أفاد مصدر مطلع لجريدة “فاس نيوز” بأن مؤسسة محمد الخامس للتضامن أطلقت، يوم أمس الخميس، حملة طبية جراحية واسعة بجماعة بوهودة التابعة لإقليم تاونات، وذلك في إطار برنامجها الوطني للحملات الطبية للقرب، الهادف إلى تعزيز الولوج إلى الرعاية الصحية للفئات الهشة، لا سيما في المناطق القروية والنائية. وتستمر هذه المبادرة إلى غاية 22 مارس الجاري، مستهدفة نحو 4500 مستفيد من جماعة بوهودة وعشر جماعات مجاورة.
و لإنجاح الحملة فقد تم إعداد منصة طبية متكاملة تضم مختلف التخصصات الطبية، تشمل التشخيص المبكر لأمراض العيون، خاصة المياه البيضاء (الجلالة)، وفضاء خاص بالأشخاص في وضعية إعاقة جسدية لتقديم الفحوصات الملائمة لهم، إلى جانب وحدات للاستقبال والتسجيل وفضاءات للفحوصات الطبية في تخصصات متعددة، من بينها الطب عن بعد. كما تم دعم الحملة بـ11 وحدة طبية متنقلة، مختبرات للتحاليل الطبية، خدمات الفحص بالأشعة والصدى، بالإضافة إلى صرف الأدوية للمرضى المستفيدين.
في تصريح خاص، أوضح نور الدين رطبي، مسؤول القطب الطبي الإنساني بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، أن الحملة تتيح التكفل بالمرضى في تخصصات مختلفة تشمل طب النساء والتوليد، القلب، الأطفال، الجهاز الهضمي، وطب الأسنان، فضلاً عن التحاليل الطبية والأشعة. وأشار إلى أن هذه الحملة تتميز بإدماج منصة الطب عن بعد، التي تمكّن المرضى في المناطق النائية من الولوج إلى استشارات طبية متخصصة دون الحاجة إلى التنقل لمسافات طويلة. وأضاف أن هذه المبادرة تعد الرابعة من نوعها خلال العام الجاري، بعد حملات مماثلة في زاكورة، طانطان، وبركان، مؤكداً أن البرنامج الوطني للحملات الطبية للقرب سيتواصل ليشمل مناطق أخرى عبر المملكة.
كما تم حشد موارد بشرية ولوجيستية كبيرة لإنجاح الحملة، حيث يضم الطاقم الطبي والتمريضي 32 طبيباً مختصاً، من بينهم 8 جراحي عيون و10 أطباء عامين، و20 ممرضاً وممرضة، إضافة إلى مساعدين اجتماعيين وتقنيي المؤسسة ومتطوعين من المجتمع المدني. ووفق المعطيات الأولية، فقد تمكن الطاقم الطبي خلال اليوم الأول فقط من التكفل بحوالي 1500 مستفيد، مع توقعات باستقبال العدد نفسه يومياً على مدى ثلاثة أيام، إضافة إلى إجراء عمليات جراحية لإزالة المياه البيضاء بالمستشفى الإقليمي لتاونات.
و تندرج هذه الحملة ضمن شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن ومجموعة من الفاعلين المحليين، من بينهم السلطات المحلية، المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة فاس-مكناس، المندوبية الإقليمية للصحة بتاونات، المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، المستشفى الإقليمي بتاونات، جمعيات صحية وإنسانية، من بينها جمعية أصدقاء ضعاف البصر بفاس، الجمعية الإقليمية لدعم مرضى القصور الكلوي بتاونات، وجمعية إسعاد، إضافة إلى هيئة أطباء الأسنان بفاس ونواحيها.
كما تعكس هذه الحملة التزام مؤسسة محمد الخامس للتضامن بتحقيق العدالة الصحية وتوفير الخدمات الطبية المتخصصة للفئات الهشة، بما ينسجم مع أهدافها الإنسانية والاجتماعية في تعزيز التكافل الصحي عبر مختلف جهات المملكة.
المصدر: فاس نيوز