ما نشاهده اليوم في سوريا هو امتداد للعدوان على غرة ولبنان ويشير إلى ان خطة الاستعمار الصهيو أمريكي هي محاولة عزل إمدادات حزب الله من ايران وكسر محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني.
آراء أخرى
كان التقسيم الاول للمنطقة يستند إلى اتفاقية “سايكس / بيكو” السرية في 1916 بين فرنسا وبريطانيا لتوزيع بينهما الأقاليم العربية المنضوية تحت لواء الإمبراطورية العثمانية بعد هزيمتها في الحرب العالمية الاولى.
وكان نصيب بريطانيا احتلال فلسطين وشرق الأردن والعراق ، بينما احتلت فرنسا سوريا ولبنان.
وها نحن اليوم نشاهد رجوع تركيا على الساحة كشريك القوى الأمريكية الصهيونية في مخطط جديد لتقسيم المنطقة على حساب شعوبها.
هذا ما نستخلصه من الهجوم الشاسع الذي انطلق من المناطق الحدودية مع تركيا مجنداً ألاف المرتزقة من اسيا الوسطى والشيشان ومقاتلي من مجموعة النصرة و”قسد” تحت الرعاية الأمريكية والتركية وذلك غداة وقف إطلاق النار في لبنان.
يا لها صدفة !
فهزيمة “إسرائيل” على الجبهة اللبنانية وعدم قدرتها على تحقيق أي هدف عسكري في غزة زاد من تعميق أزمته وبات المأزق يتطلب توسيع هامش مناورتين.
فتدخلت المجموعات التكفيرية والإخوانية بتوقيت دقيق ومفاجئ وبتغطية جوية أمريكية ودعم لوجيستي عسكري تركي.
يُراد من الهجوم على سوريا تغيير النظام السياسي ليكون مواليا للغرب واخراجها من محور المقاومة.
وهو تغيير في اتجاه “الشرق الأوسط الجديد” الذي أعلن عنه نتانياهو ومحاولة لقلب الخريطة جيو سياسية في المنطقة.
لا يخفي على اردوغان أطماع الصهيونية في المنطقة كما لا يخفى عليه أهداف نتانياهو من حرب الإبادة في غزة وتهويد القدس وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والعدوان على لبنان.
فلماذا في هذا الظرف الدقيق يقلق اردوغان على مصير الشعب السوري وعدم تمتعه بالديمقراطية؟
ومن يخوّله التدخل في الشأن السوري؟
أليس من الأحق أن يقلق على مصير الشعب الفلسطيني وهو يباد ليلا ونهارا في غزة؟
ثم ماذا فعل من أجل وقف الإبادة والتطهير العرقي في فلسطين المحتلة؟
وماذا سيكسب اردوغان من التحالف مع نتانياهو لتغيير النظام في سوريا؟
ان مصير أي حكم إسلامي في سوريا لن يكون أفضل من مصير مرسي في مصر. وسيأتي بعده حكم استبدادي وموالي للكيان الصهيوني.
هل هذا ما يريده أردوغان؟
إن القوى الوطنية والديمقراطية السورية ليس لها خيار سوى مواجهة العدو الصهيوني وهو العدو الرئيس، والانخراط في مواجهته إلى جانب المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
لا يحق للمعارضة “فتح دمشق” على ظهر دبابة أمريكية..
فكل الحسابات الماضية بين المعارضة والحكم السوريين يجب علاجها بعد المواجهة الكبرى مع العدو.
هذا ما تعلمه تجارب الشعوب.
فالخيانة ترمي مرتكبيها الى مزبلة التاريخ.