هبة بريس-يوسف أقضاض
في مشهد يفضح بوضوح الفراغ السياسي الذي تعيشه الجزائر تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، وجد الأخير نفسه في مؤتمر وزاري بموريتانيا، جالسًا بجانب وزراء من دول مثل بوتسوانا وتنزانيا وسيراليون، مما يعكس عزلة دولية خانقة وتراجعًا في دور الجزائر الإقليمي والدولي.
تبون، الذي يفترض أن يكون قائدًا يبحث عن أدوار قيادية، يظهر في هذا المشهد وكأن وجوده في المؤتمر ليس إلا مجرد ملء لمقعد شاغر في لقاء لا يحمل أي وزن سياسي يُذكر.
ففي الوقت الذي يجب أن تسعى فيه الجزائر لتعزيز مكانتها في الساحة الدولية، يظل الرئيس غارقًا في الاجتماعات التي لا تترك أي أثر على واقع بلاده.
كلمته، التي لم تكن أكثر من محاولات مكشوفة للتضخيم والتفاخر بأرقام غير دقيقة، تكشف عن أزمة حقيقية في القيادة الجزائرية.
فقد كانت محاولات الرئيس الجزائري لإظهار التفوق والتحقق من جدوى السياسة الجزائرية على الساحة الدولية مجرد عرض فارغ من أي مضمون، في ظل عجز حقيقي يعيشه البلد.
إن المشهد الذي تكرر في المؤتمر الوزاري الأخير يختصر بؤس الجزائر في ظل القيادة الحالية، التي أضحت تتنقل بين مؤتمرات بلا قيمة، في الوقت الذي يعم فيه العجز السياسي والعزلة القاتلة.
وما يزيد من غضب الجزائريين هو أن الجزائر التي كان يُفترض بها أن تلعب أدوارًا قيادية في محيطها الإقليمي، تجد نفسها اليوم عاجزة عن مواجهة تحدياتها الداخلية والخارجية، مما يجعل هذا الوضع علامة فارقة في تاريخها السياسي المعاصر تحت نظام عسكري دكتاتوري شبيه بنظام العصابات.
