الأربعاء, يناير 8, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربي"ماني راضي" وذعر الكابرانات.. تبون يبدع في الكلام غير المباح

“ماني راضي” وذعر الكابرانات.. تبون يبدع في الكلام غير المباح



وتظل الجزائر سجينة عقلية لم تتحكم في مسارها مناهج الإبداع و مبادئ الحرية و عقلية خلق الثروات و إرادة في توزيع ثروات ليستفيد شعب من خيرات بلاده. ابتدع ناهبو ثروات بلاد الجزائر لغة و نهجا و سياسة هدفها صناعة عدو خارجي للاستمرار في السرقة و النهب و تغييب الحريات و استغباء شعب منذ 1962. و تستمر اللعبة التي يتقنها بعض صغار ضباط صنعتهم فرنسا قبل مغادرة جيشها للجزائر. و وصل صغار الضباط إلى مراكز قيادة دولة بعد أن تم القضاء على من وهبوا حياتهم و أموالهم و مستقبل أبنائهم من أجل تحرر حقيقي. و لكن من وصل إلى حكم الجزائر لم يكن ،أغلبهم، من المجاهدين و لكن من تحكموا نسجوا خرافة ” المليون و نصف شهيد ” مكنتهم ، بمساعدة ابواق جمال عبد الناصر، من التحكم في شعب منذ عقود. و لا زال إبن الجزائر الغنية بمواردها يرزح تحت نير الفقر و الحرمان و التعود على طوابير من أجل ضمان سميد و حليب و قارورة غاز و كميات متواضعة من فواكه و سمك و لحوم. و كان ألله في عون طبقة وسطى أنهكها ظلم صغار ضباط فرنسا الذين يعرفون بلقب ” الكابرانات”. و هم من يصنعون الحاضر البئيس لهذه البلاد .

لا يمكن لعاقل أن ينكر أن عقلاء الجزائر بلغوا مراتب عليا في مجالات عدة. كما لا يمكن لأي مؤرخ متمكن أن لا يشهد على أن مناضلي الجزائر الأحرار و الحقيقيين سقطوا، ليس برصاص فرنسا، و لكن بغدر من نصبوا أنفسهم اوصياء على بلاد استعمرتها فرنسا منذ 1830 . و يقال أنها استلمتها من الباب الذي كان يسمى بالعالي نسبة إلى ضخامة الإمبراطورية العثمانية. يعرف مؤرخو الجزائر كل أسرار تاريخ دولتهم و كيف صنعت فرنسا خارطتها بعنف و رغبة في التواجد إلى الأبد في شمال أفريقيا. و لكن عنف صناعة الجغرافيا لا يصمد أمام صلابة التاريخ. قررت فرنسا أن تسرق أراضي مالي و النيجر و ليبيا و تونس و المغرب لتضمها لولاية الجزائر التي لم تكن سوى نقطة في خارطة العثمانيين. و على كل من يشك في الصنع الفرنسي للجزائر أن يحتكم إلى الوثائق التركية و الفرنسية. أما خطاب عنترة داخل قصر المرادية فلا يشكل سوى شطحة هيستيرية تتفكك بسهولة قراءة مسبباتها النفسية و السياساوية و العسكراتية.

لقد جرى ما جرى بفعل فاعل ليقلب الطاولة على من ” عقدوا العزم أن تحيا الجزائر..” فشهد أبناء و أحفاد الشهداء على أن أبناء فرنسا و المتخلفون عن النضال هم من مسكوا بالزمام إلى غاية اليوم. قتل ذلك الكرغولي الذي تربى في أحضان الإستعمار، ومن كان خديما له ، في قلب كتائب الأحرار، من سكن الاوراس و لم يعبث بأموال الأسر الجزائرية و المغربية و التونسية و المصرية. قتل كابرانات فرنسا كبار قادة التحرير و قدموا أنفسهم كأوصياء على البلاد إلى الأبد.

سرقوا و سرقوا و باعوا ثم باعوا كل خيرات الجزائر و نكثوا العهود و خانوا الوعد و العهد، ولا زالوا يقمعون شعب الجزائر الذي كان يظن أن مناهضة الإستعمار ستمحو العار و تنفض الغبار و تمنح الأخيار حرية و كرامة و وقار. عرى الكرغولي على أصله و فصله و انتهك العهود و عبث بأرواح الشهداء و سطا على الأعراض و الأموال و أفقر الأجيال. كانوا يكذبون في منتديات تضم الدول، و يشترون المواقف و التصويت و تمويل الإرهاب و ينسون بناء مؤسسات النماء و التقدم. و أستمر الأمر في بعثرة أموال الغاز و البترول في صفقات أسلحة قديمة تتبعها رشوة سمينة بالدولار و الروبل. و حين يرتفع صوت ينادي بالعدل و يقول أنه “غير راض” ، تنفجر آليات قمع الجزائريين لتؤكد أن غياب الحرية واقع مطلق و أن السبب خارجي و العدو خارجي و أن ضياع الملايير من الدولارات سببه جار إسمه المملكة المغربية. و هكذا أصبح المشهد السياسي الجزائري قريبا إلى فرجة مسرحية أبطالها واعون بأهمية خلق العدو الخارجي لقمع شعب يريد أرزا و زيتا و شيء من الخضر و الفواكه و ما تيسر من سمك و فراخ و لحوم غنم و بقر. بلد الغاز يسجل أكبر طابور للحصول على قارورة غاز. و لكن الأمل في احداث الثروات بالخطاب التبوني المباح سيعطل القضاء على شهرزاد.

