الإثنين, مارس 24, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيقرن من الكرة (ح9).. عندما انسحب المغرب من تصفيات المونديال وقاطع "الكان"...

قرن من الكرة (ح9).. عندما انسحب المغرب من تصفيات المونديال وقاطع “الكان” احتجاجا على التحكيم


“قرن من الكرة”.. برنامج يستعرض أكثر من مئة عام من تاريخ كرة القدم المغربية، منذ بداياتها الأولى حتى تحقيق الإنجازات التي رفعت الراية الوطنية عاليًا، رفقة الدكتور الباحث في السياسات الرياضية منصف اليازغي، حيث يسترجع البرنامج حقبة مهمة من التاريخ ويحتفي بروح الإنجاز والإلهام التي رافقت مسيرة كرة القدم المغربية على مدار أكثر من قرن من الزمن.

يأخذكم البرنامج في رحلة عبر الزمن، لاستكشاف كيف شقت كرة القدم طريقها في المغرب، متأثرة بالظروف الاجتماعية والسياسية التي شكلت ملامحها الأولى خلال فترة الاستعمار، ويتوقف البرنامج عند أبرز المحطات التاريخية، بدءًا من تأسيس الأندية الوطنية وانطلاق المشاركات المغربية في المحافل الدولية، وصولًا إلى اللحظات التي توجت فيها الكرة المغربية مجدها على الصعيدين القاري والعالمي والتطور الكبير الذي شهدته الكرة الوطنية في الألفية الحديثة.

توجه عالمي

يروي الدكتور الباحث، منصف اليزاغي، أن المغرب على الرغم من عدم مشاركته في كأس إفريقيا إلا في دورة الكاميرون عام 1972، إلا أنه كان قد سجل اسمه في التصفيات عام 1961، غير أنه اعتذر ولم يتمكن من المشاركة، وفي الدورات اللاحقة، شارك في التصفيات لكنه خسر ولم يتأهل، وطوال تلك الفترة، لم يكن هناك اهتمام مستمر أو رغبة قوية في التسجيل أو المشاركة بانتظام، وفق تعبيره.

كما يُسجل للمغرب أنه في عام 1961 شارك في تصفيات كأس العالم 1962 التي أقيمت في تشيلي، ولعب المغرب ضد منتخبات إفريقية مثل تونس وغانا، وتأهل، لكن الاتحاد الدولي كان لديه نظام توزيع غريب للمنتخبات المتأهلة، حيث فرض على المغرب، ممثل القارة الإفريقية، أن يخوض مباراة فاصلة ضد إسبانيا التي كانت تضم نجومًا كبارًا مثل سانتا ماريا ودي ستيفانو، ولعب المباراة، وخسر في الرباط بهدف لصفر، وفي البرنابيو خسر بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

ويرى اليازغي أن هذا الحدث أعطى المغرب سبقًا تاريخيًا، فقد كان أول بلد عربي وإفريقي يصعد إلى النهائيات عبر التصفيات القارية عام 1970، مشيرا إلى أن العديد من المتتعبين للشأن الكروي يقعون في خطأ أن مصر لعبت في كأس العالم 1934، لأن مصر تأهلت حينها عبر مواجهة فلسطين، التي كانت محسوبة على قارة أخرى، وليس عبر تصفيات قارية.

تضامن إفريقي والمشاركة في مونديال 1970

بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم سنة 1961، اعتبر المغرب أن حرمانه من اللعب في كأس العالم بتشيلي عام 1962 كان ظلمًا، وهذا الموقف قاد القارة الإفريقية لاحقًا إلى الامتناع عن المشاركة في تصفيات كأس العالم 1966 في إنجلترا.

هذا الموقف دفع الاتحاد الدولي إلى منح القارة الإفريقية مقعدًا كاملاً في كأس العالم، بدلاً من نصف مقعد كما كان الحال في عام 1961، وهكذا، تمكنت القارة من المشاركة بشكل مباشر في التظاهرات العالمية، وفي التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1970، واجه المغرب منتخبات مثل السودان ونيجيريا في دوري ثلاثي، ونجح في التأهل إلى كأس العالم في المكسيك.

الحدث الأكثر بروزًا في تلك الفترة كان في المباراة التي جمعت المغرب بألمانيا في كأس العالم 1970، عندما كان المغرب متقدمًا بهدف لصفر سجله اللاعب الراحل حمان جرير، حيث يُقال إن الملك الراحل الحسن الثاني اتصل بالإذاعي أحمد البيضاوي الذي كان آنذاك في الإذاعة المغربية، وأخبره أنه في حالة انتهت المباراة بفوز المغرب، فإنه سيوجه خطابًا للأمة.

هذا الإنجاز ساهم في انفتاح المغرب أكثر على القارة الإفريقية، وشارك في كأس إفريقيا 1972 بالكاميرون، محققا ثلاثة تعادلات وخرج بسبب القرعة، فيما أشار منصف اليازغي إلى أنه “ربما لو لم تكن القرعة هي الفاصل، لكان بإمكانه التقدم أكثر، لأن الفريق الذي أخرجه بالقرعة، وهو الكونغو، فاز بالكأس لاحقًا”.

