اعتبر مصطفى اليحياوي، أستاذ الجغرافيا السياسية وتقييم السياسات العمومية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، أن إقدام جبهة البوليساريو على إطلاق مقذوفات متفجرة على جماعة المحبس الحدودية بالصحراء المغربية، يشير إلى “كبرياء منهزم يكابد أوجاع اللكمات المتتالية” في إشارة منه إلى النظام الجزائري.
وقال الخبير المغربي إن العسكر الجزائري بصدد إعمال قراءة متهورة لمجريات التقدم الحاصل، سواء فيما يخص الموقف الصريح لفرنسا من ملف الصحراء المغربية، أم فيما يخص قرار المجلس الدولي الأخير بشأن هذا الملف، والذي يدعو إلى إيجاد حل سياسي “واقعي ومقبول”.
وأشار اليحياوي في تصريح لجريدة “العمق” إلى “هذه القراءة المتهورة لن تزيد موقف المغرب إلا قوة في سياق جيوسياسي يتحول بسرعة نحو إعادة ترتيب العلاقات بين القوى العالمية فيما يتعلق بتدبير النزاعات في مناطق التوتر” وفق تعبيره.
ويرى اليحياوي أن “خيار الانفعال المصحوب بكبرياء المنهزم الذي يكابد أوجاع اللكمات المتتالية، سيجعل الجزائر في الزاوية المغلقة التي أفضت في مختلف تاريخ الصراعات الدولية إما إلى موقف هتلر حينما أعلن الأرض المحترقة بعد استشعاره لنهاية وشيكة، وإما إلى موقف مختلف حكام الحضارة الصينية على ممر التاريخ حيث كان الاختيار دائما ضبط النفس وتجاوز الحرب بتسويات تزيد من فرص التجارة”.
وأوضح أن “خيار انتصار المنتظم الدولي لأطروحة الجيل الأول لعسكر الجزائر غير وارد ما دام رهان التفاوض السلمي خيار مغربي يتعالى على الرشق العشوائي لقذائف غير ذي جدوى على مستوى تغيير واقع الحياة في جغرافيا تزيد فيها فرص التجارة الرابحة العابرة للحدود”.
وأمس الأحد، سقطت مقذوفات أطلقتها جبهة البوليساريو الانفصالية بجماعة المحبس في الصحراء المغربية، بالتزامن مع مهرجان فني يُقام بالمنطقة، دون تسجيل أي إصابات، وفقًا لما أفادت به مصادر لجريدة “العمق”.
وأوضحت المصادر أن المقذوفات سقطت على بُعد مئات الأمتار من خيمة تجمع فيها عدد من المشاركين في المهرجان، ما تسبب في حالة من الهلع المؤقتة، قبل أن يستأنف الحضور فعاليات المهرجان بعد دقائق.
وتشهد جماعة المحبس بإقليم أسا الزاك، من 9 إلى 11 نونبر الجاري، تنظيم الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسيرة الخضراء، احتفاء بالذكرى الـ 49 للمسيرة الخضراء المجيدة.
يُذكر أن جبهة البوليساريو سبق أن أطلقت مقذوفات على مدينة السمارة في أكتوبر من السنة الماضية، ما أدى إلى أربعة انفجارات وخلّف قتيلاً وثلاثة مصابين بجروح متفاوتة، حسب ما أفادت به السلطات حينها.