حاول الممثل الكوميدي محمد باسو تغيير النظرة القاتمة عن منطقته ومسقط رأسه زاكورة التي ارتبطت بأفعال السحر والشعوذة واستخراج الكنوز، واستغلالها في الاتجار بالأطفال لهذه الأغراض من قبل أشخاص غرباء عنها، وبدأت تُصبح مرجعا مرتبطا بها، في الوقت الذي يتنكر ساكنتها من هذه التهم، ويزخر فيها الموقع بموارد مهمة في مجالات متعددة، يُغفل تسليط الضوء عليها، من خلال فيلمه الجديد “زعزوع”.
وفي هذا الإطار، يقول باسو صاحب الفكرة، وكاتب القصة والسيناريو الخاص بالفيلم الذي من المرتقب أن يدخل صالات العرض بالقاعات السينمائية هذا الأسبوع، إن هذه الظاهرة استفحلت في الجنوب الشرقي والتي لا تمثل بتاريخ وحضارة وصورة المنطقة وساكنتها التي لا علاقة لها بكل الممارسات المتعلقة بأعمال الشعوذة واستخراج الكنوز، وما يحيط بهما.
وكشف باسو في تصريح لجريدة “مدار21” أن الهدف من هذا العمل يشكل توعية عموم الناس بالسمات الحقيقية التي تميز المنطقة وساكنتها التي تُعرف بالكرم وحسن الضيافة والأخلاق والنبل والطيبوبة والإخلاص.
ويسلط فيلم “زعزوع” الضوء أيضا على ما يميز المنطقة في جوانب مرتبطة بالسياحة والثقافة، والطبيعة، والتراث وغيرها من المميزات التي لم يسبق إبرازها، لتبح وجهة لزيارتها من قبل المغاربة، بحسب باسو.
ويتنصل الفليم من المجرمين الذين يستغلون المنطقة لتشويه سمعة ساكنتها، ومنحها صورة قاتمة، في الوقت الذي تولد فيها كفاءات في مختلف المجالات من أطباء ومحامين، وعمداء شرطة، وقضاة ومهندسين، وأساتذة جامعيين، يضيف.
ويقول باسو في السياق ذاته: “غير أنه مع الأسف في كل مرة نجد أن الأخبار التي تصدر عن المنطقة تتعلق في مجملها بممارسات مهينة لساكنتها، لذلك حاولنا اليوم إظهار وقائع حقيقية، لا علاقة له بما يروج حولها”.
ويرى الكوميدي ذاته أنه يقع على الفنان إلزامية الالتفات إلى منطقته، وتسليط الضوء عليها بإبراز الجوانب التي تميزها، وتغيير نظرة الجمهور حول الظواهر الدخيلة عليها.
ولم يكتفِ باسو بتصوير هذا العمل الجديد في منطقة بزاكورة، وإشراك أفرادها في صناعته، وتسليط الضوء على مزاياها ودحض كل التهم التي تلتف من حولها، بل قرر أن يخص ساكنتها بالعرض ما قبل الأول، ونقل السينما إليها.
وفي هذا الإطار، قال باسو في حديثه للجريدة إن الغرض من تقديم العرض ما قبل الأول لفيلمه في منطقته “تامكروت” بزاكورة، يرجع إلى كون أن معظم مشاهده صورت بها، وبغاية التعريف أيضا بموروثها الثقافي والسياحي والبشري، والجغرافي، ومنح فرصة لأبناء المنطقة للمشاركة في العمل على عدة أصعدة، مبرزا أن “ما بين 250 و300 شخص عملوا في الفيلم، وهي فرصة لشباب المنطقة لاكتشاف السينما ربما لأول مرة، وحضور موقعا للتصوير”.
ويضيف: “والهدف أيضا من العرض بالمنطقة، يكمن في تقريب ساكنتها من السينما من آباء وأمهات ربما لأول مرة في حياتهم، وبالتالي كان لنا الشرف أن نكون أول من نقلوا السينما إليهم، إذ بدورنا وجدنا حفاوة وكرم ضيافة، واستطعنا التصوير بأريحة”.
وقال باسو إنه “حلم طفولة تحقق، باستطاعتنا تقديم هذا الفليم السينمائي ولو كان شيئا بسيطا، في انتظار أشياء أخرى في المستقبل أشتغل عليها في إطار ما هو فني وثقافي، للنهوض بالمنطقة لأن فيها موارد بشرية وكفاءات وجوانب متعلقة بالطبيعة والتاريخ إذا اجتمعت يمكن أن نصل إلى منتوجي فني مهم”.
وبخصوص اختيار أبطال الفليم، أفصح باسو بأنه جاء نتيجة تشاور بينه وبين المنتج والمخرج، بناء على ميزات كل فنان من الفنانين المشاركين.
وأضاف: “كان لي الشرف لأشارك في عمل مع كل من فاطمة بوشان، أو عبد الرحيم المنياري، أو عبد الله ديدان، أو سعاد حسن، إلى جانب إشراك شباب كما كريمة غيث، وأسامة البسطاوي، وخديجة علوش، وحاولنا صناعة فيلم يمزج الجيل الحالي من الفنانين مع جيل الرواد”.