الجمعة, يناير 24, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيكيف تشكل الكيمياء الشخصية بين ترامب ونتنياهو مستقبل الشرق الأوسط؟ – لكم-lakome2

كيف تشكل الكيمياء الشخصية بين ترامب ونتنياهو مستقبل الشرق الأوسط؟ – لكم-lakome2


قالت مجلة “فورين أفيرز” إن الكيمياء الشخصية بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ستكون عاملًا حاسمًا في توجيه سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل. وأوضحت أن ترامب، المعروف بأسلوبه الصدامي وشغفه بتحقيق “الصفقات الكبرى”، قد يكون أكثر قدرة من الرئيس الحالي جو بايدن على الضغط على نتنياهو لاتخاذ قرارات جريئة مثل السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو ما لم يفعله بايدن.

واستشهدت المجلة الأمريكية بموقف ترامب خلال مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث أرسل مبعوثه للشرق الأوسط ستيفن ويتكو ليقرأ على نتنياهو تعليمات صارمة، مما ساهم في إتمام الصفقة حتى قبل توليه منصبه رسميًا.

 

نُذُر شُؤم

نشرت “فورين أفيرز” في عددها الأخير مقالًا تحليليًا للكاتب والمحلل الاقتصادي الفلسطيني راجا الخالدي، تناول فيه الاحتمالات المتعلقة بسياسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط إذا ما عاد إلى البيت الأبيض. الخالدي، الذي يشغل منصب المدير العام لمعهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطينية منذ نونبر 2019، استعرض الأبعاد السياسية والاقتصادية والإقليمية التي قد تؤثر على قرارات الإدارة الأمريكية في حال تسلمها زمام الأمور مجددًا.

حسب المقال، فإن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تحمل تأثيرات غير متوقعة على مستقبل الشرق الأوسط. وبينما تتشابك العوامل الإقليمية والدولية، يظل مصير الفلسطينيين معلقًا بمدى قدرتهم على تحقيق الوحدة وتجديد مشروعهم الوطني، ومدى استعداد القوى الإقليمية، وعلى رأسها السعودية، للعب دور أكثر فاعلية في دعم حقوقهم.

ورجحت المجلة العريقة أن يستخدم ترامب المساعدات الاقتصادية والاستثمارات كأداة للضغط على الفلسطينيين. وذكرت أن ترامب قد يسعى إلى تحقيق “سلام اقتصادي” يعتمد على تعزيز الاستثمارات الإقليمية في المناطق الفلسطينية، وربطها بشروط سياسية تخدم مصالح إسرائيل. هذا النهج يمكن أن يتضمن مشاريع اقتصادية ضخمة مثل ممرات التجارة والطاقة التي تربط إسرائيل بالدول الخليجية عبر الأردن، مما يعزز العلاقة بين الدول العربية وإسرائيل. ورغم أن هذا قد يؤدي إلى تحسين بعض الجوانب المعيشية في فلسطين، إلا أنه سيظل مجرد بديلاً للحقوق الوطنية الفلسطينية، مما يساهم في تقوية الهيمنة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية ويزيد من تعقيد إمكانية الوصول إلى حل سياسي عادل.

وأشار الخالدي إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي يسيطر عليها أطراف يمينية متشددة مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، تتبنى موقفًا معلنًا يرفض أي شكل من أشكال الدولة الفلسطينية. وأضاف أن هذه الحكومة تعمل بنشاط على فرض عقوبات مالية وسياسية على السلطة الفلسطينية، التي تواجه حالة ضعف غير مسبوقة. ومع ذلك، يطرح الكاتب فكرة أن ترامب، إذا قرر تغيير مسار سياسات بايدن، قد يتدخل في السياسة الإسرائيلية الداخلية لدعم زعيم قادر على تقديم تنازلات تاريخية، وهو احتمال قد يثير قلق نتنياهو.

وأوضح أن الديناميكيات الإقليمية في الشرق الأوسط تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل السياسات الأمريكية. فإيران تواجه ضغوطًا كبيرة على الصعيد الإقليمي، في حين أن الحرب في سوريا دخلت مرحلة جديدة تتنافس فيها القوى الإقليمية على النفوذ. واستغلت إسرائيل هذا الفراغ لاحتلال أراضٍ سورية وقصف مستودعات أسلحة ومنشآت عسكرية. وأكد الخالدي أن مثل هذه التطورات قد تفتح المجال أمام ترامب لاستغلال الوضع لتحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية تخدم مصالح إدارته.

“لا حرب ولا سلام”

وفقا للخبير الاقتصادي فإن غرور ترامب ورغبته في تحقيق مجد شخصي من خلال تأمين اتفاق تاريخي بين الإسرائيليين والفلسطينيين قد يدفعانه إلى محاولة تجاوز إخفاقاته السابقة في هذا الملف. ويرى الكاتب أن ترامب قد أدرك خلال ولايته الأولى أن أي صفقة لا يمكن أن تُنفذ دون موافقة فلسطينية ودعم عربي. وبهذا السياق، يمكن للسعودية أن تلعب دورًا حاسمًا في هذا الملف، خاصة إذا ما أصرت على ربط تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بتحقيق تقدم ملموس نحو إقامة دولة فلسطينية.

ورسم الخالدي صورة قاتمة لمستقبل الفلسطينيين في ظل استمرار الوضع الحالي، واصفًا إياه بأنه مستقبل “لا حرب ولا سلام”. وأوضح أن الفلسطينيين قد يواجهون مزيدًا من القمع والمقاومة المحدودة، إلى جانب استمرار المواجهات مع المستوطنات الإسرائيلية المتزايدة وتدهور الأوضاع الإنسانية في غزة. ومع ذلك، أشار المقال إلى أن الإيمان بحق الفلسطينيين في المقاومة لتحقيق حقوقهم الوطنية والإنسانية ما زال حيًا في الرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي.

وأكد المقال على أهمية الوحدة الفلسطينية كشرط أساسي لتحقيق مستقبل أفضل. ودعا إلى تجديد المشروع الوطني الفلسطيني بما يتناسب مع التحديات الحالية، مع التركيز على إقامة مؤسسات جديدة ضمن إطار دولة فلسطينية تكون عنوانًا موحدًا للهوية الوطنية. ورغم أن إقامة الدولة قد لا تكون خيارًا فوريًا، إلا أن الكاتب يرى أن الوحدة الفلسطينية بالتوازي مع موقف سعودي قوي يمكن أن يشكلا ضغطًا على إسرائيل وترامب لدفع عجلة المفاوضات نحو حل الدولتين.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات