الدار/ خاص
تسعى شركة “Olvea” الفرنسية للاستحواذ على سوق زيت الأركان، الذي يعتبر من أبرز الثروات الطبيعية التي يملكها المغرب. هذا الزيت، الذي اشتهر بخصائصه العلاجية والتجميلية الفريدة، يُعد مصدر رزق رئيسي للعديد من العائلات المغربية، خصوصًا في المناطق التي تشتهر بزراعة شجرة الأركان.
لكن مع تنامي الطلب العالمي على هذا الزيت، بدأ بعض الشركات الأجنبية، وعلى رأسها “Olvea”، في محاولة السيطرة على هذا القطاع الحيوي. وهذا الأمر أثار موجة من الاحتجاجات في المغرب، حيث يرفض المواطنون بشدة محاولات الشركات الأجنبية الاستيلاء على أحد أبرز مواردهم الطبيعية. الزراعة التقليدية للأركان تُعتبر جزءًا لا يتجزأ من هوية وتاريخ العديد من الأسر المغربية، مما يجعل أي محاولة لاختطاف هذه الصناعة مرفوضة تمامًا.
تظهر هذه التطورات بوصفها تحديًا كبيرًا للمزارعين المغاربة، الذين يعتمدون على زيت الأركان في تأمين قوت يومهم. فإذا تم استيلاء الشركات الأجنبية على هذا السوق، فإنها قد تؤدي إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في المناطق التي تزرع الأركان، مما يعرض حياة آلاف العائلات للخطر. بالإضافة إلى ذلك، تتعالى الأصوات في المغرب مطالبة بضرورة حمايته من الاستغلال الخارجي، والتأكيد على أن هذه الثروة يجب أن تظل في يد المواطنين المحليين، الذين يعرفون قيمتها الحقيقية.
العديد من المدافعين عن حقوق المزارعين، بما في ذلك الجمعيات والمنظمات المحلية، يعملون على توعية المواطنين والمشاركة في حملات للمطالبة بحماية هذه الثروة الطبيعية من محاولات السيطرة الأجنبية. ويتفق الجميع على ضرورة تفعيل القوانين التي تحمي الصناعة المحلية وتشجع على الاستثمار المحلي في هذا القطاع، بما يضمن استدامة الإنتاج ويوفر فرص عمل للشباب في المناطق الريفية.
لا شك أن حماية زيت الأركان من الاحتكار تعد مسؤولية وطنية، حيث يتطلب الأمر دعمًا قانونيًا وتنظيميًا لضمان عدم تسرب هذه الثروة إلى أيدي الشركات الكبرى التي تسعى لتحقيق أرباح على حساب مصالح الفلاحين المغاربة.
