هبة بريس – محمد زريوح
أعلنت الجالية المغربية المقيمة في ألمانيا عن إطلاق حملة رمزية تحمل عنوان “كلنا مغاربة”، تهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية بين المغاربة في الداخل والخارج، وتجديد الفخر بالهوية المغربية.
و تأتي هذه المبادرة في سياق متزايد من التحديات السياسية والاجتماعية التي تحاول التأثير على التماسك الوطني، وهي خطوة تعبّر عن إصرار المغاربة على التمسك بجذورهم الثقافية وإرثهم الحضاري رغم المسافات الجغرافية.
الحملة، التي تتمثل في لوحات بصرية تضم صورًا شخصية للمشاركين على خلفية العلم الوطني، تعد تعبيرًا جماعيًا عن قوة الانتماء وروح التضامن التي تجمع المغاربة حول العالم.
وتهدف إلى التأكيد على أن الهوية المغربية ليست مجرد مفهوم جغرافي، بل هي شعور مشترك يربط بين الأفراد أينما كانوا.
البيان الصادر عن منظمي الحملة شدد على أن هذه المبادرة تتجاوز كونها رد فعل على التحديات الخارجية، لتصبح رسالة عالمية تسلط الضوء على التاريخ المشترك والقيم الراسخة للمغاربة.
كما أكد أن الوحدة الوطنية والتنوع الثقافي يشكلان مصدر قوة وإلهام للمغرب، ما يجعله نموذجًا للتعايش والانفتاح.
الحملة جاءت أيضًا كرد على محاولات الإساءة للجالية المغربية في ألمانيا، بعد تصريحات مسيئة أطلقها أحد أعضاء حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، والتي ربطت المغاربة بشكل غير منصف بالجريمة والبطالة.
هذه التصريحات أثارت استياء واسعًا داخل الجالية المغربية، التي أكدت أن مثل هذه الاتهامات تفتقر إلى الأسس الواقعية وتعد عائقًا أمام جهود الاندماج والتعايش السلمي.
الجالية المغربية في ألمانيا سلطت الضوء على الدور المهم الذي لعبته في بناء المجتمع الألماني على مدى العقود الماضية. فقد ساهم المغاربة في مختلف القطاعات الحيوية، من الصحة والتعليم إلى البحث العلمي والصناعة. كما أن العديد من المغاربة يشغلون مناصب مرموقة في الشرطة والجيش والإدارة العامة، ما يعكس عمق اندماجهم ونجاحهم في المساهمة الفعالة داخل المجتمع الألماني.
وأوضح البيان أن الهوية المغربية تظل عاملًا موحدًا لا يمكن المساس به، فهي ليست مجرد ارتباط بالماضي، بل أداة لبناء مستقبل مشترك.
الجالية المغربية أكدت أن تمسكها بهويتها لا يتعارض مع انفتاحها على الثقافات الأخرى، بل يعزز من قدرتها على تحقيق التوازن بين التقاليد والحداثة.
الحملة تأتي أيضًا في إطار تعزيز التفاهم الثقافي بين الشعوب، حيث يرى المغاربة في ألمانيا أن إبراز ثقافتهم وتراثهم العريق يعزز صورة المغرب على الساحة الدولية.
كما تمثل الحملة دعوة للجاليات الأخرى للتكاتف ضد الشعبوية والكراهية، وتعزيز القيم الديمقراطية والتعايش السلمي.
وفي ختام الحملة، أكدت الجالية أن الهوية الوطنية ليست مجرد رمز، بل هي التزام يومي بالدفاع عن القيم المشتركة والعمل على ترسيخها في الأجيال القادمة.
كما دعت إلى مزيد من الحوار والتعاون بين المغاربة في الداخل والخارج لمواجهة التحديات المشتركة، مع الحفاظ على الروابط الثقافية والتاريخية التي توحدهم.
حملة “كلنا مغاربة” ليست فقط تذكيرًا بالاعتزاز بالوطن، بل هي أيضًا رسالة أمل بأن قوة الهوية الوطنية قادرة على تجاوز الحدود الجغرافية والثقافية، لتصبح جسرًا للتواصل والتفاهم بين المجتمعات.
الجالية المغربية في ألمانيا أكدت التزامها بمواصلة العمل لتعزيز الوحدة الوطنية، والدفاع عن قيم التعايش والتنوع التي تجعل من المغرب نموذجًا يُحتذى به على مستوى العالم.