مقاطعة التصفيات و”الكان”

بعد ذلك، دخل المغرب تصفيات كأس العالم 1974، لكن وقعت حادثة مشهودة في دجنبر 1973 أثناء مواجهة الزايير في ملعب كينشاسا، حيث ارتكب الحكم “لوبتي” ما يمكن وصفه بمجزرة تحكيمية بحق المنتخب المغربي، وبسبب هذا الظلم، رفض المغرب استكمال التصفيات، ولم يشارك في كأس إفريقيا 1974 التي أقيمت في مصر.

ورغم أن المغرب كان بعيدًا عن القارة الإفريقية في تلك الفترة، فقد سجل حضوره في تصفيات 1961، وشارك في تصفيات 1963، ولكنه كان أحيانًا يفتقر إلى الإمكانيات التي تمكنه من الحضور الدائم في هذه المنافسات.

قصص مثيرة في معجزة 1976

جاءت المشاركة المغربية في كأس إفريقيا لعام 1976 في ظروف سياسية صعبة، حسب اليازغي، حيث كان المغرب قد استرجع أقاليمه الجنوبية في نونبر 1975، وفي تلك المرحلة، كان المغرب ما يزال يعيش تبعات ذكريات غير جيدة من بداية السبعينيات على مستوى كرة القدم، ومع ذلك، بقي المغرب الدولة التي استطاعت تحقيق مشاركة مشرفة في كأس العالم 1970، وكانت تلك المرحلة مليئة بالمشاعر المختلطة لما حدث أمام الزايير عام 1973، وهو ما أثر بشكل كبير على الوضع الكروي المغربي.

وخلال بطولة 1976، لوحظ أن المنتخب المغربي لم يكن يعتمد على الفرق الكبيرة مثل الرجاء والوداد والجيش الملكي، بل كان منتخبًا يمثل جميع أنحاء المغرب وكان يضم لاعبين من المحمدية، فاس، سيدي قاسم، وجدة وغيرها، وهو أمر لم يُرَ بعد ذلك بفعل تراجع تمثيل المدن الصغيرة.

وفيما يتعلق بالناخب الوطني، كان المهدي بلمجدوب يقوم بدور مزدوج ككاتب عام وكناخب وطني، حيث كان يعمل إلى جانب المدرب الروماني ماردا ريسكو، الذي كان لاجئًا في المغرب بسبب مشاكل سياسية في بلاده، إذ لم يكن هذا الأخير لم يكن يختار اللاعبين بنفسه، بل كان يجلبهم بلمجدوب.

كانت البطولة مليئة بالأحداث المثيرة، ومنها اللقاء مع الزايير، بطلة الدورة السابقة في مصر عام 1974، في الدور الأول، حيث كان الفريقان يقيمان في نفس الفندق، وكان لاعبو الزايير يسخرون من المغرب بسبب الأحداث التي وقعت في عام 1973، ومع ذلك، استطاع المغرب الانتقام والفوز عليهم في تلك المباراة.

في الدور النهائي، كان نظام البطولة يعتمد على التنقيط، وفي المباراة الحاسمة التي أقيمت في أديس أبابا أمام غينيا، احتاج المغرب إلى نقطة واحدة فقط للتتويج، بينما كان على غينيا الفوز، ورغم تقدم غينيا بهدف لصفر، استطاع المغرب التعادل بفضل هدف اللاعب بابا بطريقة درامية أثارت فرحة اللاعبين والجماهير.

أحداث المباراة كانت استثنائية وصعبة، حيث يحكي عزوز بلفايدة، الذي كان حاملًا للأمتعة مع المنتخب، عن تلك اللحظات، يروي كيف أن اللاعبين الغينيين انهاروا تمامًا بعد تسجيل الهدف، بينما فرح المغاربة بشكل هستيري، وفي خضم هذه الأجواء، كان المذيع أحمد الغربي هو الوحيد الذي نقل المباراة عبر الإذاعة الوطنية. يُقال إنه تأثر بشدة بسبب الحماس الزائد، مما أثر على حباله الصوتية لسنوات لاحقة.

المباراة النهائية شهدت أداء خرافيا من الحارس مثل حميد الهزاز، الذي كان يسدد ويصد الكرات بطريقة مذهلة، ورغم أن الجمهور كان يميل لغينيا بسبب البشرة السوداء والتقارب الثقافي، إلا أن المغرب استطاع الفوز بلقبه الوحيد في كأس إفريقيا.

ويعتبر اليازغي أن هذا اللقب كان إنجازًا كبيرًا في ظل الظروف الصعبة جدًا التي عاشها اللاعبون، حيث لم يكن الطعام متوفرًا بشكل جيد، وكانت الأجواء غير مريحة، خاصة في أديس أبابا التي كانت تعاني من المجاعة في تلك الفترة ورغم ذلك، استطاع المغرب تحقيق اللقب بفضل عزيمة اللاعبين وروحهم القتالية.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات