مشهد مؤلم في منطقة “بين الجراف”، دفع المخرج كمال كمال إلى صناعة فيلم “وحدة الحب” الذي ينقل فيه مأساة عائلات مغربية جزائرية فرقتها الحدود وظلت صلة الرحم بينها عالقة في منطقة فاصلة بين البلدين.
وفي تفاصيل هذا المشروع السينمائي، كشف مخرج العمل كمال كمال في تصريح لجريدة “مدار21” أنه وفي طريقه إلى السعيدية شاهد شابة جزائرية في منطقة “بين الجراف” متزوجة من شاب مغربي رفقة ابنها البالغ من العمر سنة واحدة، وفي الجهة المقابلة في الجزائر جدته التي تشاهده لأول مرة، واصفا هذا المشهد بـ”المؤلم”.
وقال كمال إن هذا المشهد ظل عالقا في ذهنه، ودفعه إلى صناعة فيلم حول العلاقات الإنسانية التي تجمع بين الشعبين، والتي قطعتها غلق الحدود إلى أجل غير مسمى.
ويضيف كمال: “حاولت التركيز في الفيلم على إشكالية فراق العائلات التي تعيش في بلدين قريبين، ولا يمكنها اللقاء أو الملامسة أو العناق خاصة مع الأم والإخوة، الذين لم يعد بإمكانهم اللقاء أو العناق أو الحضور في الجنائز والمناسبات، وهذا أمر مؤسف ومؤلم في الوقت ذاته”.
وخلق كمال كمال، شخصيات في الفيلم تعبر عن العديد من الشخصيات الواقعية، ومنها الرجل العجوز الذي لا يملك الحق في تحقيق رغبته في زيارة قبر زوجته، والفتاة الجزائرية التي تعاني بسبب زواجها من رجل مغربي بالفاتحة لعدم تمكنها من الحصول على وثائقها، أو اللقاء مع أهلها، إذ لا تستطيع العودة إلى بلدها أو البقاء في المغرب بطريقة قانونية، بحسب تصريح المخرج.
وأشار المخرج كمال كمال إلى أن فيلمه “وحدة الحب” يحمل قضية إنسانية ويترجم أحساس وآلام العديد من الأشخاص، مضيفا: “تتجلى قيمة العمل الفني في خلق التعاطف”.
وعن موقفه من إغلاق الحدود بين البلدين والصراعات السياسية التي تقف حاجزا بين العلاقات الإنسانية، يقول كمال: “رغم الظروف السياسية التي تقف حاجزا بيننا، لكن يبقى الحب سائدا بيننا، ويبقى الذباب الإلكتروني الذي يشتم في مواقع التواصل الاجتماعي يتسم بالغباء”.
ويضيف: “نحن نحب بعضنا البعض لأننا جيران ولدينا عائلات مشتركة منذ آلاف عشرات السنين، أنجبت لنا الأجيال التي بقيت في المنتصف تعاني”.
وأكد كمال أن “الحب بين المغاربة والجزائريين لا يمكن أن تغيره الخلافات السياسية، التي قد تنتهي في يوم ما، وتعود المياه إلى مجاريها كما السابق، لأنها مسألة آنية وليست دائمة”.
وتدور أحداث الفيلم حول “عبثية” الحدود بين بلدين جارين (المغرب والجزائر)، اللذين يجمعهما تاريخ قديم وشعبان متحدان بينهما قرابات وأسر مشتركة تعيش هنا وهناك.
وينقل هذا العمل السينمائي مواضيع إنسانية تتخللها قصص حب تجمع ما بين مغاربة وجزائريين، وتمتد علاقاتهما إلى قرابات عائلية.
ويشارك في هذا العمل ثلة من الممثلين وهم فاطمة الزهراء بلدي، وهشام إبراهيمي، ويونس ميكري، وسحر الصديقي، وإدريس الروخ، والغالية بنت الزاوية، وحفصة ابن إسماعيل، وربيع القاطي، ناهيك عن رشيد العماري، وسحر المعطاوي، والممثل الجزائري أحمد مداح، وآخرون ينتمون إلى مدينة وجدة.