شهد الكثير من الجزائريين ممن تربوا في كنف الأسرة المغربية و كرمها، و عاشوا تجربة التربية على المواطنة في شرق المغرب، أن مدن طنجة و وجدة و بركان و تاوريرت و جرادة و فكيك كانت تلفهم برعايتها و تتقاسم معهم ما تيسر من الأرزاق قبل 1962 و بعدها. و لكن ناكر الإحسان و التضامن و ناقض العهد تسلل إلى بعض القيادات الجزائرية، و تمخض عن هذا النكران و التنكر كائن غريب تعود جدوره إلى العدم منذ قيام الدولة العثمانية و ما تلاها من تلاقح و ضياع للقيم و الأخلاق. قال الملك الراحل محمد الخامس، الذي رفض عرض فرنسا في مجال الإتفاق على الحدود قبل حصول الجزائر على الاستقلال، أن محاوريه ،ممن كان يعتبرهم أبناءه، مثل ذلك القفل ” المخزز” الذي يصعب فتحه. و هكذا تم رد الجميل إلى بلاد تحملت أخطاء عبد القادر المسمى، بالأمير و أخطاء، المغربي الأصل ، بن بلة و اؤلئك الذين عاشوا في كنف العائلات المغربية و تنكروا لما قدم من أجلهم من تضحيات.

ظهر جليا أن الخيانة طابع يظل ظاهرا و ثابثا على جبهة و قلب الخائن. تم قتل و اغتيال الكثير من قيادات التحرير على أيدي الخونة الذين ترعرعوا في الجيش الفرنسي. لائحة الشهداء الذين قتلهم كابرانات فرنسا على مدى الزمن كبيرة. كان آخر المغتالين مقاوم غيور و نظيف إسمه بوضياف. تفننت قيادة الفساد في اصطياده كأخر حامل لشرعية تاريخ المقاومة. قال من يسمونه ” رب الدزاير” المجرم توفيق أن الوقت قد حان للقضاء على الجزائريين الأحرار. وافقه كبار ” الجينيرات أصحاب الملايير” نزار و بلخير و العماري و غيرهم على خطة أدت إلى عشر سنوات من التقتيل و الاغتيالات. و وصل بوتفليقة لإطفاء النيران، حسب شعاره الانتخابي، فصنع دولة الكابرانات من جديد. أتوا به لشغل بعقدة لسنوات، فتحول بوتفليقة إلى صنم في رئاسة الجزاءر و أعاد خلط الأوراق. ظن البعض أن الكابرانات قد غابوا، لكنهم عادوا. ظهر القايد صالح، صال و جال و إنتهى بفعل فاعل. رجع توفيق و في يده شنقريحة. و قال المسيطرون الجدد أن الوقت حان لوضع رئيس للجمهورية يكون طوع يدهم. فألحوا في صنع من أصبح يتقن صنع الفرجة السياسة بكثير من التوفيق و بمباركة ” توفيق” و حضر تبون فقيل له تكلم و لا تمتنع عن الكلام غير المباح حتى و لو أشرقت الشمس و توارت تباشير الصباح. كان يستجيب لكل ما يطلب منه خلال سهرات في مساكن الجينيرات بالمرادية.

تدحرجت شيم القيادات حتى بلغت الحضيض، و تفانى تبون في فضحهم بخرجات إعلامية تجاوزت كل مراتب زلات اللسان و سحقت مراتب الرياسة من حكمة و ميزان. قال أنه زعيم قوة ضاربة لا تقاوم، و قام بتحلية مياه كل شاطئ المتوسط بأكثر نن مليار متر مكعب يوميا، و انتج كل السلع الغذائية لتذويب عنف الطوابير، ثم بكى حين أكتشف أنه كان يسبح في سراب. داهمته عزلة دبلوماسية، و اثقلته صراحة أفريقية، و عرت عنتريته مواقف أوروبية و أمريكية. عرت كلماته النابية عن كتاب و ادباء جزائريين اتهمهم بالخيانة فوقع في شر فعل الكلام على مسرح الواقع. و بلغ به غياب في غياهب جب الكذب إلى حد اعتبار بلاده مصدرة للملايير خارج النفط و الغاز. و افتضح الأمر بالأرقام ليتضح أن أهم الصادرات، من غير المواد الطاقية ، تهم الثمر بقيمة لا تتعدى… و الخروب بقيمة ضعيفة بلغت ….

و رغم الفشل الذي اجتاح كل قطاعات الإقتصاد الجزائري و حطم كل الأرقام حتى بلغ أشده و أصبح ينتشر كالكوفيد في ربيع 2020 ، ظل الوفاء للكذب على الشعب سلاح الفاشلين من المرادية إلى مركز عنتر ،حيث يعبث الجلادون بكافة حقوق الإنسان الأساسية، و كافة جحور صنع خطاب الفشل مسترسلا.

تكسرت اذرع و وسائل الدبلوماسية و خاب ” ظن العسكر” في أداء السفراء و المحافظين و صحافيي الأجهزة الرسمية حتى وصل الأمر إلى منع النقل المباشر لخطاب لتبون أمام البرلمان. و انتبهت بعض عيون الكابرانات، بعد إذاعة الخطاب، إلى تجاوز تبون لأوامر السلطات العليا ليتم حذف ما جادت به ” شن قريحته” في سب الكاتب بوعلام صلصال المعتقل السياسي و استخدام عبارات منحطة من طرف رئيس جمهورية في حقه. و نفس الأمر و الهجوم تعرض له الفائز بجائزة الكونكور الفرنسية لسنة 2024 كمال داوود. و زاد السعار بعد انتباه العسكر لتنسيق مغربي إماراتي موريتاني . و هكذا انساب دفاقا مسلسل سحب السفراء من دول كثيرة. “اللهم أكثر حسادنا ” و متعهم بمزايا الكسل و البله و عمق حقدهم على من لا يعاديهم .



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات