علمت جريدة “العمق المغربي” من مصادر موثوقة أن “المباراة المهنية التي نظمتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بخصوص منصب مدير المستشفى الإقليمي بوافي بالدار البيضاء عرفت رسوب جميع المتبارين ومن بيهم المديرة الحالية للمشفى نفسه”.
وأردفت المصادر ذاتها أن “المباراة تم تنظيمها في أواخر شهر يناير الماضي لتوظيف إطار صحي في المنصب الشاغر المذكور، علما أن المديرة الحالية المسؤولة عن المستشفى تقوم بدورها بصفة النيابة في انتظار فتح مباراة أخرى من أجل تعيين إطار رسمي”.
وجاءت هذه المستجدات في سياق الحملة التطهيرية التي قام بها وزير الصحة أمين التهراوي، والتي عصفت بمجموعة من مدراء المستشفيات الجهوية والاقليمية، نتيجة سوء التدبير الإداري والمالي، وتعثر العديد من خدمات التطبيب على مستوى ربع المملكة المغربية.
ومن المنتظر أن تشهد الساحة الطبية العمومية بمدينة الدار البيضاء في الأيام القليلة الماضية مجموعة من التحولات في مناصب المسؤولية والقيادة، حيث يعد المستشفى الإقليمي بوافي بالعاصمة الاقتصادية نقطة صحية سوداء بسبب تراجع مردودية الخدمات الصحية.
وشهد المستشفى الإقليمي بوافي، الواقع بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، تراجعا ملحوظا في الخدمات الصحية، حيث تحول من مركز يقدم خدمات طبية متنوعة إلى عبء على المواطنين، بعد توقف العديد من التخصصات الطبية دون أي محاولة لإعادة تفعيلها، مما أثار استياء ساكنة المنطقة.
وبات المستشفى المذكور خارج نطاق الخدمة، مما أجبر العديد من المواطنين على التوجه إلى المصحات الخاصة لإجراء الفحوصات اللازم، حيث يعاني المركز من نقص حاد في الأطباء المختصين، لا سيما في مجال الأمراض التنفسية، حيث فوجئت عشرات الحالات بعدم توفر جناح خاص بهذه الأمراض، رغم انتشارها الواسع في المجتمع المغربي.
وتشعر ساكنة المنطقة بالمعاناة بسبب استمرار غياب الأطباء المختصين في تشخيص مرض السل، إذ يضطر المرضى إلى الاعتماد على العلاجات المتاحة في قسم المستعجلات، والتي تعد حلولا ترقيعية لا ترقى إلى مستوى العلاج الفعال. والمثير للاستغراب أن حالات الإصابة بهذا المرض لم يتم إحصاؤها بشكل دقيق من طرف العاملين بالمستشفى.
وفي ظل تفاقم الأوضاع الصحية، يواجه المرضى نقصًا حادا في الخدمات الطبية الأساسية، من بينها غياب طبيب مختص في أمراض المفاصل والروماتيزم، ما دفع الكثيرين إلى التشكيك في جدوى استمرار المستشفى في العمل.
وزاد الوضع سوءا بسبب ما يعانيه قسم الأمراض التنفسية، وهو الأمر نفسه الذي يعاني منه قسم الأمراض الجلدية، حيث لم يتم تعيين أطباء مختصين منذ شهور، مما يطرح العديد من التساؤلات حول تسيير المستشفى، في وقت رفضت إدارته التعليق على هذه الأزمة رغم المحاولات العديدة لطرح الموضوع.
وكانت جريدة “العمق المغربي” قد أشارت سابقا إلى أن غرف الإنعاش بالمستشفى أصبحت خارج الخدمة بسبب غياب الأطر الصحية، ما أثار استياء واسعا في صفوف سكان المنطقة.
وخلال الأسابيع الماضية، امتنعت إدارة المستشفى عن استقبال الحالات المرضية الخطيرة التي تتطلب العناية المركزة، نتيجة انتهاء عقود الأطباء الذين كانوا يشرفون على هذا القسم، رغم أنه لم يمضِ على افتتاحه سوى فترة قصيرة.