هبة بريس- عبد اللطيف بركة
في قصة تراجيدية مليئة بالمفاجآت والانفعالات، تجد نفسك أمام رواية مغربية كان فيها الحب أداةً للمكر والخداع، ومالاً ثمناً للغدر. إنها قصة امرأة مغربية تمكنت من جذب انتباه يهودي كان يظن أنه وقع في الحب، لكن النهاية كانت مختلفة تماماً عما كان يتوقع.
بداية القصة تعود إلى عدة أشهر مضت، عندما التقى يهودي مقيم في المغرب بشابة مغربية على الإنترنت. كانت المحادثات بينهما مليئة بالوعود والأحلام، وبدأت العلاقة تتطور بسرعة إلى أن أصبحت تسير في اتجاه الزواج. شابة مغربية من أسرة متوسطة، ضحت بالكثير من وقتها وجهدها لكسب ثقته، وعندما تأكدت من مشاعره تجاهها، بدأت تنسج خيوط خطتها الماكرة.
“أنا على استعداد للزواج منك، لكن لدي مشروع مهم أريد تنفيذه، وأنا بحاجة إلى مساعدتك المالية لتحقيقه”، قالت له في إحدى المحادثات. لم يتردد اليهودي في الوثوق بها، ليبدأ في تحويل الأموال إليها، دفعة تلو الأخرى، في ظل وعود متكررة منها بأنها ستحقق مشروعها وتستقر معها في حياة جديدة.
مرّت الأيام، والأشهر، والعلاقة بينهما تزداد تعقيداً. كلما حاول اليهودي الضغط عليها لتحديد موعد الزفاف، كانت تكتفي بالتأكيد على أن “الأمور تحتاج بعض الوقت”. لكنه لم يكن يدرك أن الوقت الذي كانت بحاجة إليه لم يكن لتنظيم حفل الزفاف، بل لتنفيذ خطتها الكبيرة.
لكن، كما يحدث دائماً في قصص الحب التي تتحول إلى مأساة، بدأ الفتور يتسلل إلى العلاقة. تباعدت المكالمات، وكثرت التبريرات. وفي النهاية، أبلغته بأن عائلتها ترفض الزواج بسبب “ظروف خاصة”. هكذا، وبكل برود، توقفت علاقة كانت تزداد قوة في عينيه.
لم يصدق اليهودي ما حدث. كيف يمكن أن تكون كل تلك الوعود وهمًا؟ كيف تكون هذه المرأة التي وعدته بالزواج قد خدعته بكل تلك الأموال؟!
طلب استرداد المبلغ الذي دفعه لها، لكنه لم يجد منها أي استجابة. في البداية، كانت ترفض التحدث إليه، ثم بدأت في قطع الاتصال تماماً. شعر أن الأرض اهتزت تحت قدميه. فكيف يمكن أن يحدث هذا في علاقة كانت مليئة بالآمال والطموحات؟
لكن القصة لم تنتهِ هنا، إذ قرر اليهودي أن يرفع صوته ويكشف الحيلة التي وقع فيها. بدأ بنشر قصته عبر وسائل الإعلام المحلية، محاولاً الضغط على المرأة، على أمل أن يعيد لها المبلغ الذي دفعه، والذي بلغ خمسين مليون سنتيم، مبلغ لم يكن بالأمر الهين.
ولكن المرأة اختفت عن الأنظار تماماً، ولم يظهر لها أي أثر. في خطوة جريئة، ربطها الإعلام بتهم عديدة منها الاحتيال والنصب، بينما بقيت القصة دون حل.
اليوم، تظل هذه الحكاية درسًا في الثقة والخداع، وفصلاً مظلماً من العلاقات الإنسانية التي قد تكون أكثر تعقيداً مما نتصور. رغم كل محاولات الضغط، لم يتمكن اليهودي من استرداد أمواله، وبقيت المرأة في الظل، مجهولة المآل.
لا تزال تساؤلات كثيرة تطرح حول هذه القضية: هل كانت المرأة تلاعبت بعواطفه من البداية؟ أم أن هناك شيئًا وراء الستار لم تكتشفه العدالة بعد؟ والآن، تظل هذه القصة تتداول على لسان الجميع، بين من يعبر عن تعاطفه مع الضحية، ومن يستهجن تصرفات المرأة التي تلاعبت بحياة شخص آخر.