الجمعة, يناير 31, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيكفن الرئيس - الأخبار جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

كفن الرئيس – الأخبار جريدة إلكترونية مغربية مستقلة


 

حسن البصري

استفاق عادل هالا، رئيس الرجاء الرياضي المستقيل، من نومه فعثر داخل حديقة بيته، على دمية ملفوفة في كفن وعلى الكفن عبارات جنائزية. بالرجوع إلى كاميرات المراقبة، سيتبين أن أشخاصا ملثمين نزلوا من سيارة ونفذوا العملية الترهيبية في حدود الساعة الثالثة صباحا، ثم اختفوا عن الأنظار.

فهم الرئيس الرسالة الملفوفة في كفن، فتوجه إلى ولاية الأمن، حيث وضع شكواه ضد «كوموندو الموت»، ثم حزم حقائبه استعدادا للمغادرة الاضطرارية.

باسم «من الحب ما قتل» يستبيح العاشقون سفك الدماء، فقط ليكتبوا بها عبارات الوفاء بدل الحبر الصيني. باسم «بالروح بالدم نفديك يا فريقي» يحفر المتيمون بعشق الكرة القبور، لمن رفعوهم يوما فوق الأكتاف.

ليس رئيس الرجاء هو الوحيد الذي تلقى تهديدا بالقتل، ليس الوحيد من بين رؤساء الفرق المغربية، الذي أجبر أفراد أسرته على العيش في كنف الرعب. فقد سبقه رؤساء أدوا ضريبة «الرياسة»، فلم يجدوا بدا من إخفاء ملامح وجوههم المألوفة خلف نظارات سوداء، وزجاج نوافذ داكن مضاد للشتائم والبصاق واللعنات.

في المنصة «الشرفية» لملعب البشير بالمحمدية تعرض الرئيس الأسطوري للوداد عبد الرزاق مكوار، لغارة مفاجئة من مشجعين وداديين أسقطته أرضا، فلعن الكرة وأقسم على اعتزال صخبها، وحين مات سار المهاجمون خلف جنازته الحاشدة، وهم يرددون أدعية الرحيل، ويدعون للفقيد بالرحمة والغفران.

أما الغارات الفايسبوكية فحدث ولا «هرج»، ففي الفضاء الأزرق تحريض على الضرب والقذف والنحر بكل اللغات، ودون اعتبار لنفسية الأبناء.

حين هاجم جمهور الرجاء رئيسهم الأسبق عبد الله غلام، قال كلمته المأثورة: «سيأتي يوما على فريقي لن يعثر فيه على رئيس»، كان يقصد في كلمته التي ألقاها في جمع عام صاخب، رئيسا في قيمة الرجاء.

مرت الأيام وتبين صدق كلام غلام، فقد اعتذر حكماء الرجاء واختاروا الحب عن بعد والمساهمة عن بعد، في زمن أصبحت أسماء زوجات الرؤساء وأبنائهم متاحة في منصات التواصل الاجتماعي، لمن يهوى الغارات عن بعد في ساحة المعارك الافتراضية.

في العام الماضي، اغتيل إدغار بايز، رئيس نادي تيغريس الكولومبي، رميا بالرصاص، بعد هزيمة فريقه ضد نادي أتلتيكو فوتبول، بفارق هدف واحد، في دوري الدرجة الثانية الكولومبي لكرة القدم.

كان إدغار عائدا إلى منزله رفقة ابنته، بعد نهاية المباراة، ليعترضهما مسلحان في منطقة قريبة من الملعب، وأطلقا عليه ثلاث طلقات نارية في صدره ورقبته ورأسه، ليفارق الحياة بعد ساعات قليلة في إحدى العيادات الطبية، وسط العاصمة الكولومبية بوغوتا.

اعتقل القاتلان وبعد أن صدر في حقهما حكم بالمؤبد، أصبحا رمزا للوفاء وملأت صورهما حيطان بوغوتا، وفي المدرجات نسي الجمهور الرئيس المقتول وطالبوا بالحرية للقاتلين.

الغارات لا تقتصر على رؤساء فرق أمريكا اللاتينية، فقد نجا مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك المصري السابق، من مذبحة، فعينت شرطة القاهرة فيلقا لتأمين سلامة الرئيس وأفراد أسرته.

ولم يسلم بيت محمود الخطيب، رئيس نادي الأهلي المصري، من غضبات الجماهير، لكن لحسن حظه كان خارج البيت الذي تعرض للسرقة.

وفي ليبيا نجا أسامة بوزيد، رئيس نادي النصر لبنغازي، من محاولة اغتيال أمام منزله، بعد الهجوم عليه من قبل شخصين يمتطيان سيارتين مجهولتي الترقيم.

قد نصنف هذه الغارة في خانة الانفلات الأمني الذي كانت تعرفه ليبيا، لكن ما يحصل في دول «آمنة» يفرض دق ناقوس الخطر.

الآن يمكن أن نفهم لماذا عين عزيز بدراوي، رئيس الرجاء السابق، «بوديغاردا» خاصا به، قبل تعيين أعضاء مكتبه المسير.

وسنفهم لماذا قال الرئيس المراكشي الشاعر: جلدي هو كفني.

 

 







Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات