كشفت مصادر مطلعة عن انتشار ظاهرة القمار في بعض مقاهي إقليم الناظور، حيث باتت هذه الفضاءات تستقطب محترفي ألعاب الحظ من مدن سياحية، مثل مراكش وطنجة، مع بداية شهر رمضان.
وحسب جريدة “الصباح”، فإن هذه المقاهي، التي كانت تقليديا فضاءات للراحة والتجمعات الاجتماعية، تحولت إلى أماكن تستضيف مسابقات القمار، مستغلة الإقبال الكبير على لعبة “بينغو”، المعروفة بـ”لعبة الحظ”.
وأضافت الجريدة أن هذه الأنشطة تتعارض مع الأجواء الروحانية التي يفترض أن تميز الشهر الفضيل، إذ أصبحت تجذب زبناء يسعون وراء الربح السريع، في ظل غياب رقابة صارمة.
ووفقا لذات المصدر، فإن هذه الألعاب التي كانت مقتصرة على الكازينوهات، باتت تُمارس داخل بعض المقاهي دون أي ترخيص قانوني، حيث يشارك فيها الزبائن مقابل مبالغ مالية للحصول على بطاقات تحمل أرقاما عشوائية، في انتظار إعلان الفائزين.
ويؤكد المصدر أن هذا النشاط يندرج ضمن القمار المحظور قانونيًا، إلا في إطار تراخيص محددة، ما يطرح تساؤلات حول كيفية السماح به في هذه الفضاءات.
ونقلا عن ذات المصدر، فإن هذه الأنشطة تدر أرباحًا ضخمة على أصحاب المقاهي، مستغلين الطلب المتزايد خلال رمضان، في حين أن تداعياتها الاجتماعية خطيرة، إذ تؤدي إلى إدمان القمار، مما يهدد الاستقرار الأسري للكثيرين.
ويضيف المصدر أن بعض اللاعبين يجدون أنفسهم في وضع مالي صعب، ما يدفعهم إلى الاقتراض أو بيع ممتلكاتهم لتعويض خسائرهم، الأمر الذي يفاقم النزاعات العائلية والمشاكل الاقتصادية.
كما عاينت مصادر “الصباح”، حالة من الاستياء وسط الفاعلين الجمعويين بسبب انتشار هذه الظاهرة غير القانونية، التي تتيح لأصحاب “الكازينوهات السرية” جني أرباح طائلة دون أي رقابة ضريبية، ما يحرم الدولة من موارد يمكن استغلالها في مشاريع تنموية.
وبحسب ذات المصدر، فإن السلطات المحلية في الناظور تتعامل بـ”سلبية” مع هذا الوضع، حيث لم يتم تسجيل أي حملات تفتيش أو إجراءات رادعة لوقف هذه الممارسات، ما يثير تساؤلات حول أسباب هذا التقاعس، خاصة وأن تداعيات القمار تمتد إلى خلق مآسي اجتماعية خطيرة خلال الشهر الفضيل.