الجمعة, يناير 17, 2025
Google search engine
الرئيسيةالرئيسيةلا تمت قبل ان تكون نِدّا – لكم-lakome2

لا تمت قبل ان تكون نِدّا – لكم-lakome2


قال الأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني: “لا تمت قبل أن تكون ندًا لعدوك.”

آراء أخرى

وكذلك فعل أبطال غزة، الذين يستعدون الآن لتوقيع اتفاقية هدنة مع عدوهم الإسرائيلي المباشر، وعدوهم الأمريكي غير المباشر.

نعم، قتل الإسرائيليون أكثر من 50 ألف شهيد في غزة، وأصابوا أكثر من 150 ألفًا بجروح وإعاقات متفاوتة، اغتالو القادة في غزة وخارجها ،وحوّلوا 360 كيلومتر مربع إلى أرض غير صالحة للعيش، لكنهم لم يخرجوا منتصرين. بل خرجوا بإصابات وأعطاب قاتلة على المدى المنظور للمشروع الصهيوني وحلم تأسيس دولة “غير قابلة للزوال” وبإمكانية تعايش يهود من مشارب مختلفة وايديولوجيات متخلفة وأنماط تدين مختلفة على نفس الأرض …تابعوا التناقضات الداخلية التي ستنفجر بعد نهاية الحرب داخل اسرائيل ….

هذه ليست رومانسية ثورية ولا إنكارًا للواقع. فاليوم، وأمام ضريبة الدم الفادحة التي دفعها الفلسطينيون واللبنانيون، باتت إسرائيل متهمة بأخطر جريمة على وجه الأرض: جريمة الإبادة الجماعية.

إسرائيل الأخلاقية، التي قُدِّمت للعالم كدولة جاءت لتأسيس وطن آمن لليهود، أصبحت دولة مجرمة وعنصرية ومتطرفة دينيًا. وفوق ذلك، لم تعد هناك على امتداد الكوكب بقعة أخطر على حياة اليهودي من دولة إسرائيل نفسها. اليوم، لا يتعرض اليهودي لأي خطر في أمريكا، أو أوروبا، أو آسيا، أو إفريقيا، أو أستراليا، لكن حياته مهددة في “الأرض الموعودة”.

لماذا؟

لأن الحلم اصبح كابوسا والوعد الذي بني عليه كان أسطورة والجيش الأخلاقي صار بلا غطاء اخلاقي الان ولأن أصحاب الأرض الحقيقيين لم يستسلموا للمحتل، ولم يقبلوا برفع الراية البيضاء. هذه المقاومة هي التي تجعل مشروعية دولة الاحتلال محل سؤال وتشكيك حقيقي على مدار كل يوم .

فما بالك وقد صار قادة دولة الاحتلال ورموزها مطلوبون للاعتقال في اكثر من 120 دولة في العالم بمذكرة من المحكمة الجنائية الدولية .
هل للمقاومة ثمن؟

نعم.

هل هو فادح؟

نعم.

هل هو مجدٍ؟

نعم.

هل من دليل على ذلك؟

نعم.

لقد تحررت شعوب كثيرة في التاريخ الحديث عن طريق المقاومة، رغم الاختلال الواضح في ميزان القوى بينها وبين المحتل.

من أمريكا إلى فرنسا، إلى فيتنام، إلى الجزائر، إلى المغرب، إلى جنوب إفريقيا، إلى أفغانستان، إلى العراق…

إسرائيل دمرت كل شيء… ثم ماذا؟

إسرائيل دمرت البشر والحجر والشجر، وقتلت آلاف الأطفال، بسلاح وغطاء أمريكي وأوروبي، وعجز عربي… ثم ماذا؟

اليوم، تتفاوض إسرائيل مع من بقي من قادة حماس، داخل انفاق غزة وفي الخارج.

فأين هي أهداف نتنياهو التي أعلنها طوال الأشهر الخمسة عشر الماضية؟ لنتذكر ونذكر فعدو المحتل اي محتل هو الذاكرة :

• استعادة الأسرى بالقوة → (لم يرجعهم إلا بالتفاوض، وبمقابل آلاف الأسرى الفلسطينيين).

• القضاء الكلي على حماس → (ما زالت حماس تقاوم حتى الآن، وتقتل الجنود الإسرائيليين كل يوم تقريبا.)

• احتلال غزة وإعادة ضمها لإسرائيل → (إسرائيل تتعهد في مسودة الصفقة بالخروج التدريجي من غزة.)

• تهجير الفلسطينيين إلى الخارج → (تبخر هذا الهدف لم يغادر غزة سوى مئات من الجرحى للعلاج في الخارج .)

• إجبار حماس على تسليم سلاحها → (غير موجود في مسودة الاتفاق، مما يعني أن المقاومة لم تخضع لشروط العدو. وهذا أحد موانع إعلان إسرائيل انتصارها، لأن أي انتصار يتطلب نزع سلاح المهزوم وفرض كل الشروط الاستسلام عليه دققوا في كل معاهدات الاستسلام في التاريخ الحديث .)

• إدخال قوات عربية وأمريكية وأوروبية لتحل محل حماس في إدارة غزة → (لا ذكر لهذا في مسودة الاتفاق. ستبقى حماس، بشكل من الأشكال، جزءًا من إدارة غزة وفق إرادة الفلسطينيين وحساباتهم، وليس وفق تحكم إسرائيل وأمريكا.)

• تسليم حكم غزة للعشائر أو بقايا سلطة عباس → (هذا أيضًا وهمٌ تبخر، وفشل حتى قبل هذا التاريخ.)

الخلاصة:

إسرائيل دخلت الحرب بأهداف كبرى، لكنها لم تحقق منها سوى قتل الأطفال والنساء والشيوخ وارتكاب جرائم حرب خطيرة . وعلى الرغم من حجم الدمار والخسائر الفادحة، فإن الشعب الفلسطيني لم يُهزم، ولم يرفع الراية البيضاء. المقاومة دفعت ثمنا لهجوم السابع من اكتوبر من دم قادتها ورموزها ومقاتليها لكنها لم تُكسر، ولم تُنزع أسلحتها، ولم تُفرض عليها الشروط قاتلة لامكانية الانبعاث من جديد وإعادة تجريب فعل المقاومة بأساليب جديدة وجيل جديد ومعادلات جديدة …

وهذا، في حد ذاته، ليس مكسبا صغيرًا الذين يقارنون حسابيا بين ما خسرته اسرائيل وما خسره الفلسطينيون لا يفهمون شيء في التاريخ وفي الجغرافية السياسية وفي صعود ونزول المشاريع الاستعمارية او كانت القوة العسكرية هي الأساس في بقاء الدول والإمبراطوريات لما انهار الاتحاد السوفياتي قبل 35 سنة فقط .. ومن يعش يروي.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات