الإثنين, مارس 10, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيقرن من الكرة (ح3).. اليازغي يكشف معطيات مثيرة عن انخراط أندية مغربية...

قرن من الكرة (ح3).. اليازغي يكشف معطيات مثيرة عن انخراط أندية مغربية في مقاومة الاستعمار



“قرن من الكرة”.. برنامج يستعرض أكثر من مئة عام من تاريخ كرة القدم المغربية، منذ بداياتها الأولى حتى تحقيق الإنجازات التي رفعت الراية الوطنية عاليًا، رفقة الدكتور الباحث في السياسات الرياضية منصف اليازغي، حيث يسترجع البرنامج حقبة مهمة من التاريخ ويحتفي بروح الإنجاز والإلهام التي رافقت مسيرة كرة القدم المغربية على مدار أكثر من قرن من الزمن.

يأخذكم البرنامج في رحلة عبر الزمن، لاستكشاف كيف شقت كرة القدم طريقها في المغرب، متأثرة بالظروف الاجتماعية والسياسية التي شكلت ملامحها الأولى خلال فترة الاستعمار، ويتوقف البرنامج عند أبرز المحطات التاريخية، بدءًا من تأسيس الأندية الوطنية وانطلاق المشاركات المغربية في المحافل الدولية، وصولًا إلى اللحظات التي توجت فيها الكرة المغربية مجدها على الصعيدين القاري والعالمي والتطور الكبير الذي شهدته الكرة الوطنية. في الألفية الحديثة.

ظروف تأسيس الوداد

يحكي الدكتور الباحث في السياسات الرياضية، منصف اليازغي، أن تأسيس نادي الوداد الرياضي عرف ظروفا خاصة سنة 1937، قبل إحداث فرع كرة القدم سنة 1939 إذ كان المؤسسون وراءه شخصيات بارزة آنذاك، حيث كان غالبهم إما ينتمي إلى الحركة الوطنية أو انضم لاحقا إلى حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال في فترة الأربعينيات.

ويرى اليازغي أن “فريق الوداد هو قصة جميلة لم تنل حقها في التوثيق والتاريخ بشكل موضوعي”، معتبرا أن النادي كان لديه دور اعتباري مهم جدًا في تلك الفترة، كما أن الوداد عندما تأسس، كان من حظه، أنه مع لعب في القسم الأول مباشرة، لأن سنة 1939 صادفت انطلاق الحرب العالمية الثانية، وأيضًا شهدت تلك الفترة خسارة مذلة لفرنسا أمام النازيين في ظرف عدة أسابيع قليلة، إذ انهزمت فرنسا وتم احتلالها وتم تقسيمها إلى شطرين، شطر تابع مباشرة للنازيين، وشطر جنوبي كان تحت إشراف حكومة فيشي بقيادة الماريشال فيليب بيتان، لكنه كان أيضًا يتبع للنازيين.

آنذاك، وبسبب ظروف الحرب وتمويلها، وبسبب رصد كل المدخرات المغربية والإمكانيات المتوفرة من محاصيل زراعية ووقود وغيرها لصالح المجهود الحربي الفرنسي، تم على مستوى المغرب تجميع البطولة المغربية في إطار تجمعات جهوية، إذ كانت تُنظم مباريات على المستوى الجهوي، سواء في الدار البيضاء، وعلى مستوى الجنوب في مراكش وأكادير، ونفس الأمر بالنسبة للرباط ونواحيها، وسمحت بأن يلعب فريق الوداد مباشرة في القسم الأول.

وحسب الباحث في السياسات الرياضية، فإن “الإشكال الذي وقع هو أنه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، طُرح موضوع عودة فريق الوداد إلى القسم الثاني مع العودة للنظام السابق، وهو ما أثار إشكالًا كبيرًا جدًا.

تقديم وثيقة الاستقلال والتضييق الفرنسي

يروي منصف اليازغي أن الفترة ما بين 1939 و1945، كانت مليئة بالدلالات، إذ عرفت هذه الفترة حدثًا كبيرًا، وهو تقديم وثيقة الاستقلال في 11 يناير 1944. هذا الحدث كان سببًا في وقف نشاط فريق الاتحاد الرياضي الرباطي السلاوي، الذي كان عميد الأندية الوطنية، وأيضا فريق النجاح الفاسي بسبب الأحداث التي عرفتها فترة ما بعد تقديم وثيقة الاستقلال.

كما شهدت تلك الفترة عدة مظاهرات في فاس وفي الرباط، وشارك بعض لاعبي هذه الأندية في تلك الاحتجاجات، بل إن بعض مسؤولي هذين الفريقين، حسب اليازغي، تورطوا في هذه الاحتجاجات، حيث تشير وثيقة إلى أن الاتحاد الرياضي الرباطي السلاوي كان لديه بعض المسدسات وبعض الذخائر، وبالتالي لم يكن فريقًا كرويًا فقط، بل كان الأمر يمزج بين الجانب الرياضي والسياسي.

كما تقرر في تلك الفترة تجميد ظرفي لنشاط ومباريات الوداد واجتهد أعضاء الفريق الأحمر من أجل إعادة نشاط الفريق، إذ تدخل بعض أعضاء المكتب المسير للوداد، وعاد الفريق إلى الممارسة، وكانت تلك فترة حرجة في تاريخ الوداد، لأنه كان آنذاك أحد الأندية الوطنية الكبرى التي كان المغاربة يرون فيها أنفسهم، حيث انتشرت مقولة بالدارجة: “نلعب مع الوداد، ولا بغات تجي الموت تجي”، على اعتبار حمل قميص الوداد كان فخرا.

ما بين 1944 و1950، شهدت الساحة الكروية كثافة في تأسيس الأندية حيث عاد فريق المغرب الرباطي إلى الممارسة وإحداث فريق الفتح الرباطي، الذي يُعد امتدادًا للاتحاد الرباطي السلاوي، كما تأسس الكوكب المراكشي ومولودية وجدة وفريق الرجاء البيضاوي. وبدأت الأندية الوطنية تتأسس بمسيرين مغاربة، ولكن دائمًا وفق الشروط الفرنسية في التأسيس.

بدأ الصراع في نهاية الأربعينيات حول مسألة دخول الأندية المغربية بـ11 لاعبًا مسلمًا، وهو ما تمكنت من تحقيقه سنة 1950، لكن دائمًا كانت الإقامة الفرنسية تقوم بالمراوغة وأحيانًا الضغط، حسب اليازغي.

كرة القدم وتثبيت شرعية محمد الخامس

شهدت سنة 1946 حدثا بارزا بتأسيس العصبة الحرة  من طرف محمد اليزيدي والعيساوي، وأيضًا عبد السلام بناني، حيث كانت هناك العصبة المغربية لكرة القدم تحت إشراف الجمعية الفرنسية وتحت إشراف الإقامة الفرنسية، ولكن في المقابل، أُنشئت عصبة حرة لكرة القدم أحدثها وطنيون مغاربة، وأقاموا بطولة مستقلة عن الأخرى كانت تشارك فيها فرق الأحياء التي تطورت لتصبح أندية رسمية بعد الاستقلال.

هذه الأندية، يضيف اليازغي، كانت تلعب بطولات الأحياء، وكانت تشارك أيضًا في كأس العرش، مشيرا إلى أن كأس العرش لم يُحدث في نهاية 1956 بل أُحدث سنة 1946 من طرف العصبة الحرة، وتم إجراء بطولة خاصة بكأس العرش كانت تُقام نهايتها في المشور السعيد  بالقصر الملكي الرباط، وكانت تُقام المباراة النهائية بحضور الراحل محمد الخامس وأيضًا الراحل الحسن الثاني.

ساهم هذا المعطى، وفق اليازغي، في تثبيت الشرعية السياسية للسلطان محمد بن يوسف عن طريق كرة القدم بخلق كأس العرش، وأيضًا تثبيت الوجود الوطني على مستوى كرة القدم من خلال خلق مؤسسات تشرف عليها.

ويحكي اليازغي أن هذه الخطوات خلقت انزعاجًا لدى السلطات الفرنسية، إذ دخلت العصبة المغربية، تحت إشراف فرنسي، في مفاوضات من أجل أن يتم ابتلاع العصبة الحرة وإدراجها في البطولة، إذ وقعت مفاوضات بين الطرفين وتم إلحاق محمد اليزيدي بالعصبة المغربية لكرة القدم ليكون ممثلًا للأندية المسلمة، غير أن هذه العملية فشلت ويظهر ذلك في أنه لم تعد الصحافة الفرنسية تقوم بتغطية أنشطة كأس العرش وبطولة الأحياء المغربية.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات