بعد إسناد تنظيم نهائيات كأس العالم في ذكراها المئوية للملف المشترك للمغرب وإسبانيا والبرتغال، أضحت التكلفة وأرباح العرس الكروي العالمي تشغل الصحافة العالمية، سيما في ظل النسخة الاستثنائية التي ستنظم في ثلاث قارات للمرة الأولى في التاريخ.
ومنح كونغرس الاتحاد الدولي كرة القدم “فيفا”، يوم أمس الأربعاء، تنظيم كأس العالم 2030 للملف المشترك للمغرب وإسبانيا والبرتغال، مرشحا وحيدا، في حين منح تنظيم المباريات الثلاث الأولى من المسابقة للباراغواي والأوروغواي والأرجنتين، احتفاء بذكرى أول مسابقة بأرض “السيلستي” سنة 2030.
المغرب.. التنظيم المشترك يقلّص الفاتورة
ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة تنظيم مونديال 2030 بين 15 و20 مليار دولار أمريكي (بين 150 و200 مليار درهم مغربي)، وهي تكلفة توازي كلفة النسخة المقبلة لكأس العالم المقررة بأمريكا وكندا والمكسيك صيف 2026، وأقل بأكثر من 10 أضعاف تكلفة مونديال قطر (220 مليار دولار).
ووفق تقرير مركز “سوجي كابيرتال جيستيون”، فإن حصة المغرب من مصاريف تنظيم كأس العالم ستتراوح بين 5 و6 ملايير دولار أمريكي (بين 50 و60 مليار درهم مغربي).
واستندت توقعات التقرير إلى فرضيات تنظيم 30 مباراة في المغرب في 6 مدن، ومتوسط كلفة تنظيم كأس العالم التي يحددها الاتحاد الدولي لكرة القدم في قرابة 1.97 مليار دولار، إضافة إلى فرضيات المركز.
وتوقع المصدر ذاته أن تصل كلفة إعادة تهيئة الملاعب الكبرى لتستجيب لمعايير مباريات كأس العالم إلى 17 مليار درهم، و8 ملايير لتهيئة ملاعب التداريب، و17 مليار درهم لرفع خدمات النقل والبنى التحتية، و10 ملايير للتنظيم.
وأكد التقرير أن تمويل كلفة المونديال سيتم من طرف الدولة بما ينهاز 25 مليار درهم، و17 مليارا للمؤسسات العمومية، و10 مليارات درهم من مصادر أخرى.
إسبانيا.. عائدات قياسية
وفي إسبانيا، يتوقع أن يساهم تنظيم نهائيات كأس العالم بـ5.12 ملايير يورو في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وأكثر من 5.5 ملايير في الإنفاق السياحي، وفق ما كشفته صحيفة “إل بيريوديكو” الإسبانية.
وتقدر الحكومة الإسبانية توليد كأس العالم حجم معاملات يفوق 5 ملايير يورو وخلق 82.513 منصب عمل بدوام كامل، يضاف إليهما استهلاك زوّار البلد الإيبيري سنة 2030 لما يناهز 5.5 ملايير يورو.
وتؤكد الصحيفة أن تنظيم مونديال 2030 في ثلاث دول سيخفض تكلفة المسابقة بشكل كبير على إسبانيا والمغرب والبرتغال، وستصل بالجارة الشمالية مليارا و430 مليون يورو فقط.
ويتوقع أن ارتفاع مداخيل إسبانيا بنسبة 5 بالمئة مقارنة بالنسخة السابقة من حيث الجمهور، مدفوعة بقيمة الحقوق النقل التلفزي والتسويق.
وأبرزت “إل بيريوديكو” أن مبيعات التذاكر والخدمات الخاصة يتوقع أن تتجاوز في إجمالي المداخيل الأساسية نسبة 20 بالمئة (أكثر من 190 مليون يورو)، في حين من المرتقب أن تتجاوز مداخيل استهلاك الطعام والشراب 2.8 مليون يورو.
وأشارت إلى أن المصاريف الرئيسية ستكلف إسبانيا 320 مليون يورو في التشغيل بالتلفزيون، و240 مليونا أجور أطقم العمل، و128 مليونا للخدمات الفنية، و90 مليونا للخدمات والمعدات، و101 مليون يورو لوسائل النقل، 47 مليونا للخدمات التقنية، و32 مليونا للأمن والحماية.
البرتغال.. القطعة الأصغر من الكعكة
أما البرتغال، فقد كشف مركز “برايس ووترهاوس كوبرز” أنه من المتوقع أن تعزز كأس العالم 2030 جاذبية السياحة باستقبال ما بين 300 إلى 500 ألف زائر، الذين سينفقون ما بين 500 و660 مليون يورو على التجارة والمنتجات والخدمات المحلية.
وأوضح المركز أن “مونديال 2030 سيكون له تأثير يزيد عن 800 مليون يورو في الناتج المحلي الإجمالي، وسيخلق 20 ألف وظيفة في البرتغال”.
وأضاف المصدر ذاته أن “العائدات اللامادية، مثل الرفاهية، ستتجاوز 8.5 أضعاف الاستثمار الذي تم إنفاقه في تنظيم هذا الحدث”.
صحيفة “إيبولا” البرتغالية، أكدت أنه استنادا إلى توقعات الإسبان الذين سيستضيفون العدد الأكبر من المباريات بإنفاق قرابة مليار ونصف مليار يورو، فستكون التكاليف التقريبية للبرتغال 350 مليون يورو، نظرا لأنها ستستضيف أقل عدد من المباريات ما بين 15 و18 مباراة.
“برايس ووترهاوس كوبرز” أكد أنه بالإضافة إلى الأثر الاقتصادي والاجتماعي المباشر، فإن كأس العالم سيترك إرثا دائما على العلامات التجارية البرتغالية والسياحة، وعلى جودة العمالة والتماسك الاجتماعي، وعلى قطاع الصحة والعلاقات الدولية.
وتشارك البرتغال لأول مرة في تنظيم كأس العالم، بعد أن استضافت بطولة أوروبا 2004، بينما نظمت إسبانيا بطولة أوروبا 1964 وكأس العالم 1982، في حين استضاف المغرب كأس الأمم الإفريقية مرة واحدة سنة 1988، وسينظمها للمرة الثانية نهاية العام المقبل.