DR
مدة القراءة: 3′
في العامين الأخيرين، شهد المغرب زيادة مفاجئة في حالات الإصابة بالحصبة “بوحمرون”، حيث تم تسجيل 25,000 حالة منذ شتنبر 2023، مع 120 حالة وفاة حسب المعطيات الصادرة عن مسؤولي الصحة. وأشار وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، إلى أن معدل الإصابات بلغ 52.2 حالة لكل 100,000 نسمة، مع معدل وفيات قدره 0.55%. وتجدر الإشارة إلى أن نصف حالات الوفاة تقريبًا كانت بين الأطفال دون سن الـ12 عامًا.
ويرجع خبراء الفيروسات هذا التفشي إلى تراجع معدلات التلقيح بسبب التردد المتزايد في أخذ اللقاحات عقب أزمة كوفيد-19.
معركة المغرب ضد الحصبة منذ الثمانينيات
بدأت جهود المغرب للقضاء على “بوحمرون” منذ إدخال اللقاح لأول مرة في عام 1981. وبلغ عدد الحالات المسجلة 63,180 في 1982 و80,806 في 1983، إلا أنه انخفض إلى 11,484 حالة بحلول 1984. ووفقًا لدراسة نُشرت في 2014 بالمجلة العلمية الأوروبية، انخفضت الإصابات من 120,000 حالة سنويًا قبل إدخال اللقاح إلى 4,216 حالة في 1985.
استمر الانخفاض لمدة ثلاث سنوات فقط، إذ ارتفع عدد الحالات إلى 26,621 في 1987، مما دفع الحكومة لإطلاق أيام التلقيح الوطنية، ما رفع نسبة التغطية من 73% في 1987 إلى أكثر من 93% بحلول 1996.
التحاق المغرب بمبادرات دولية وإدخال الجرعة الثانية
في 1997، انضم المغرب لبرنامج منظمة الصحة العالمية (WHO/EMRO) للقضاء على الحصبة، معتمداً على جرعة واحدة تُعطى عند عمر 9 أشهر، مما أدى إلى دورات وبائية كل 4-5 سنوات. وفي 2003، استجابةً لتوصيات المنظمة، تم إدخال جرعة ثانية للأطفال عند دخول المدرسة (عمر 6 سنوات)، مما أسهم في انخفاض الحالات إلى 6,511 في 2004، و2,212 في 2005، و1,217 في 2006.
رغم ذلك، شهد 2007 ارتفاعًا إلى 2,248 حالة بسبب سلالات مستوردة مثل D7 وB3.2 ثم D8، والتي أصبحت متوطنة في البلاد.
أطلق المغرب في 2008 حملة تلقيح جماعي استهدفت 3.5 مليون طفل بين 9 أشهر و14 سنة، وبلغت معدلات التغطية 96% للفئة العمرية 5-59 شهرًا و100% للفئة 5-14 سنة. وتبعتها حملة مماثلة في 2013 استهدفت الفئة العمرية 9 أشهر – 19 سنة، مما أدى إلى انخفاض الحالات إلى 92 في 2013 و96 في 2014.
عودة انتشار “بوحمورن”
رغم تحقيق المغرب معدلات إصابة منخفضة تقل عن حالة واحدة لكل مليون شخص، وارتفاع نسبة التغطية إلى أكثر من 95%، إلا أن البلاد شهدت ارتفاعًا في الإصابات منذ 2020، متزامنًا مع تفشيات عالمية.
وفي 2024، أظهرت تقارير وزارة الصحة انخفاضًا مقلقًا في معدلات التلقيح في المناطق الحضرية، مما أدى إلى زيادة الإصابات. وفي يناير 2025، شددت الوزارة على تعزيز التنسيق المحلي لمكافحة تفشي المرض، مؤكدة أن جميع الجهات باتت متأثرة، مما يستدعي إجراءات عاجلة.
وسط انتشار مرض بوحمرون في المملكة وارتفاع مستوى القلق، أكد مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، أمس الخميس، أن الحكومة، من خلال وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تبذل جهودًا مكثفة لمكافحة مرض الحصبة (بوحمرون)
أوضح بايتاس، خلال لقاء صحافي عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، أنه تم في هذا الإطار، إرساء نظام اليقظة والتتبع على مستوى المركز الوطني للعمليات الطارئة للصحة العامة، و12 مركزا إقليميا للطوارئ الصحية.
وأضاف الوزير، في معرض جوابه على أسئلة الصحفيين، أنه تم أيضا إطلاق حملة وطنية استدراكية عاجلة للتلقيح ضد الحصبة وأمراض أخرى ابتداء من 28 أكتوبر 2024 والتي تقرر تمديدها.