الدار/ تحليل
أصدر أعضاء اللجنة التنسيقية للقاءات المشتركة بين مجلسي النواب والدولة بيانًا ختاميًا يعكس نجاح اللقاء الذي استضافته المملكة المغربية في مدينة بوزنيقة. البيان، الذي عبّر عن شكر وتقدير كبيرين للمملكة المغربية على دورها البناء في تسهيل الحوار بين الأطراف الليبية، أكد التزام المجتمعين بمواصلة العمل من أجل تحقيق توافق حقيقي يخدم توحيد مؤسسات البلاد وإنهاء المرحلة الانتقالية.
هذا اللقاء، الذي جاء في توقيت حساس، يحمل أبعادًا استراتيجية تتجاوز الحدود الليبية. فقد أظهر البيان تصميم الأطراف الليبية على عقد الاجتماعات داخل ليبيا أو خارجها في أي مكان تتوفر فيه الظروف الملائمة، وهو ما يشكل رسالة واضحة تؤكد استقلالية القرار الليبي ورفضه لأي تدخلات تعيق تحقيق توافق وطني.
الجزائر، التي لطالما حاولت تقديم نفسها كوسيط في الأزمة الليبية، تجد نفسها اليوم أمام واقع جديد يُبرز نجاح المغرب في لعب دور أكثر فعالية ودبلوماسية في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية. وهذا النجاح لم يكن فقط سياسيًا، بل كشف عن عمق العلاقات التاريخية والثقة المتبادلة بين المغرب وليبيا.
إن صرخة الأطراف المعارضة لهذا الحوار الناجح ليست سوى انعكاس لمدى التأثير الذي أحدثه هذا اللقاء على موازين القوى الإقليمية. النظام الجزائري، الذي يسعى جاهدًا للحفاظ على نفوذه في المنطقة، يرى في كل تقدم ليبي تحت مظلة مغربية ضربة قاسية لمشروعه الدبلوماسي. فبدلًا من التركيز على دعم الحلول الواقعية، اختار العالم الآخر التشكيك في اللقاءات والإصرار على تعطيل مسار الحوار.
لكن هذه المحاولات تبدو عاجزة عن إيقاف الزخم الإيجابي الذي بدأ يظهر بوضوح في الساحة الليبية. فقد أثبت المجتمعون في بوزنيقة أن الإرادة الليبية أقوى من كل العراقيل، وأن الحوار هو السبيل الأمثل لتحقيق التوافق وإنهاء معاناة الشعب الليبي.
يُعد نجاح لقاء بوزنيقة خطوة مفصلية في مسار الحوار الليبي، بينما تظل الأصوات المعارضة انعكاسًا لخيبة أملها من فقدان نفوذها. ليبيا اليوم بحاجة إلى مزيد من التعاون والعمل المشترك، بعيدًا عن الحسابات الضيقة، لتحقيق الأمن والاستقرار الذي طالما انتظره شعبها.