في مشهد يثير الفضول ويؤجج حماس الجماهير المغربية، أعلنت إدارة ناديي الوداد والرجاء الرياضي تفاصيل مثيرة حول الترتيبات المتعلقة بـ”الديربي” الشهير بين الفريقين، الذي يُعد دائمًا الحدث الأبرز في كرة القدم الوطنية.
لكن هذه المرة، يحمل الديربي طابعًا خاصًا، إذ سيتغير وجهه التقليدي ليُجرى في أجواء هادئة وخالية من صخب المدرجات.
وجاء قرار إقامة مباراة الذهاب بدون جمهور، نتيجة اجتماع عُقد في ولاية الدار البيضاء، حضره ممثلون عن الفريقين والسلطات المحلية.
وكان السبب الرئيسي وراء القرار عدم جاهزية ملعب “العربي الزاولي” لاستيعاب الجماهير الغفيرة التي تُعرف بشغفها اللافت وإبداعها في خلق أجواء استثنائية خلال مباريات الديربي.
على الرغم من أن هذا القرار يُفقد المواجهة عنصرها الأهم، فإن الجميع اتفق على المضي قدمًا حرصًا على سلامة التنظيم وضمان إجراء المباراة في أفضل الظروف.
من بين النقاط الأخرى التي أفرزها الاجتماع، السماح لكل فريق بإيفاد بعثة صغيرة مكونة من 20 شخصًا فقط لحضور المباراة.
وفي حال تغيير الملعب إلى المركب الرياضي محمد الخامس في المستقبل، سيُخصص الحضور الجماهيري بالتساوي بين الطرفين، مع تقاسم مصاريف التنظيم.
وفي المقابل، أضفى رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، عبد السلام بلقشور، بعدًا إضافيًا على الترقب من خلال إعلانه عن تغيير توقيت المباراة.
إذ من المقرر أن تُقام المباراة عند الساعة السادسة أو الثامنة مساءً بدلًا من الرابعة عصرًا، مراعاة لجداول الفرق وظروف النقل التلفزيوني.
وأوضح في تصريح إذاعي، أن القرار لم يكن عبثيًا، بل جاء استجابة لتحديات لوجستية وتنسيقية، مشددًا على التزام العصبة بمسؤوليتها تجاه الكرة الوطنية.
لكن الإثارة لم تتوقف هنا؛ بلقشور أشار إلى أن قرار إقامة المباراة بدون جمهور لم يكن قرار العصبة، بل جاء نتيجة توافق بين الفريقين والسلطات المحلية.
تصريحاته أثارت ردود فعل متباينة بين الجماهير التي ترى أن غيابهم يُفقد المباراة روحها.
وعلى الرغم من ذلك، يظل الجميع مترقبًا لمعرفة مدى تأثير غياب الجمهور على أجواء اللقاء وأداء الفريقين.
هذا الديربي، الذي يُعد أيقونة في كرة القدم المغربية، يدخل ضمن منافسات الجولة الـ11 من البطولة الاحترافية – القسم الأول “إنوي”.
ويجد الرجاء، الذي يحتل المركز الـ11 برصيد 13 نقطة، نفسه في مواجهة غريمه التقليدي الوداد، صاحب المركز السادس بـ15 نقطة.
وتضيف الأوضاع الحالية للفريقين، مزيدًا من الغموض والتشويق للمباراة التي ستحدد، إلى حد كبير، مسار كل فريق في البطولة.
ورغم غياب الجماهير، يظل السؤال: هل سينجح الديربي في الحفاظ على رونقه الخاص؟ وهل سيتمكن الفريقان من تقديم أداء يليق بتاريخ المواجهات التي لطالما كانت محط أنظار القارة الإفريقية؟ الإجابة لن تأتي إلا مع صافرة البداية، حيث ستُكتب فصل جديد من فصول هذا الصراع الأزلي، ولو كان بدون صخب الجماهير الذي طالما أضفى عليه السحر والهيبة.
