الأربعاء, يناير 22, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيمجلة كلام.. نافذة ثقافية للأطفال المغاربة في الخارج

مجلة كلام.. نافذة ثقافية للأطفال المغاربة في الخارج


DR


مدة القراءة: 6′

كيف نشأ مشروع “كلام”؟

“كلام” هي أول مجلة شهرية للأطفال المغاربة أو من أصول مغربية، تجمع بين الدارجة والفرنسية. المجلة ليست موجهة فقط للأطفال في المغرب، بل أيضًا لأولئك من الجاليات المغربية في الخارج، حيث يتابعون مغامرات شخصين، علياء وآدم، في مدن مغربية مختلفة. من خلالها، يتعرف الأطفال على القصص، والعادات الثقافية، من خلال الألعاب التعليمية، والمقابلات مع شخصيات تاريخية، والنصوص المصورة، وأطباق الطعام التقليدية.

تعود فكرة المشروع إلى تساؤل شخصي حول كيفية تعريف الأطفال بغنى وتنوع وطنهم الأم، خاصة بعد ولادة ابني الأول الذي يبلغ من العمر الآن خمس سنوات. كنت أبحث عن موارد تساعده على ممارسة اللغة العربية، وبالخصوص الدارجة في المنزل، لكنني لم أتمكن من العثور على الكثير من المحتويات. اضطررت حينها لترجمة بعض المواد أو اختراعها بنفسي.

فكرت في طريقة لتمكين الآباء من تعليم أطفالهم الدارجة بطريقة ممتعة وسهلة، بحيث تكون في متناول الجميع وتجعل الأطفال يرغبون في القراءة.

هل أدركت مع مرور الوقت أنكِ لست الوحيدة التي تعاني من هذا التحدي؟

نعم، عندما بدأت في إنشاء القصص لابني، لاحظت أن العديد من الآباء في محيطي الاجتماعي يواجهون نفس المشكلة. قبل أن أبدأ المشروع، تواصلت مع عدة آباء من أصول مغربية من دول مختلفة، وكانوا جميعًا يواجهون صعوبة في تعزيز اللغة العربية والدارجة لدى أطفالهم، خاصة أن هؤلاء الأطفال لا يعيشون في المغرب ولا يستمعون بشكل يومي للدارجة أو العربية سواء على التلفزيون أو الشارع.

كل شهر، يتلقى الأطفال في الخارج مجلة “كلام” التي تأخذهم في جولة لاكتشاف مدينة مغربية، بقيادة علياء وآدم. يلتقون بشخصيات تاريخية ساهمت في تأسيس أو تطوير هذه المدن، مثل ابن بطوطة في طنجة، فاطمة الفهرية في فاس، ويوسف بن تاشفين في مراكش. كما يتعرفون على الأماكن الثقافية في هذه المدن ويتعلمون كيفية تحضير أطباق مغربية تقليدية، مثل “الكاليانتي” في طنجة و”المعقودة” في الرباط.

علاوة على ذلك، تقدم المجلة أنشطة يدوية (DIY) تساعد الأطفال على صناعة قطع حرفية تقليدية، مثل “التادلاكت” في مراكش والسجاد الرباطي و”القبعة الشماليّة”. كل هذا يتم من خلال القصص الممتعة التي تحفز الفضول وتعزز التعلم من خلال الصور الجذابة والمحتوى التفاعلي.

لماذا تم دمج الدارجة المغربية مع اللغة الفرنسية في المجلة؟

المجلة تهدف إلى نقل الثقافة المغربية من خلال اللغة الأكثر شيوعًا بين الأطفال المغاربة في الخارج. لم يكن الهدف أن تكون المجلة دورة تعليمية في الدارجة أو القواعد النحوية، بل وسيلة لتمكين الأطفال من اكتشاف ثقافتهم الأم عبر لغة مألوفة لهم. اللغة الفرنسية دخلت أيضًا في المجلة لجعلها متاحة للآباء الذين قد لا يتقنون العربية أو الدارجة بشكل كامل.

ركزت أيضًا على الدارجة، حيث لاحظت من خلال تواصلي مع الآباء أن معظم التوقعات تتعلق بالجانب الوظيفي اليومي للغة: القدرة على إجراء المحادثات والحفاظ على التفاعلات، ونقل عناصر من ثقافاتنا المحلية، بما في ذلك ما يتعلق بالتقاليد الشفوية.

ولهذا السبب، أدخلت قصصًا مصورة عبر شخصيات يمكن للأطفال أن يتعرفوا عليها. الهدف هو تقديم تجربة غامرة في هذه العوالم، الغنية بالإشارات التي تمتد عبر قرون، وحتى آلاف السنين.

هل تعكس أرقام المبيعات الحماس لدى القراء؟

منذ إطلاقها في شتنبر 2024، وصلت المجلة إلى حوالي 200 عائلة في فرنسا، التي تتلقى النسخة الشهرية باللغة الفرنسية والدارجة.

أتلقى ردود فعل مشجعة للغاية، وهذه الردود تثلج القلب. الآباء سعداء بوجود مصدر ترفيهي حديث ومناسب، مع رسومات مصممة وفقًا للزمن الحالي، موجهة لأطفال اليوم.

أحد الردود التي أثرت فيّ بشكل كبير كان من أم شابة، ابنها لم يتجاوز الستة أشهر ومع ذلك هي قد اشتركت بالفعل في المجلة لتكوين مخزون صغير من “كلام” له، لتقديمه له عندما يكبر قليلاً. وهذا دليل على مدى الترحيب الكبير الذي لاقاه المشروع.

ما هي التحديات التي واجهتها في هذا المشروع؟

أطلقت المشروع دون معرفة مسبقة، حيث كان السوق شبه غير موجود. بدأت العمل على المجلة بالتوازي مع عملي بدوام كامل، وكانت الصعوبة في التوفيق بين العمل والنشر

وتمثل تحدي آخر في إيجاد المنهج التربوي المناسب، بالإضافة إلى إقناع بعض الآباء بأن النقل الشفوي بالدارجة لا يمنع من استخدام موارد ترفيهية تساعد في نقل الثقافة والجغرافيا بشكل أفضل. لكن مع مرور الوقت، بدأ المشروع يثبت نفسه ويدرك الجميع الحاجة إلى مثل هذه المبادرة.

بعيدًا عن اللغة، أرى أن هدف “كلام” يتحقق إذا تمكن أطفالنا من التعرف على جوانب من المغرب من خلال هذا الوسيط، وإذا استطاعوا التعبير عنها بطريقتهم الخاص.

هل لديكِ هدف تربوي من خلال اختيارك النشر الورقي في عصر التكنولوجيا الرقمية؟

بالفعل، هناك اهتمام متزايد بين الآباء بتقليل وقت الأطفال أمام الشاشات، خاصة في سن مبكرة. هناك أيضًا عودة نحو الورق، وهذا ما ساعدني في إطلاق المجلة. يفضل العديد من الآباء الوسائل الورقية أو الصوتية، مما جعل نشر المجلة بشكل ورقي خيارًا مثاليًا.

الآباء الذين تحدثت معهم مطولًا يفضلون أن يكون المنتوج المقدم للأطفال ورقيًا أو صوتيًا. أما التحدي في سوق النشر، فهو أنني أعمل حاليًا على نشر جميع أعداد مجلة “كلام” بنفسي. ورغم ذلك، أرى أن هذا يسمح لي بالتركيز أكثر على نقل الثقافة بدلاً من التركيز على اختيار اللغة.

هل توسعتِ في فريقك منذ إطلاق المجلة؟

أقوم شخصيًا بكل التحرير وكتابة القصص وتصميم الألعاب، بالتعاون مع والدتي وهي أستاذة وتساعدني في الجانب التربوي. كما يعمل معي فريق من الرسامين والمصممين لإعداد صورة بصرية عالية الجودة. إذ تعمل مصممة جرافيك على اختيار الألوان والطباعة وتنسيق الصفحات، ورسامة قامت برسم الشخصيتين “آية” و”آدم”.

في الوقت الحالي، المجلة متاحة فقط عبر الاشتراك من خلال الموقع الإلكتروني. نحن نقوم بالتوصيل مباشرة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المغرب، الولايات المتحدة، وكندا، وبلجيكا، وسويسرا، وسنغافورة… لدينا عائلات من القراء في جميع هذه البلدان.

هل تخططين لتوسيع المجلة لتشمل لغات أخرى؟

نعم، نحن نخطط لتوسيع المجلة لتشمل لغات أخرى، مثل الإنجليزية والإسبانية، بالإضافة إلى الدارجة والفرنسية. الهدف هو جعل المجلة متاحة لأكبر عدد ممكن من الآباء في الدول الناطقة بهذه اللغات، مع الحفاظ على الدارجة كعنصر رئيسي لربط الجاليات المختلفة.

تُستخدم اللغات الأخرى من قبل الجالية في الخارج، مثل الإنجليزية والإسبانية. يهمني أن تتوفر نسخ تغطي اللغات الثلاث الأكثر شيوعًا بين جاليتنا، وأن تظل الدارجة ثابتة في جميع هذه النسخ، لتكون الرابط المشترك بين الجاليات المختلفة، سواء في البلدان الناطقة بالفرنسية أو الإسبانية أو الإنجليزية.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات