رغم القيود الاقتصادية والسياسية المفروضة على موسكو في ظل الأوضاع الجيوسياسية الراهنة، أظهرت معطيات حديثة استمرار ظهور المغرب ضمن قائمة أكبر الدول المستوردة للمنتجات الطاقية الروسية إلى جانب كل من مصر، وتونس، وليبيا، والسعودية، والإمارات، والكويت.
وحسب ما أوضحته منصة “الطاقة” فإن المغرب ظهر للمرة التاسعة على التوالي، ضمن قائمة الدول المستوردة للغاز الروسي عبر الأنابيب، وهو تصنيف يثير الاستغراب بالنظر إلى غياب اتصال مباشر بين شبكات الغاز المغربية والروسية، ويرجع السبب المحتمل وراء هذا التصنيف إلى إعادة توجيه شحنات الغاز المسال الروسي إلى المغرب عبر إسبانيا، بعد تغويزها هناك.
واعتبر المصدر ذاته أنه على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية، واصلت روسيا تعزيز مكانتها كدولة مصدرة رئيسية للطاقة، حيث سجلت إيرادات صادرات الطاقة الروسية قفزة ملحوظة خلال شهر دجنبر الماضي، مدفوعة بارتفاع الطلب العالمي على النفط والغاز والفحم.
ووفقا لأحدث البيانات، بلغ متوسط إيرادات صادرات الطاقة الروسية اليومية 652 مليون يورو (ما يعادل 672 مليون دولار)، مسجلة بذلك زيادة بنسبة 2% مقارنة بالشهر السابق.
وحسب تقرير المنصة فإن التعاون الطاقوي بين المغرب وروسيا لا يقتصر على الغاز الطبيعي فقط، بل يشمل أيضا الفحم، إذ من اللافت للنظر، أن المغرب قد انضم إلى مصر في قائمة الدول المستوردة للفحم الروسي، بعد فترة من توقف مصر عن استيراده.
في عام 2024، سجلت صادرات الطاقة الروسية انخفاضا بنسبة 5% على أساس سنوي في إجمالي الإيرادات، على الرغم من الزيادة الملحوظة في بعض قطاعات الطاقة، مثل النفط الخام والغاز عبر الأنابيب، ووفقا للتقرير الشهري الصادر عن مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، شهدت العائدات من النفط الخام المنقول عبر الأنابيب زيادة بنسبة 6%، فيما ارتفعت عائدات الغاز عبر الأنابيب بنسبة 9% على التوالي.
ورغم التراجع السنوي في الإيرادات، شهدت صادرات الطاقة الروسية انتعاشا في دجنبر الماضي، حيث زادت عائدات النفط الخام، المنتجات النفطية المنقولة بحرا، والغاز عبر الأنابيب، فيما سجلت عائدات النفط الخام المنقول عبر الأنابيب زيادة بنسبة 2%، لتصل إلى 72 مليون يورو يوميا (حوالي 73.8 مليون دولار يوميا) في دجنبر.
وأشار المصدر ذاته إلى ارتفاع صادرات المنتجات النفطية المنقولة بحرا، بنسبة 12%، لتصل إلى 194 مليون يورو يوميا (199 مليون دولار يوميًا)، وفي المقابل، انخفضت عائدات صادرات النفط الخام المنقول بحرا بنسبة 5% على أساس شهري، لتبلغ 184 مليون يورو يوميا (188.6 مليون دولار يوميا)، نتيجة انخفاض حجم الصادرات بنسبة 6%.
من ناحية أخرى، سجل التقرير ارتفاع صادرات الغاز الروسي عبر الأنابيب بنسبة 19% على أساس شهري، لتصل إلى 104 ملايين يورو يوميًا (106.7 مليون دولار يوميًا)، وهو أعلى مستوى منذ دجنبر 2022، كما تزامن هذا الارتفاع مع زيادة أحجام صادرات الغاز الروسي عبر الأنابيب بنسبة 17% خلال الشهر، وهو أعلى مستوى منذ ماي 2022، بعد انتهاء اتفاق مرور الغاز الروسي عبر أوكرانيا.
هذا، وشهدت صادرات الغاز المسال زيادة كبيرة بلغت 20%، ليصل إجمالي الإيرادات إلى 55 مليون يورو يوميًا (56.4 مليون دولار) خلال الشهر الماضي، وهو أعلى مستوى منذ فبراير 2023.
وعلى الرغم من الارتفاع في الإيرادات المتعلقة ببعض المنتجات الطاقية، أكدت المنصة انخفاض عائدات صادرات الفحم الروسي بنسبة 19%، لتصل إلى 42 مليون يورو يوميا (43 مليون دولار) في ديسمبر، وهو تراجع ملحوظ مقارنة بالسنوات السابقة.
وحسب المصدر ذاته فقد كانت الصين هي المستورد الأكبر للطاقة الروسية في دجنبر الماضي باستحواذها على 37% من إجمالي إيرادات صادرات الطاقة الروسية، بما يعادل 5.5 مليار يورو (حوالي 5.63 مليار دولار)، بينما جاءت تركيا في المركز الثاني، متفوقة على الهند للشهر الثاني على التوالي في 2024، إذ وصلت قيمة وارداتها إلى 3.3 مليار يورو (3.38 مليار دولار)، أو 23% من إجمالي الإيرادات.
وجاءت الهند في المرتبة الثالثة، ببلوغ قيمة وارداتها حوالي 3 مليارات يورو (3.1 مليار دولار)، أو 20% من إجمالي إيرادات صادرات الطاقة الروسية من أكبر 5 دول مستوردة، وفي المركز الرابع جاء الاتحاد الأوروبي بنسبة 17%، ما يعادل 2.5 مليار يورو (2.56 مليار دولار)، تليها البرازيل في المركز الخامس، بواردات بلغت قيمتها 493 مليون يورو (505.2 مليون دولار) خلال الشهر.
جدير بالذكر أن المملكة المغربية ونظيرتها السعودية كانتا سنة 2023 من بين أكثر الدول العربية استيرادا للديزل الروسي سنة 2023، حيث صادرات الديزيل من الموانئ الروسية باتجاه الدول الإفريقية بلغت السنة الماضية حوالي 10.2 مليون طن، أي ما يناهز 74.5 مليون برميل، وهو ما يمثل ضعف الكمية التي تم استيرادها سنة 2022 إذ لم تتجاوز 2.4 مليون طن.
ووفقا لبيانات صادرة عن بورصة لندن للغاز “LSEG”، فإن المغرب إلى جانب كل من ليبيا وتوغو وتونس وغانا، كان على رأس قائمة الدول المستوردة للديزل الروسي.
