قرار جديد تعتزم الحكومة اتخاذه بخصوص قطاع الصحافة والنشر بالمغرب الذي يمر بأزمة اقتصادية غير مسبوقة.
وأعلن محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، عن نهاية الدعم الحكومي الاستثنائي المخصص للقطاع في مارس المقبل بعدما دام أزيد من 4 سنوات.
وأعلن “وزير التواصل” عن هذا القرار خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، المنعقد الثلاثاء.
وأوضح أنه سيتم الشروع بالعمل بالمرسوم الجديد الذي يحدد شروط وكيفيات الاستفادة من الدعم العمومي.
توجه جديد لدعم الصحافة
وكشف بنسعيد أن الهدف الأساسي من المرسوم الجديد هو تعزيز النموذج الاقتصادي للمقاولات الصحفية، وتحفيز الاستثمار، مع تحسين الظروف الاجتماعية للعاملين.
ومن أبرز ما يتضمنه المرسوم شرط تشغيل أربعة صحافيين مهنيين في المطبوعات اليومية الجهوية.
ودعا الوزير إلى تأسيس أقطاب إعلامية جهوية تدعم المقاولات الصحفية على المستوى المحلي، وتفتح المجال لتطوير الصحافة المتخصصة.
الدعم الاستثنائي بالأرقام
ومنذ بداية جائحة “كوفيد-19″، خصصت الحكومة دعماً استثنائياً لقطاع الصحافة بقيمة بلغت 164 مليون درهم في 2020.
هذا الدعم استمر بالتنامي ليصل إلى 325 مليون درهم في 2024، موجهًا لتحمل تكاليف الأجور، الضمان الاجتماعي، والضرائب.
كما تم تخصيص 35 مليون درهم كدعم جزافي للمقاولات الصحفية، إلى جانب 1.4 مليون درهم للمنابر الإعلامية التابعة للأحزاب السياسية.
أما قطاع الطباعة والنشر، فخصصت له الحكومة 9 ملايين درهم للطباعة في 2024، بينما لم يحصل قطاع التوزيع على أي دعم نتيجة للنقاشات المستمرة حول نموذج عمله الاقتصادي.
السمعي البصري والآفاق
وفي سياق متصل، تناول الوزير تطورات قطاع الإعلام السمعي البصري، حيث أشار إلى تقدم إحداث “هولدينغ” سمعي بصري موحد.
هذا المشروع يهدف إلى تعزيز كفاءة الشركات الوطنية للإنتاج المشترك للبرامج والأفلام التلفزيونية، وفق وزير الشباب والثقافة والاتصال.
مستقبل الإعلام بالمغرب
ويمثل هذا الإعلان بداية مرحلة جديدة في قطاع الصحافة والنشر بالمغرب، حيث يسعى المرسوم الجديد إلى تحقيق توازن بين استدامة المقاولات الإعلامية وحماية حقوق الصحافيين.
بالرغم من المحاولات التي أقدم عليه وزراء الاتصال والاعلام في الحكومات المتعاقبة لن تستطع أي من الحكومات التغلب على الاكراهات والأزمات التي يعانيها قطاع الصحافة والنشر بالمغرب، إذ تظل التحديات قائمة، خاصة فيما يتعلق بإيجاد نموذج اقتصادي مبتكر ومستدام لقطاع الصحافة.