تعيش الكرة المغربية على وقع نجاح جديد، بعدما توّج نهضة بركان بلقب البطولة الاحترافية لموسم 2024-2025 قبل نهايته بأسابيع، بعدما انفرد بالصدارة برصيد 60 نقطة، متقدمًا بفارق 15 نقطة عن الجيش الملكي.
هذا التتويج المبكر يطرح تساؤلات حول قدرة الفريق البركاني على فرض هيمنته إفريقيًا، كما فعل سابقًا في كأس الكونفدرالية، خاصة وأن الأندية المغربية لطالما تنافست على الألقاب القارية إلى جانب العملاقين الأهلي والزمالك.
ويرى المحلل والناقد الرياضي المصري، محمد الأسيوطي، أن الكرة المغربية شهدت خلال السنوات الأخيرة تنوعًا في قائمة الأبطال، وهو مؤشر على قوة المنافسة في الدوري الاحترافي.
وتابع محمد الأسيوطي في تصريح لجريدة “مدار21″، أن تتويج “الفريق البرتقالي” بلقب الدوري المحلي يعكس هذا التنوع، إذ لم تعد الألقاب حكرًا على الرجاء والوداد، بل تقاسمتها سبعة فرق في آخر 15 عامًا، ما يعزز من فرص بروز أبطال جدد قارياً.
وزاد الأسيوطي أن نهضة بركان فرض نفسه بقوة، ليس فقط محليًا، بل على الساحة الإفريقية أيضاً، إذ أصبح اسمًا مألوفًا في المسابقات القارية.
كما ذكر بخوض الفريق نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية في 2019 و2020 و2022، إضافة إلى مواجهة الزمالك والأهلي في كأس السوبر، “مما يعني أنه لم يعد غريبًا على منصات التتويج القارية”.
وبخصوص حظوظ الفريق البركاني في دوري أبطال إفريقيا، أفاد الأسيوطي بأن الفريق يمتلك الإمكانيات الفنية والتنظيمية التي تؤهله للمنافسة على اللقب، لكنه سيواجه تحديات كبيرة أمام أندية تمتلك خبرة طويلة في المسابقة، مثل الأهلي والزمالك.
وأوضح الناقد الرياضي المصري أن نهضة بركان لا يقل قوة عن كبار شمال إفريقيا، لكن العراقة والاستمرارية تمنح الأفضلية للأندية التي اعتادت التواجد في الأدوار النهائية.
وشدد على أن الأهلي والزمالك يتمتعان بسجل حافل في دوري الأبطال، وشعبيتهما تتجاوز حدود بلديهما، مما يمنحهما أفضلية نفسية وتنافسية.
وأضاف أن التحدي الأكبر لنهضة بركان هو الحفاظ على مستواه لعدة سنوات في دوري الأبطال، حتى يرسّخ مكانته كقوة قارية، تمامًا كما فعلت الفرق المصرية والمغربية الكبرى.
وفيما يتعلق بوضعية الوداد والرجاء بعد سيطرة نهضة بركان على الدوري، نفى الأسيوطي أن يكون الأمر مرتبطًا بتراجع مستوى عملاقي الدار البيضاء، مؤكدًا أن قوة المنافسة في المغرب هي التي أدت إلى بروز بطل جديد.
وزاد موضحا أن غياب الوداد والرجاء عن منصات التتويج لا يعني ضعفهما، بل يعكس دينامية البطولة الاحترافية التي لم تعد تسمح باحتكار الألقاب.
كما بيّن المتحدث ذاته أن الرجاء والوداد ما زالا يملكان الإمكانيات للعودة بقوة، سواء محليًا أو قاريًا، مشيرًا إلى أن البطولات القوية تعرف دائمًا تداولًا على التتويج، وهو ما يثري التنافس بين الأندية.
واسترسل المحلل الرياضي قائلًا إن استمرار نهضة بركان في القمة يعتمد على استراتيجيته في تدعيم صفوفه والحفاظ على استقراره الفني، لافتا إلى أن العديد من الفرق الصاعدة سرعان ما تتراجع بسبب غياب الرؤية طويلة الأمد.
وأضاف أن الفريق البركاني لديه فرصة ليصبح قوة قارية، لكنه بحاجة إلى إثبات نفسه في دوري الأبطال، ومواصلة تحقيق نتائج إيجابية على المستوى القاري.
وواصل حديثه بأن الكرة الإفريقية لم تعد تعترف بالأسماء فقط، بل بالمشاريع المستقرة، وهو ما يجعل نهضة بركان مطالبًا بتعزيز مكانته تدريجيًا، وعدم الاكتفاء بلقب الدوري المغربي.
وختم الأسيوطي تصريحاته بالقول: “نهضة بركان يعيش لحظة ذهبية، وعليه استثمارها للبناء على هذا النجاح والمنافسة بجدية في دوري الأبطال”، مؤكدا أن التحدي الآن هو إثبات أن هذا التتويج ليس مجرد طفرة، بل بداية لمرحلة جديدة تجعل الفريق منافسًا دائمًا على الألقاب القارية، إلى جانب كبار القارة.