محمد “س”، 63 عامًا، متقاعد مغربي مقيم في ديجون، متهم بالتورط في جريمتي قتل
مدة القراءة: 3′
محمد “س”، الذي كان قد هاجر من المغرب إلى فرنسا حيث اشتغل في شركة “رينو” قبل أن يتقاعد، عاش لسنوات في شقة بمنطقة “غريزيل” في ديجون مع شريكته، حيث كان يبدو أنه يعيش حياة هادئة. لكن هذه الحياة تغيّرت بشكل كبير بعد اعتقاله وتوجيه التهم إليه، وفقًا لما ذكرته صحيفة لو باريزيان، على خلفية تحقيقات في جريمتي قتل غير محلولتين.
اتهم الرجل بقتل امرأتين في منطقة إيزير، حيث كان يعيش خلال الثمانينيات والتسعينيات، بالقرب من مواقع الجرائم.
الجريمة الأولى وقعت في غشت 1988، حيث اختفت ناتالي بوير، وهي طالبة تبلغ من العمر 15 عامًا من جزيرة “لا ريونيون”، أثناء عودتها إلى منزل والدتها في فيلفونتين. بعد أيام، عُثر على جثتها وقد قُتلت بطريقة مروعة في منطقة سان-كوينتين-فالاڤييه، بحسب تقرير فرانس 3.
أما الجريمة الثانية، فقد وقعت بعد 12 عامًا في ماي 2000، حين عُثر على ليلى عفيف، وهي أم لخمسة أطفال، مقتولة برصاصة في الرأس في مجرى مائي بمنطقة لا ڤيرپيلير. وكان محمد “س”، يعيش المنطقة آنذاك، ويُشتبه اليوم في صلته المباشرة بهاتين الجريمتين.
الاعتقال والمتابعة
تم القبض على محمد “س” في شقته بمدينة ديجون مع الساعات الأولى من صباح الأحد 24 نونبر. وبعد وضعه قيد الاحتجاز لمدة 96 ساعة، تم عرضه أمام قاضي الحريات ثم نُقل إلى محكمة نانتير، حيث يُعالج القسم المختص بالقضايا غير المحلولة هذه الملفات. أتاح هذا القسم، الذي تأسس عام 2022، ربط الجريمتين بفضل أدلة الحمض النووي التي أُعيد تحليلها مؤخرًا.
محمد “س” نفى بشكل قاطع الاتهامات الموجهة إليه. وأفاد محاموه بأن موكلهم “مصاب بصدمة” بسبب الاعتقال والاتهامات التي تعود لعقود. شريكته، التي تعيش معه منذ خمس سنوات، ما زالت تدعمه.
رغم أن محمد “س” لم يثر الشبهات في السنوات الأخيرة، إلا أن بعض تصرفاته كانت تثير القلق. إحدى جاراته في حي “غريزيل” ذكرت أنه قبل انتقاله للعيش مع شريكته، كان يقضي ساعات طويلة داخل شاحنته البيضاء المتوقفة قرب مغسلة ملابس. “كان يبدو وكأنه ينتظر شخصًا ما. النساء في الحي لاحظن وجوده وأبدين قلقهن. لقد كان يخيفني”، بحسب تصريحها.
بالنسبة لابنة ليلى عفيف، فإن هذه الشكوك ليست جديدة. في حديثها مع ويست-فرانس، أكدت أن المشتبه به كان جزءًا من دائرتهم الاجتماعية. وقالت: “كنت أعرف هذه العائلة جيدًا. كنا أصدقاء. إنه صدمة لنا جميعًا”. وأضافت أن والدتها “كانت تعرف قاتلها”.
بالنسبة لعائلات الضحايا، تُعتبر هذه التهم بارقة أمل لتحقيق العدالة بعد سنوات من الانتظار. كانت القضيتان جزءًا من ملف “مفقودي إيزير”، الذي ظل دون إجابة حتى تدخل قسم القضايا غير المحلولة.
على الرغم من الأدلة المربكة، لا يزال محمد “س” بريئًا حتى تثبت إدانته. التحقيق مستمر لكشف الحقائق وتوضيح الغموض الذي يحيط بهاتين الجريمتين. وفي انتظار ذلك، يظل المتهم قيد الحبس الاحتياطي بناءً على قرار قاضي الحريات والاحتجاز.