الأحد, مارس 16, 2025
Google search engine
الرئيسيةالرئيسيةفيديو. ساحة جامع الفنا بين الأمس واليوم: جمال السعدي يسبر أغوار تاريخ الساحة...

فيديو. ساحة جامع الفنا بين الأمس واليوم: جمال السعدي يسبر أغوار تاريخ الساحة ويقترح حلولاً لاستعادة وهجها


تُعتبر ساحة جامع الفنا القلب النابض لمدينة مراكش، وشريانها السياحي والثقافي الذي لطالما استقطب الزوار من مختلف بقاع العالم. فهي ليست مجرد فضاء مفتوح يعج بالحركة، بل هي مسرحٌ حي تتقاطع فيه الحكايات والأساطير مع فن الحلقة والمأكولات الشعبية، مما جعلها تصنَّف ضمن التراث الشفهي واللامادي للإنسانية من قبل اليونسكو.

لكن، بين الأمس واليوم، طرأت تحولات كبرى على هذه الساحة، حيث فقدت جزءاً من بريقها الذي لطالما ميزها. واليوم، يُثير الخبير السياحي جمال السعدي العديد من التساؤلات حول أسباب هذا التراجع، مقترحاً حلولاً عملية لاسترجاع رونقها وتعزيز دورها الثقافي.

فلطالما كانت ساحة جامع الفنا بوتقة للفنون الشعبية والموروث الثقافي المغربي. فقد اشتهرت بجحافل الحلايقية الذين يروون القصص، والحكواتيين الذين يسرقون انتباه الجمهور بتقنياتهم في السرد، فضلاً عن الموسيقيين الذين يطربون الزوار بموسيقى كناوة والأهازيج الشعبية.

كما كانت الساحة ملتقى للثقافات، حيث يجد الزائر المغربي والأجنبي على حد سواء فرصة لاكتشاف جزء من الهوية المغربية الأصيلة، سواء من خلال فن الحلقة، أو عبر تجربة المأكولات التقليدية التي تقدمها العربات المنتشرة في المكان.

غير أن التحولات الحضرية والتغيرات الاقتصادية التي طرأت على المدينة جعلت الساحة تفقد شيئاً فشيئاً بعضاً من أصالتها. فبدلاً من أن تكون فضاءً للحكي والسرد والفن، أصبحت تعاني من الزحف التجاري العشوائي، وغياب التنظيم، وتراجع مستوى العروض الفنية، حيث لم يعد الحكواتيون يجدون الدعم الكافي، ما أدى إلى انقراض هذا الفن الذي كان أحد أعمدة الساحة.

كما أدى التوسع غير المراقب للمطاعم والعربات إلى اختلال توازنها البصري والمعماري، مما جعلها تفقد سحرها الذي لطالما ميزها. كما أن التدفق السياحي العشوائي وعدم وجود رؤية واضحة للحفاظ على طابع الساحة، زاد من حالة الفوضى التي أصبحت تطغى عليها.

يرى الخبير السياحي جمال السعدي أن إعادة الاعتبار لساحة جامع الفنا يتطلب مقاربة شمولية تعيد التوازن بين السياحة والثقافة، وذلك من خلال إعادة إحياء فن الحلقة والحكي عبر دعم الحكواتيين، وتخصيص فضاءات رسمية لهم لمزاولة أنشطتهم بعيداً عن المضايقات، تنظيم المجال التجاري بحيث يتم الحد من العشوائية، مع إعادة توزيع المساحات بطريقة تحافظ على الطابع الجمالي والتاريخي للساحة،تشجيع العروض الفنية التقليدية من خلال إقامة مهرجانات صغيرة دورية تحتضن فنون السرد، الموسيقى الشعبية، وعروض الأكروبات والألعاب البهلوانية،إدراج الساحة ضمن مسارات سياحية مدروسة، بحيث لا تبقى مجرد نقطة تجارية، بل فضاء ثقافياً وسياحياً يحكي تاريخ مراكش وتحسين البنية التحتية عبر العناية بنظافة الساحة، وتحديث الإضاءة، وإعادة تأهيل الفضاءات العامة فيها.

يبقى السؤال المطروح: هل هناك إرادة حقيقية لإعادة الاعتبار لساحة جامع الفنا؟. فبينما يدعو المختصون إلى الحفاظ على التراث الثقافي والشفهي للساحة، تظل التحديات قائمة في ظل زحف العشوائية وضعف التنظيم.

ربما يكون الوقت قد حان لوقفة تأمل وإعادة تفكير في مصير هذه الساحة التي كانت على مدى قرون مرآةً تعكس هوية مراكش الحقيقية، حتى لا يتحول مجدها الماضي إلى مجرد ذكريات تروى في كتب التاريخ.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات