مؤكدة عزمها القوي على تقوية وتجويد خدمات المبصاريين النظاراتيين المغاربة وإطلاعهم على أحدث الابتكارات والتكنولوجيات في مجال البصريات والنظارات، ومشاطرتهم تجارب مهنيين وطنيين ودوليين ذوي خبرة وتجربة طويلة، فضلاً عن لفت الانتباه إلى كون الاعتناء بالصحة البصرية للتلاميذ المغاربة لا غنى عنه لتجويد تحصيلهم الدراسي وأدائهم المعرفي، أبت الجمعية المهنية الوطنية للنظاراتيين المغاربة وشريكتها الجمعية المغربية للنظاراتيين إلا أن تُخلد اليوم العالمي للبصر، الذي يصادف الخميس 10 أكتوبر، بتنظيم النسخة الأولى من المؤتمر الوطني للنظارات والبصريات، الذي انطلقت فعالياته، الجمعة، بمدينة الرباط.
وخلال الندوة الافتتاحية للمؤتمر، الذي يحتضنه مقر مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، أكد هشام الشركي، رئيس الجمعية المهنية الوطنية للنظاراتيين المغاربة، أن هذه الفعالية التي “تلم جميع المتدخلين في منظومة البصريات بالمغرب، من النظاراتيين وأطباء جراحة العيون ومروضي الأعين ومرممي الأعين؛ تأتي تزامناً مع اليوم العالمي للبصر، الذي هو مناسبة للتوعية بأهمية الصحة البصرية وطرق محاربة مختلف المشكلات التي تصيب العيون، وعلى رأسها العمى وضعف النظر”، مؤكداً أن “المؤتمر يضع النهوض بالصحة البصرية للمتمدرسين والمتمدرسات المغاربة على وجه الخصوص في صلب أولوياته”.
والمؤتمر، الذي تستمر فعالياته حتى يوم غد السبت 12 أكتوبر، “اختار شعار ‘الإبصار والتمدرس’ انطلاقاً من وعي منظميه بكون معاناة خُمس التلاميذ المغاربة من ضعف البصر من أبرز التحديات التي تعوق تجويد أدائهم المعرفي داخل الفصول الدراسية”، وفق المتحدث ذاته، موردا أن “مختلف الندوات والورشات التطبيقية تتشاطر، إضافة إلى هدف تجويد معارف وخبرات المهنيين، التأكيد على أن الاعتناء بالصحة البصرية للمتمدرسين مسألة ضرورية لضمان تألق التلاميذ المغاربة، وذلك من خلال تمكين النظاراتيين من مختلف التكنولوجيات الحديثة التي تضمن مساهمتهم الفعالة في هذا الإطار”.
“تجويد الخدمات”
قال الشركي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على هامش الحدث ذاته، إن “هذا المؤتمر، الذي هو ثمرة شراكة بين الجمعيتين سالفتي الذكر ومجموعة Media Optique، بدعم من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، يروم الرفع من معارف ومدركات النظاراتيين والمبصاريين المغاربة وإطلاعهم على أحدث التكنولوجيات الموظفة في هذا المجال، حتى يتمكنوا من تجويد وتحسين الخدمات التي يقدمونها داخل محلاتهم البصرية؛ من خلال ندوات وورشات تطبيقية سيؤطرها مجموعة من المهنيين الوطنيين والدوليين ذوي الخبرة الطويلة في مجال البصريات والنظارات، إضافة إلى محاضرين من وزارة الصحة وأطباء العيون ومروضي الأعين ومرممي الأعين الاصطناعية”.
وتابع المهني ذاته: “أزيد من 300 طالب بمعاهد البصريات سيستفيدون بدورهم من الفعاليات المقامة على هامش المؤتمر، بالنظر إلى أننا نرى أن التكوين في هذا المجال لا يمكن أن يتم بدون تعزيز وتقوية التكوين المستمر للطلاب”، مردفاً بأن “هؤلاء، إلى جانب المهنيين، سينمون معارفهم وتجاربهم في المجال، ليس في جوانبه التقنية فقط، بل كذلك في تلك المرتبطة بأدبيات وأخلاقيات المهنة، خصوصاً كيفية التعامل مع المرضى وذويهم”.
“بصر التلاميذ أولوية”
شدد رئيس الجمعية الوطنية المهنية للنظاراتيين المغاربة على أن “المؤتمر عازم بقوة على إرسال رسالة مفادها أنه لا تمدرس في المستوى بدون توفر التلاميذ على صحة بصرية جيدة وفي المستوى المطلوب، ومعالجة مختلف مشاكل النظر التي يعانون منها، وعلى رأسها ضعف البصر”، مستطردا بأن “ذلك سيتم من خلال توعية النظاراتيين والطلاب المشاركين بأهمية القيام بدورهم في هذا الإطار، وتمكينهم من مختلف المعارف والتكنولوجيات التي تسهل عليهم هذا الأمر”.
خالد السباعي، الكاتب العام للجمعية الوطنية المهنية للنظاراتيين المغربية، تطرق بدوره إلى هذه النقطة، مسجلاً أن “إحدى الرسائل الرئيسية التي يريد المؤتمر إيصالها إلى مختلف المعنيين هي أن ضمان التحصيل الجيد للتلاميذ والتلميذات لن يحدث دون توفرهم على بصر أفضل ومثالي”، ومضيفا أن “خمس هؤلاء يعانون من ضعف البصر بسبب عدم خضوعهم لتشخيص بصر مبكر قبل ولوجهم للمدارس”؛ كما أكد أن “الجمعية ظلّت دائماً تستغرب في هذا الإطار اكتفاء المؤسسات الصحية بطلب الدفتر الصحي للتلميذ، الذي يضم فقط التلقيح الطبي”.
وأشار السباعي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن “الجمعية سبق أن راسلت وزارة الصحة والتربية الوطنية والداخلية من أجل العمل على إخضاع أبناء المغاربة لفحص الأعين قبل ولوجهم المدارس، وهي اليوم من خلال المؤتمر تغتنم الفرصة لدعوة المسؤولين إلى وضع يدهم في يد النظاراتيين لتسهيل قيامهم بدورهم في هذا الإطار”.
وواصل المتحدث ذاته بأن هذا المؤتمر “يأتي بعد خطوة ميدانية تعكس حرص الجمعية وشركائها على النهوض بالصحة البصرية للتلاميذ”، تمثلت في “الحملة التي قادتها بشراكة مع الجمعية المغربية للنظاراتيين وجمعية شفاء وبصريات النخيل بزاكورة، لفائدة الأطفال الذين يعانون من ضعف البصر بالمناطق المنكوبة من فيضانات الجنوب الشرقي؛ وشهدت توزيع ما يصل إلى 160 نظارة؛ بهدف تمكين المستفيدين من الإبصار السليم”.