول إلى واقع عندما بلغت الحادية عشرة من عمري. لم تكن هذه اللقاءات صدفة، بل كانت مليئة بالتحديات والصعوبات”، وواصل “كتابة رسالة إلى فرنسا هو فعل للتواصل، ومشاركة للمعارف، والمشاعر، والأفكار. ولكنه أيضًا وسيلة للتآلف والاتحاد. أليست أجمل الأمور هي الانتقال من الحلم إلى الواقع؟ كل هذا ممكن”.

ويهتم محمد ختول كثيرا بقضايا المهاجرين، وهو ما دفعه سنة 2017، إلى إصدار كتاب  “الإسلام، الاندماج، الإدماج – مقترحات لفرنسا” عن دار النشر لَهارمتان، وقال إن “الإسلام هو دين الكتاب المنزل، ولكنه يُختزل اليوم في أذهان البعض في: الهجرة، الاندماج، همجية الإسلاموية المتطرفة، ضواحي المدن..”.

وأوضح أن الكتاب يقدم “برؤية واعية ونهج عملي رؤية عن رسالة الإسلام المتمثلة في السمو، والسلام، والأخوة. يؤكد أن الإسلام، بطبيعته، يمكن أن يُعاش في كل عصر وكل مكان”، ويؤمن محمد خوتول إيمانًا عميقًا بإمكانية العيش والعمل معًا في المجتمع الفرنسي. يطرح في الكتاب تأملاته ومقترحاته للمستقبل، داعيًا إلى فتح باب النقاش.

وبحسبه فإن “قراءة العقل النقدي للفكر الإسلامي في السياقات المؤسسة للإسلام يتطلب جهدًا، وهو الاجتهاد الذي أوصى به ديننا، كما يجب إضافة دمج أدوات العلوم الاجتماعية في هذا العمل لفهم وتحديد سياق ممارسات الشعائر الدينية”.

وفي نفس السنة أصدر عن نفس دار النسر “هذا هو الأب برنارد نوفو 1920-2014 ” تكريما لكل ما قدمه رجل الدين المسيحي الراحل له، وقال إنه في الكتاب يشارك القراء “علاقة استثنائية جمعت الأب بشاب مسلم، دعمه وساعده ليصبح ما هو عليه اليوم، في إطار من الصداقة والأخوة”. وقال إن “هذه العلاقة تمثل شهادة فريدة لأنها ترتكز على ممارسات روحية عميقة وصادقة، حيث كان كل طرف على طبيعته، وتقاسم الطرفان هذه العلاقة في جو من الاحترام المتبادل”.

وفي كتاب “لقاءات: المواجهة المقدسة للعلاقات “، الصادر سنة 2021 عن لَهارمتان، يقدم ختول شهادته عن لقاءاته العديدة. وبالنسبة له، “اللقاء لا يقتصر على مواجهة الوجه لوجه؛ بل هناك ما هو أبعد من الظاهر، قداسة ينبغي استكشافها للوصول إلى لقاء مع جوهر الكينونة”، و”هذا الكتاب دعوة لاكتشاف الذات، لاستكشاف أعماقها، وللقراءة في خلق الله عن تجلي القداسة الساكنة في الكينونة”.

وفي غشت الماضي أصدر كتابه السادس “الرعاية: في قلب الحياة والمقدس”، عن نفس دار النشر، وهو كتاب يشارك فيه تأملاته “حول الرعاية، مستندة إلى تجربة شخصية، مهنية… وببساطة، تجربة حياة”.

وبالإضافة إلى ذلك يلقي محمد ختول محاضرات ويقدم دروسا في عدة مجالات من بينها الإسلام، وسوسيولوجيا الثاقافات، والتنمية المحلية، وإدارة وتنظيم الشركات، كما شارك في تأسيس حوار الأديان في أورليان.

وختول الحاصل على الحزام الأسود الدرجة الأولى في الكاراتيه، يرتبط بعلاقة قوية مع المغرب، وقال “أنا مغربي، مرتبط بجذوري التي هي أساسي في حياتي لأتمكن من النمو والتطور خارج المغرب. أحب المغرب وأحب جذوري الأمازيغية من جبال الريف. هذا ما يجعلني ما أنا عليه اليوم، لأن لدي جذورًا قوية”.

وواصل “لغتي، ثقافتي، ممارساتي الاجتماعية، ديني. هذا أمر في غاية الأهمية. لذلك أنا مغربي بالولادة وفرنسي بالتقدير. ومن جهة أخرى، المغرب هو بلدي الدائم، وفرنسا هي بلدي اليومي. لا يمكننا أن نختار بين الأم والأب. كلا البلدين مهمان بالنسبة لي، أحملهما في جيناتي، وفي طريقتي في العيش يومًا بعد يوم”.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات