يواجه سكان الدار البيضاء عملية تضليل غير مسبوقة من قبل بعض تجار اللحوم الحمراء، الذين يبيعون الكبد المستورد، المعروف بجودته الضعيفة، بأسعار تضاهي الكبد المحلي، في ظل غياب رقابة صارمة على الأسواق.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها جريدة “العمق”، فإن الكبد المستورد يباع بالجملة في المجازر بأسعار تتراوح بين 30 و40 درهمًا للكيلوغرام، لكنه يصل إلى المستهلك بأسعار تتراوح بين 160 و170 درهمًا، ما يثير تساؤلات حول هذه الفجوة السعرية الكبيرة وأسبابها.
وأكدت مصادر مطلعة أنه “لا وجود للكبد المحلي حاليًا في جهة الدار البيضاء سطات”، مشيرة إلى أن “المعروض في الأسواق هو كبد مستورد ذو جودة ضعيفة مقارنة بالمنتج الوطني”.
من جانبه، أوضح حسن أيت علي، رئيس المرصد المغربي لحماية المستهلك، أن “الكبد يعد من الأطباق التقليدية المحبوبة في المطبخ المغربي”، لافتًا إلى أن “الارتفاع الملحوظ في أسعاره أثار استغراب المواطنين، خاصة في ظل الشكوك حول جودته ومصدره”.
وأضاف أيت علي، في تصريح لجريدة “العمق”، أن “التفاوت الكبير بين سعر الجملة وسعر التجزئة يطرح علامات استفهام حول ممارسات بعض التجار، الذين يستغلون غياب الرقابة لبيع الكبد المستورد على أنه محلي”، متسائلا: “كيف يبرر هذا الفرق الكبير في الأسعار؟”.
وأشار إلى أن “غياب الشفافية في مصادر الكبد وجودته يجعل المستهلكين في موقف ضعيف أمام هذه التجاوزات”، موضحًا أن “نقص الكبد المحلي في المجازر يفتح المجال أمام بعض التجار لفرض أسعار مرتفعة، ما يحرم المواطنين من منتج يتمتع بالجودة المطلوبة”.
ودعا رئيس المرصد إلى “ضرورة تشديد الرقابة على أسواق اللحوم، وتعزيز آليات التتبع لضمان شفافية المعاملات، وحماية المستهلكين من أي تلاعب”، مشددًا على أن “تنظيم السوق بشكل صارم سيضمن توازن الأسعار وجودة المنتجات، ويعيد الثقة بين المنتجين والمستهلكين”.
